الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في 30 أكتوبر، شهدت السوق السعودية إطلاق أول صندوق المؤشرات المتداولة (ETF) الذي يقوم بالاستثمار في السوق الصينية، حيث تم إدراج صندوق Albilad CSOP MSCI Hong Kong China Equity ETF في بورصة السعودية بحجم أولي يتجاوز 1.2 مليار دولار أمريكي! يعتبر هذا الصندوق، في حين إدراجه، أكبر صندوق ETF في الشرق الأوسط، وخطوة مهمة نحو ربط أسواق رأس المال الصينية والسعودية، فضلاً عن التعزيز المستمر للتواصل المتبادل بين أسواق رأس المال الصينية والسعودية.
وفقا للبيانات، سيتم استثمار ما لا يقل عن 95% من أصول هذا الصندوق في صندوق CSOP MSCI HK China Stock Connect Select ETF ، المدرج في بورصة هونغ كونغ ، مما يوفر للمستثمرين السعوديين فرص المشاركة في نمو الاقتصاد الصيني المتنوع بشكل مباشر، شاملاً قطاعات مثل الاستهلاك والرعاية الصحية والتكنولوجيا.
وفي الوقت نفسه، أعلنت بورصة هونغ كونغ عن خطة لافتتاح مكتب في العاصمة السعودية الرياض في عام 2025. ويهدف المكتب الجديد إلى تعزيز تواجد بورصة هونغ كونغ في الشرق الأوسط، وتعزيز الروابط بين الصين ومنطقة الخليج، مما يفتح آفاقًا جديدة للفرص أمام العملاء والمصدرين العالميين.
مع التقدم المستمر للتكامل الاقتصادي العالمي، باتت صناديق ETF العابرة للحدود بمثابة أدوات مالية مبتكرة تمثل جسورا تربط بين أسواق رأس المال في مختلف البلدان والمناطق. ومع تزايد الانفتاح والابتكار للسوق المالية السعودية، يتعمق التعاون المالي بين الصين والشرق الأوسط بشكل متسارع.
أطلقت شركة CSOP في 29 نوفمبر 2023 صندوق CSOP السعودية المتداول في بورصة هونغ كونغ، وهو أول صندوق ETF سعودي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأكبر صندوق ETF سعودي في العالم بإجمالي أصول مدارة تبلغ حوالي 10 مليارات دولار هونغ كونغي. وفي يوليو 2024، تم إدخال هذا الصندوق إلى السوق الصينية عبر آلية الإدراج المتبادل بين صناديق ETF في داخل الصين وهونغ كونغ. كما ذكرت حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة بوضوح في خطاب سياستها لعام 2024 عزمها تحسين سوق الأوراق المالية والسعي للتعاون مع صناديق كبرى في الشرق الأوسط لإنشاء صناديق مشتركة تستثمر في الأصول داخل الصين ومناطق أخرى.
باعتبارها مركزا ماليا دوليا ومحورا للابتكار، تظهر هونغ كونغ تدريجيا إمكانية ضخمة للتنمية، حيث تتكامل بشكل عميق مع السعودية ودول الشرق الأوسط الأخرى في المجالات المالية والابتكار التكنولوجي. وتعتبر السعودية في “رؤيتها 2030” الابتكار التكنولوجي والتحول الرقمي من أهداف التنمية الاقتصادية المهمة، وتخطط لإنشاء 525 شركة تكنولوجيا مالية وخلق 18 ألف فرصة عمل بحلول عام 2030. أما هونغ كونغ، فبفضل نظامها البيئي المتكامل في التكنولوجيا، تعتبر الشريك الأمثل لدول الشرق الأوسط في مسيرتها نحو التحول التكنولوجي.
وبالإضافة إلى إطلاق صندوق المؤشرات المتداولة للسوقين خلال زيارة وفد هونغ كونغ برئاسة مدير المالية بول تشان إلى السعودية، كان يضم الوفد أكثر من 20 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا من هونغ كونغ. وقد وقعت شركة هونغ كونغ لمجمعات العلوم والتكنولوجيا اتفاقية تعاون استراتيجي مع شركة Beta Lab السعودية المتخصصة في رأس المال الاستثماري التكنولوجي العميق، على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الثامن.
بموجب هذه الاتفاقية، سيعمل الطرفان على تبادل الموارد، والتوصية بالشركات الناشئة لبعضهما البعض، وتعزيز الاتصالات بشبكات الشركات الناشئة لدى كل منهما، بالإضافة إلى إجراء العروض الترويجية في السوق بشكل مشترك. وصرّح وونغ كي كيونغ، الرئيس التنفيذي لشركة هونغ كونغ لمجمعات العلوم والتكنولوجيا، بأن الشركات الناشئة في المجمع قد تتاح لها الفرصة لتلقي تمويل من صندوق الاستثمار الجديد لشركة Beta Lab بقيمة 300 مليون دولار. وأضاف أنه في المقابل، يمكنهم تبادل خبراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا البيولوجية والتكنولوجيا الخضراء لمساعدة السعودية على تنويع اقتصادها النفطي.
إن التعاون بين هونغ كونغ ومنطقة الشرق الأوسط قد تجاوز نطاق أسواق رأس المال التقليدية، ويتجه تدريجيا نحو التكامل الشامل في الابتكار التكنولوجي والتكنولوجيا المالية. ويُرسّخ التقدم التكنولوجي في الصين جنبًا إلى جنب مع التنوع الاقتصادي في الشرق الأوسط أسس حقبة جديدة من تبادل المعرفة والتعاون الابتكاري. ومن خلال أسواق رأس المال المترابطة والتعاون العلمي والتكنولوجي المبتكر، يعمل الجانبان الآن على تعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي بشكل أعمق بين دول الجنوب العالمي كلها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال