صناعة الحلويات… أرباح مستدامة

الحديث عن صناعة المخبوزات “الحلويات والشكولاته” يثير اهتمام الكثيرين، سواء كانوا من محبي الحلويات أو الراغبين في بدء مشروع تجاري ناجح، فما الذي يجعل هذا المشروع جذابًا ومربحًا إلى هذا الحد؟

لم تعد الحلويات والشكولاته مجرد حلوى تقليدية بل أصبح هناك تنوع كبير في الأنواع والنكهات والشكل، فمن الكيك الكلاسيكي إلى الكيك المصنوع من مكونات طبيعية وخالية من الغلوتين، ومن الكيك المزين بأشكال فنية معقدة إلى المصمم خصيصًا ليتناسب مع مناسبات معينة ، هذا التنوع الكبير يجعل من السهل على كل شخص العثور على نوع الكيك الذي يفضله، ما يزيد من فرص نجاح هذه الصناعة.

يشهد العالم ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب على المخبوزات بشكلٍ عام والحلويات والشكولاته بشكل خاص، فالحلويات والشكولاته أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالات والمناسبات المختلفة، كما أنها تعد وسيلة للتعبير عن المشاعر والاحتفال بالإنجازات.

تتمتع صناعة الحلويات والشكولاته بربح مرتفع مقارنة ببعض الصناعات الأخرى، فالمكونات الأساسية للحلويات والشكولاته ليست باهظة الثمن، ويمكن زيادة الربح من خلال إضافة مكونات عالية الجودة وتقديم خدمات إضافية، مثل: التزيين والتغليف الفريد، كما أن الطلب على الحلويات والشكولاته في المناسبات الخاصة مثل: الأعراس وأعياد الميلاد يجعل من الممكن تحديد أسعار مرتفعة قليلًا دون التأثير في المبيعات، أضف إلى ذلك دفع التطور في أساليب العيش وزيادة الوعي بالتغذية الصحية الكثيرين إلى البحث عن بدائل صحية للحلويات التقليدية، ما أدى  لفتح الباب أمام صناع الحلويات والشكولاته لتطوير وصفات جديدة تلبي هذه الرغبات المتزايدة.

تشكّل صناعة الحلويات والشكولاته ركيزة أساسية في صناعة الأغذية المحلية والعالمية، حيث يشهد نموًا مطردًا وتزايدًا في الإقبال عليه، وبحسب أحدث الدراسات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة ارتفع الطلب العالمي على منتجات الحلويات والشكولاته بنسبة 12% خلال السنوات الأخيرة، ما يعكس جاذبية هذا القطاع وقدرته على توليد عوائد اقتصادية مجزية، أضف إلى ذلك فإن تنوع الأذواق والرغبات المتزايدة لدى المستهلكين فتحت آفاقًا واسعة أمام رواد الأعمال لتطوير وصفات مبتكرة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، كما أن الاستثمار في هذا المجال يعد من الاستثمارات الآمنة، حيث تشير الدراسات الاقتصادية إلى أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في صناعة الحلويات والشكولاته تحقق أرباحًا سنوية تتراوح بين 8% و15% في الدول النامية.

ويعزى هذا النمو المتوقع إلى عدة عوامل منها، توسع القنوات التوزيعية، إذ تشهد سوق الحلويات والشكولانه توسعًا في قنوات التوزيع، بما في ذلك التجارة الإلكترونية، ما يسهل على المستهلكين الوصول إلى مجموعة واسعة من المنتجات، وأيضا دخول لاعبين جدد إلى السوق ما يزيد من المنافسة ويشجع على تطوير منتجات جديدة مبتكرة، وظهور الأسواق الناشئة، بحيث  تشهد نموًا ملحوظًا في استهلاك الحلويات والشكولاته، مدفوعًا بزيادة الدخل القابل للإنفاق وتغير أنماط الاستهلاك.

تشير تقرير حديث صادر عن شركة جراند “جراند فيو للأبحاث” إلى أن سوق الحلويات والشكولاته العالمية تحقق نموًا ملحوظًا، حيث قُدر حجمها بنحو 65.68 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو بوتيرة متسارعة خلال السنوات القليلة المقبلة ليصل إلى معدل النمو السنوي المركب بنسبة 3.0% حتى عام 2030.

وأفصحت وزارة الصناعة والثروة المعدنية، عن وصول حجم الاستثمار في صناعة الحلويات والشوكولاته في المملكة إلى 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار)، تم ضخها في 1066 مصنعاً حتى منتصف يوليو (تموز) عام 2021.

وأوضح تقرير صادر عن المركز الوطني للمعلومات الصناعية والتعدينية أن الاستثمار في مصانع الحلويات والشوكولاته يشكل 1.38% من إجمالي الاستثمارات في جميع المصانع السعودية، مشيراً إلى أن الاستثمارات الأجنبية في نشاط صناعة الحلويات بلغ 3% من إجمالي الاستثمارات، فيما بلغت نسبة المستثمرين السعوديين في القطاع 92 %، بينما توزعت 5 % بين رؤوس أموال مشتركة.

وجاءت مصانع معمول التمر في المرتبة الأولى من حيث نوعية المنتجات النهائية، ثم صناعة الشوكولاته، وأخيراً مصانع الكيك، ومن حيث النشاط، حلت مصانع الجاتوه والبيتيفور والكعك أولاً بـ235 مصنعاً، ثم مصانع البقلاوة والكنافة والمعمول بـ430 مصنعاً، وحلّت مصانع الكاكاو على شكل كتل أو معجون ثالثة بـ134 مصنعاً، تليها مصانع الحلويات السكرية بعدد 123 مصنعاً، فيما بلغ عدد مصانع الشوكولاته البيضاء 73 مصنعاً.