الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ريادة الأعمال هي مغامرة شيّقة، وأحيانًا مثيرة للقلق، حيث يتعلّم المؤسسون أن طريق النجاح لن يخلو من بعض الدروس العملية – أو لنكن صادقين، الأخطاء المضحكة. إليك خمس أخطاء “لا غنى عنها” لكل مؤسس شركة ناشئة، لأن الرحلة نحو القمة لا بد أن تتخللها لحظات “ماذا كنت أفكر؟”.
من الطبيعي أن يدخل المؤسس عالم الأعمال بنظرة متفائلة ونوايا حسنة لتحقيق أحلامه. الثقة مطلوبة، لكن الحماس الزائد قد يؤدي لاعتقاد المؤسس أن منتجه سيدهش الجميع من النظرة الأولى، وأن السوق سيُسحر بإبداعه الخارق. يا لها من فكرة رائعة حتى يصطدم بواقع يقول: “مهلاً، العملاء لا يهمهم منتجك إذا لم يفهموا ما يقدمه فعلياً!” يجب على المؤسس تعلم التواضع من أول اختبار واقعي، لأنه، كما يقول المثل، “الطموح مطلوب، لكن حتى السفن الكبيرة تحتاج مرساة”.
كم مرة أخبرك أحدهم أن “العمل الشاق” هو سر النجاح؟ حسنًا، يبدو أن البعض أخذوا هذا الكلام حرفيًا. يسعى بعض المؤسسين إلى تحقيق كل شيء في ليلة واحدة، متجاهلين أن العمل 24 ساعة يوميًا لا يعني أنك ستصل أسرع. “العمل الجاد مطلوب، ولكن تذكر أنك إنسان، وليس روبوتًا جادًا في فيلم خيال علمي.” إن الإرهاق هو العدو الأول للتفكير الصائب؛ لذا خذ قسطًا من الراحة، واكتفِ بالعمل بذكاء، وليس بجنون.
يؤمن بعض المؤسسين بأن منتجهم هو أفضل ما عرفه العالم منذ اختراع الإنترنت، ولهذا قد يتجاهلون ملاحظات العملاء بدافع “أنا أعرف أفضل”. لكن الحقيقة هي أن العملاء هم من يعرفون ما يريدون، وتجاهل ملاحظاتهم يشبه بناء قصر على الرمال. إحدى العبارات الشائعة في عالم الأعمال هي: “العميل دائمًا على حق”؛ حتى لو لم يكن كذلك، ربما يكون على صواب أكثر منك في هذه المرحلة. فاستمع لملاحظاتهم، فهم في النهاية يدفعون المال، ويشكلون شريان الحياة لشركتك.
في أجواء الحماس لبناء إمبراطورية ناجحة، قد يقفز المؤسس إلى توسع سريع قبل أن تتمكن الشركة حتى من المشي بثبات. نعم، التوسع يبدو مثيرًا للدهشة، لكنه في كثير من الأحيان يتحول إلى مغامرة غير محسوبة. هل تتخيل مطعمًا صغيرًا يفتتح فروعًا في كل مدينة قبل أن يتأكد حتى من أن مذاق الطعام متقن؟ نفس الشيء ينطبق على الشركات الناشئة، فالتوسع المبكر قد يؤدي إلى فقدان الجودة، وظهور مشاكل في الإدارة، ونهاية سريعة لهذا الطموح المبالغ فيه.
كل مؤسس يرغب في تقديم منتج مثالي ومبهر منذ اللحظة الأولى. لكن البحث عن الكمال غالبًا ما يتحول إلى سجن يجعل من الصعب إطلاق المنتج أو تطويره وفق ردود فعل العملاء. يجب أن يتذكر المؤسسون قاعدة بسيطة: “الإطلاق السريع والتعلم الأسرع”. اطلق منتجك واعمل على تحسينه بمرور الوقت. الكمال قد يكون هدفًا رائعًا، ولكن في عالم الأعمال، “جيد كفاية” قد يكون أفضل لأنه يعني أنك أخيرًا أطلقت منتجك وجعلته متاحًا في السوق.
الخلاصة: كل زلة، درس
قد يبدو ارتكاب الأخطاء أمرًا مخيفًا، لكنه جزء من مغامرة ريادة الأعمال. تعلم من كل زلة، وخذ لحظاتك الحرجة كمصادر إلهام لتطوير خبرتك. لأن طريق النجاح مليء بالأخطاء، لكنه أيضًا مليئ بالفرص والأفكار التي تأتي بعد التعديل والتحسين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال