الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعد قضية فرض ضريبة على الأغنياء من أهم القضايا التي تثير جدلاً واسعاً في الأوساط المتخصصة في العديد من الدول، فنجد البعض يؤيد هذه القضية وآخرون يعارضونها، مما لا شك فيه أن فرض ضريبة على الأغنياء قد يؤدي إلى عمل توازن في إعادة توزيع الثروات بين الأفراد بشكل عادل ومحاربة الفقر والجوع على مستوى العالم، خاصة بعد الأحداث العالمية الأخيرة مثل اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك الحرب في غزة.
وفي هذا الصدد، تناقشت مجموعة دول العشرين في موضوع فرض ضريبة على الأغنياء في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو في 24 يوليو 2024، فنجد منهم المؤيد والمعارض؛ حيث أيدت البرازيل، بتأييد من الرئيس اليساري لويس ايناسيو لولا فرض الضرائب على أثرى الأثرياء حيث اقترحت فرض ضريبة بنسبة 2% على المليارديرات على أساس سنوي، حيث يمكن أن يتم جمع حوالي 250 مليار دولار سنوياً على مستوى العالم من حوالي 3000 فرد، وهذا ما رفضته الولايات المتحدة الامريكية، بينما أيدته فرنسا وإسبانيا ودول أخرى. ومن هذه النقطة حدث انقسام بين دول العشرين بشأن فرض ضريبة على الأغنياء حيث رفضت الولايات المتحدة هذا المنطق رفضاً قاطعاً خوفاً على مصالحها واستثماراتها، بالإضافة إلى ذلك أعلنت وزيرة الخزانة الامريكية جانيت يلين: ” إن السياسة الضريبية من الصعب للغاية تنسيقها على المستوى العالمي، ولا نرى حاجة أو نعتقد حقًا أنه من المرغوب فيه محاولة التفاوض على اتفاق عالمي بشأن ذلك”.
إن فرض ضريبة على الأغنياء يمكن أن يقلل الكثير من معاناة شعوب كثيرة، ويمكن أن يحارب الفقر والجوع في الكثير من الدول ومدن، خاصة التي تتعرض للحروب والدمار مثل أوكرانيا وغزة؛ كما أن هناك العديد من الأفراد يتهربون من دفع الضرائب ومنهم من يمتلك ثروة دولة بأكملها، ولابد من السيطرة على هذا الموقف لمحاولة إعادة توزيع الثروات بين الأفراد بطريقة عادلة ومحاربة الفقر على مستوى العالم. ويمكن أن يحدث هذا من خلال مبادرات عديدة، ومن هذه المبادرات مبادرة بنك الطعام التي أطلقتها العديد من الدول العربية. أيضا ستقوم البرازيل بإطلاق مبادرة “الجوع” لمحاربة الجوع رسمياً في نوفمبر 2024م التي تهدف إلى محاربة الفقر وسوء التغذية.
أخيراً، يجب على جميع الدول تفعيل أنظمتها الضريبية على الأثرياء وعلى الشركات الضخمة لمحاولة سد الفجوة الكبيرة بين مستويات الأفراد، حيث نجد أنه يوجد هناك عوائل فقيرة جداً لا تجد قوت يومها، بينما نجد الأثرياء يأكلون أجود أنواع الطعام ويمتلكون السيارات الفارهة ويعيشون حياة ترف وبذخ وإسراف.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال