الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ليلة الأربعاء الماضي كنت في طريقي الى احد الاحياء القريبة من جامعة الملك سعود، وانتبهت الى ان الزحام اشد من الشديد في الطريق الذي اسلكه ويكون عادة في المساء اقل ازدحاما، فتذكرت ان هناك مباراة لاحد اندية العاصمة في الملعب القريب، غيرت الطريق وعدت الى طريق موازي للوصول الى طريق الملك خالد واذا الطريق شبه متوقف نتيجة خروج المشاركين والحضور في النسخة الثامنة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات التي أقيمت تحت شعار “أفق لا متناه.. الاستثمار اليوم لصياغة الغد”.
الازدحام المروري مزعج واكثر ازعاجا منه الرعونة التي يمارسها بعض السائقين، لكن هذا الزحام بالذات مبهج، فكل هؤلاء المسؤولين ورؤساء الشركات العملاقة والمستثمرون يجتمعون في الرياض التي باتت قبلة الباحثين عن الفرص الحقيقية، وعن بلد قدم ويقدم رغبة حقيقية مدعومة بالأفعال لتحقيق الأفضل للبشر، ليس ماليا فحسب، بل تنمويا وبيئيا وانسانيا.
لماذا هم هنا ؟ الإجابات كثيرة وبعضها بات واضحا، لكن عنوانها العريض قاله مجلس الوزراء الموقر في نفس الليلة عندما أكد “تطلعه أن تساهم مبادرة مستقبل الاستثمار في تعزيز جهود الاستقرار الاقتصادي والتنمية العادلة ومكافحة التغير المناخي على المستوى العالمي”.
في صباح اليوم التالي كنت استمع الى النقل المباشر للجلسات، وجاءت إجابات أخرى لنفس السؤال، فوزير المالية محمد الجدعان قال خلال جلسة حوارية بعنوان “كيف ستتعامل المؤسسات المالية مع المخاطر في عالم يزداد تشتتاً؟” ان احد الضيوف المهمين قال له “انه هنا ليس بسبب وعود الرؤية السعودية، بل بسبب ما حققته او قال نفذته الرؤية السعودية – ان صحت ترجمة الإذاعة التي كنت استمع اليها – “.
هذا سبب قوي ووجيه وبالتأكيد هو سبب مغري لكل مستثمر حصيف، لان تحقيق ما تعد به في الوقت الذي حددته، واحيانا قبل الوقت الذي حددته يعني انك تخطط وتضع استراتيجياتك بوضوح، وتنفذ بدقة وصرامة، وتفصح بشفافية عالية عن كل شيء.
الأرقام التي تطرق لها وزير المالية تشكل في رأيي إجابة أخرى على سؤال لماذا هم هنا، فقد تحقق ويتحقق تنويع الاقتصاد ويقترب الناتج غير النفطي من نسبة 52% من حجم الاقتصاد السعودي، وان المملكة نفذت او بدأت في تنفيذ 87% من مستهدفات رؤية 2030، وحققت مستهدف نسبة البطالة للعام 2030 في عام 2024، ونسبة مشاركة المرأة في سوق العمل ارتفعت لتصل إلى 35%، متجاوزة الهدف السابق البالغ 30%، والذي تم رفعه إلى 40%. ، ودور المرأة كرائدة أعمال يتنامى بجانب مشاركتها الفعالة في سوق العمل.
في الصباح نفسه قرأت هنا في صحيفة مال خبر اطلاق “فرانكلين تمبلتون” منتجين جديدين يمنحان المستثمرين فرصة الاستثمار في السعودية، وفي ثنايا الخبر وصف رئيس التوزيع العالمي في الشركة آدم سبيكتر، السوق السعودية بأنها “سوق استراتيجية” كانت الشركة حريصة على الاستثمار فيها نظرًا لآفاق النمو الواعدة لسوق الأسهم السعودية، والتي تقدر قيمتها حاليًا بنحو 2.8 تريليون دولار، فيما قالت مسؤولة أخرى ان ” السعودية أيضًا بأكبر وأسرع أسواق السندات نموًا بين دول مجلس التعاون الخليجي، ومن هنا جاء إطلاق صندوق Franklin Saudi Arabia Bond fund للسندات بالمملكة، والذي سيستثمر في الأوراق المالية والالتزامات الصادرة عن الحكومات والشركات في المنطقة و هو اول صندوق مسجل عالميا يستهدف الاستثمار في السندات السعودية”.
انهم جميعا هنا، وسيتزايدون عاما بعد عام وستقود بلادنا الانتعاش في المنطقة وربما العالم كما يجب، على أسس اقتصادية سليمة تحقق أهدافها وتسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في بقية أجزاء العالم الراغبة والصادقة في رغبتها في الاستقرار والتعاون مع الجميع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال