الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عالم متسارع التغير حيث تتحول الأفكار إلى حركات والمبادرات الفردية إلى موجات مؤثرة، يتبلور دور المؤثرين كقادة في صياغة الرأي العام وتوجيه المجتمعات. هذه القدرة على التأثير ليست مجرد قوى فردية بل يمكن أن تكون محركًا جماعيًا يعزز القيم المجتمعية وينشر الوعي حول القضايا الأكثر إلحاحًا.
ومع اقتراب الملتقى الأول لصناع التأثير ImpaQ الذي تنظمه وزارة الإعلام السعودية في ديسمبر 2024 بالرياض، تتجلى فرصة لتوجيه هذا التأثير من جهد فردي إلى حركة جماعية تجمع الشمل وتوحد الطاقات. ومن هنا ينبع أحد أدوار المؤثرين السعوديين في تقديم النكهة والثقافة السعودية للعالم، مما يعزز من مكانة المملكة على المسرح الدولي. إنها مسؤولية تتطلب من المؤثرين السعوديين أن يكونوا سفراء للثقافة والقيم السعودية، ليصبحوا أصواتًا مؤثرة قادرة على تصدير هذه القيم والمبادئ لتعريف العالم بعمق وغنى التراث السعودي. إحدى الفوائد الرئيسة للملتقى تكمن في دوره كمنصة لتعزيز الشراكات بين المؤثرين والقطاعات الحكومية والخاصة. تتيح هذه الشراكات فرصًا لإطلاق مبادرات مشتركة تهدف إلى معالجة قضايا محورية مثل التعليم، الصحة، والاستدامة. هكذا شراكات تمثل درعًا يدعّم المسؤولية الاجتماعية ويؤطر العمل الجماعي نحو مواجهة التحديات المجتمعية بابتكار وتأثير. ولا يمكننا أن نتجاهل الدور المحوري للتكنولوجيا كقاطرة للتطور. فمن خلال استثمار التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، يوفر الملتقى بيئة خصبة لتطوير منصات إعلامية محلية تعزز قدرات المؤثرين وتمنحهم الأدوات اللازمة للوصول إلى جماهيرهم بطرق مبتكرة وفعالة. إن تشجيع الشباب والمبدعين على استخدام هذه التقنيات يشكل دعمًا حيويًا لخلق محتوى هادف يسهم في نشر الوعي والتثقيف بفعالية وعمق. وبإعادة ترتيب هذه المحاور لا يعد الملتقى مجرد تجمع للمؤثرين، بل يعد انطلاقة نحو مستقبل إعلامي يتسم بالإبداع والتشارك ويوفر حلولًا مؤثرة ومستدامة لمجتمع مستعد لتبني التغيير الإيجابي نحو غد أفضل. من هذا المنطلق، يجب على المؤثرين العمل على تعزيز ثقافة الحوار المفتوح والبناء، وتعزيز الفهم المتبادل والتسامح بين مختلف فئات المجتمع. فالتكاتف الفكري والتواصل الفعال هما الركيزتان الأساسيتان لتقريب وجهات النظر وتوطيد العلاقات بين الأفراد والمجتمعات المختلفة. ويعتبر الملتقى فرصة لتبادل الخبرات والآراء حول أفضل الممارسات التي أثبتت فعالية في التعامل مع القضايا المعاصرة سواء على المستوى المحلي أو العالمي. إضافة إلى ذلك، يمكن للمؤثرين لعب دور ريادي في دعم المبادرات الاجتماعية والتنموية، من خلال تسليط الضوء على المشاريع الناجحة والمبتكرة وتشجيع متابعيهم على الانخراط فيها. إن المساهمة في نشر قصص النجاح تلهم الآخرين للعمل بروح المبادرة وتعزز من دورهم الفاعل في تحقيق التنمية المستدامة. كما يجب أن يولي المؤثرون اهتمامًا خاصًا للمسؤولية الأخلاقية والمهنية عند تقديم محتواهم، بحيث يكون مضمونًا يقوم على الدقة والشفافية، وأن يدركوا أن تأثيرهم يمتد إلى خارج إطار اللحظة الراهنة ليشكل تصورات وقرارات لمستقبل أجيال قادمة.
.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال