الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب يعتزم فرض رسوم جمركية على جميع الواردات الأميركية من الصين وكندا والمكسيك، %25 رسوم جمركية على كندا والمكسيك، و %10 رسوم جمركية إضافية على الصين، حيث صرح بأنه سيفرض هذه الرسوم في أول يوم له في منصبه، بينما الرسوم المقترحة على الصين بعيدة كل البعد عن نسبة %60 على الواردات الصينية التي هدد ترمب بفرضها خلال حملته الانتخابية.
فرض الرسوم الجمركية المقترحة قد يخلق صدمة اقتصادية كبيرة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، الأسواق النفطية والطاقة قد تتأثر مع احتمالات تصاعد التكاليف وارتفاع أسعار الوقود. أيضا تستورد أمريكا العديد من السلع من المكسيك وكندا، وإذا فرضت الولايات المتحدة رسوم جمركية، قد يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب تجارية حيث من المحتمل أن تفرض كندا والمكسيك رسوم جمركية على بعض السلع الأمريكية، وبذلك فإن اقتصادات الدول الثلاث سوف تعاني بشدة.
الاعتماد الأمريكي على النفط الكندي والمكسيكي
الولايات المتحدة الأمريكية تستورد النفط من كندا والمكسيك، حيث تستورد الولايات المتحدة الأمريكية متوسط 600 الف برميل يوميا من النفط المكسيكي وهو ما يعادل 40% من مجمل إنتاج النفط المكسيكي. كما بلغت واردات الولايات المتحدة من النفط الكندي أعلى مستوى لها على الإطلاق هذا العام عند 4.3 مليون برميل يوميا وهو مجمل الإنتاج الكندي الذي لا يجد منفذ لنفطه سوى السوق الأمريكي المحلي. عندما يتحدث ترمب عن فرض رسوم جمركية عالمية على جميع الواردات، فإنه يتحدث عن رسوم جمركية من شأنها أن تضر بالأميركيين بارتفاع أسعار الوقود.
التداعيات على هوامش ربح مصافي التكرير الأمريكية وأسعار الوقود
النفط الكندي ثقيل وعالي نسبة الكبريت، بينما تعتمد مصافي التكرير الأميركية، وخاصة في الشمال على واردات النفط الكندي، وهو أثقل بكثير من حيث الكثافة النوعية من النفط الصخري الأمريكي، لذلك سيواجه منتجي النفط الصخري الأمريكي تحديات كبيرة من أجل سد الفجوة إذا تم تقييد النفط الكندي. كما أن تطبيق رسوم جمركية على واردات النفط الكندي له تأثير مباشر على ارتفاع أسعار الوقود في السوق المحلي الأميركي من جهة، وفي الجهة المقابلة سيضغط على هوامش الربح التكريرية لمصافي التكرير الأمريكية نظراً لارتفاع تكلفة المواد الخام – والتي لا يزال الكثير منها بحاجة إلى الاستيراد وأكثر من نصفها يأتي من كندا.
زيادة إنتاج النفط الأميركي يتطلب مستويات أسعار مرتفعة
على رأس قائمة أولويات ترمب هو الاستقلال في مجال الطاقة، حيث يتجه ترمب إلى زيادة انتاج 3 ملايين برميل يوميا من النفط، مما يعني ارتفاع الإنتاج الأمريكي من حوالي 13 مليون برميل يوميا إلى 16 مليون برميل يوميا. وهذا من شأنه أن قد يتسبب في خلل في ميزان العرض والطلب ويؤدي الى فائض في المعروض، ومن المرجح أن يحدث ضغط هبوطي كبير على الأسعار في حين كانت أسعار الطاقة الذريعة الرئيسية في نوبة احتواء التضخم بارتفاع سعر الفائدة في عهد الرئيس بايدن، وسيحرص ترمب على تجنب تكرار ذلك.
بعد الجائحة ارتفعت تكلفة إنتاج النفط الصخري الأمريكي، حيث أشارت بعض التقارير إلى أن متوسط تكلفة التعادل لآبار النفط الصخري الجديدة ارتفع بنحو %25، وبالنسبة لتشغيل الآبار القائمة، ارتفعت التكلفة 11%، وهذا ما جعل الأسعار لا تتفاعل مع الأخبار التي تفيد بأن ترمب يخطط من أجل زيادة 3 ملايين برميل يوميا من النفط، مما يعني ارتفاع الإنتاج الأمريكي من حوالي 13 مليون برميل يوميا إلى 16 مليون برميل يوميا، في بيئة مستويات أسعار النفط الحالية، لا توجد سوى مساحة ضئيلة للغاية لجلب أي إمدادات إضافية، ناهيك عن 3 ملايين برميل يوميا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال