الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعد الاستدامة اليوم قضيةً حيويةً في ظل التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها العالم اليوم. ومع تزايد التوجه العالمي نحو حلول التنمية المستدامة، أصبح الطلب على الكفاءات المتخصصة في هذا المجال أكثر إلحاحاً، خاصةً في المملكة، التي تسعى إلى تحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة والمستدامة. من هنا، يصبح التدريب والتطوير في مجال الاستدامة ركيزة أساسية لتوطين المهارات وتعزيز الكفاءات المحلية، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني والعالمي
تتجلى أهمية التدريب في الاستدامة بعدة جوانب، منها تلبية الطلب المتزايد على فرص العمل في مجالات الاستدامة، سواء في القطاعات الحالية أو الجديدة التي تستثمر فيها المملكة وشركاتها و صندوقها السيادي. كما يساهم التدريب في تحسين الكفاءة من خلال تعلم كيفية تحسين العمليات وتقليل الهدر وكفاءة الأنفاق، مما يؤدي إلى استخدام أفضل للموارد. بالإضافة إلى ذلك، يساهم في نشر الوعي بأهمية الاستدامة وتأثيرها الإيجابي على المجتمع والبيئة من خلال صوت المختصين في مؤسساتهم ومجتمعاتهم مما يخلق جيلاً واعيًا قادرًا على اتخاذ قرارات أكثر مسؤولية تجاه البيئة والمجتمع. كما أن تمكين الشباب ليصبحوا قادة في الاستدامة، مما يمكنهم على تمثيل المملكة والعمل كسفراء للاستدامة. بناء المهارات المهنية المستدامة من خلال التدريب، يكسب الشباب مهارات متخصصة مثل إدارة الموارد البيئية، وتقنيات الطاقة المتجددة، وإعادة التدوير، وتقييم الأثر البيئي والاجتماعي والسياحة المستدامة والمتجددة. هذه المهارات تجعلهم قادرين على الانخراط في وظائف ترتبط بالاستدامة أو تطبيق الاستدامة في وظائفهم الحالية أو المستقبلية. كذلك تحفزهم على الابتكار والتفكير الإبداعي لإيجاد حلول جديدة لتحديات الاستدامة المختلفة كي تسجل هذه الممارسات أو الابتكارات باسم المملكة. تدريب الشباب في الاستدامة يعود بالفائدة ايضاً على المنظمات نفسها، حيث يصبح لديهم موظفون على دراية بمبادئ التنمية المستدامة، مما يدعم توجهات هذه الجهات نحو تحسين الاستدامة البيئية والاجتماعية والمنافسة بهذه الكوادر البشرية المتخصصة في الاستدامة.
توجد عدة برامج مميزة في المملكة تدعم الشباب وتمكنهم في مجال الاستدامة وتسعى هذه البرامج إلى تعزيز وعي الشباب وتطوير مهاراتهم في مجالات البيئة والطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.ولكن مازلنا نحتاج الى مزيد من الاستثمار في مسارات متنوعة اكاديمية ومهنية وبحثية في مواضيع الاستدامة المختلفة. لنشر هذه المعرفة وتوطين هذه المهارة، ينبغى على جميع القطاعات من الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية تبني وتقديم مثل هذه المسارات مثل ما قدمه بنك الأول ساب قبل فترة قصيرة عند إطلاق ( برنامج الأول للخريجين للاستدامة 2025) للراغبين في التعلم والتطور في مجال الاستدامة بالقطاع المصرفي لتنمية قدراتهم من خلال ورش عمل وتدريب في تخصصات مثل الهندسة البيئية والاستدامة البيئية وعلوم البيانات والتحليل وتمويل صديق للبيئة و التحول نحو الاستدامة البيئية تمتد الى 12 شهراً. كما نحتاج ايضاً الى مزيد من فرص التدريب و فتح ابواب التطبيق العملي في مشاريع حقيقية أو في شركات تعمل في مجالات الاستدامة، مما يوفر خبرة عملية قيمة لطلاب والشباب حديثي التخرج . ونفخر بما تقدمة البحر الأحمر الدولية عبر احدى مسارات برنامجها (برنامج النخبة)، الذي يتيح للخريجين الفرصة للكفاءات الشابة في المملكة من خلال نظام شامل للتدريب والتوظيف لصقل أقصى الإمكانات المهنية. عبر التدريب، والعمل عن قرب في مشاريع ومجالات البيئة والاستدامة لدعم التنمية المستدامة بوجهات الشركة ومن هذه التخصصات الهندسة البيئية العلوم البيئية والبحرية علوم الطاقة والاستدامة. كما نتطلع كذلك لمزيد من دعم الشباب وتشجيع الباحثين والموظفين للحصول على شهادات مهنية في الاستدامة مثل LEED أو ISO لتعزيز فرص التطوير والتوظيف للشباب السعودي ولدينا في المملكة من يدعم هذا العمل ممثلاً بصندوق الموارد البشرية -هدف .
هذا التوجة ليس مقتصرًا على المنظمات المختلفة فقط، بل يمتد أيضًا للشباب السعودي من حديثي التخرج والباحثين عن عمل لاتخاذ خطوات فعالة لتطوير مسارهم المهني في هذا المجال الواعد. أولى هذه الخطوات المهمة التي يجب عليهم مراعاتها هي تحديد الاهتمامات والبحث عن مجالات معينة في الاستدامة تثير شغفهم، مثل الطاقة المتجددة أو الإدارة البيئية والتنمية الاجتماعية أو تخصصات الحوكمة. ثانياً توسيع الشبكات الاجتماعية من خلال الانخراط في الفعاليات المهنية والمؤتمرات لبناء علاقات مع خبراء في هذا المجال. ومن المؤتمرات الدولية التي سوف تستضيفها المملكة هذا العام مؤتمر COP16 في الرياض أكبر مؤتمر للأمم المتحدة لحماية الأراضي ومكافحة التصحر ومن الشبكات والمؤتمرات الوطنية في مجال الاستدامة التي تدعم الشباب وتركز على تعزيز المعرفة البيئية والمهارات اللازمة في هذا المجال برنامج( شباب الاستدامة) في جامعة كاوست والذي ينظم مؤتمرًا سنويًا للشباب السعودي المهتمين بالاستدامة ويهدف إلى تطوير الكفاءات الشابة لدعم أهداف المملكة في الاستدامة. ثالثاً المشاركة في مشاريع تطوعية والانضمام إلى منظمات غير ربحية أو مبادرات مجتمعية تعزز ممارسات الاستدامة مثل نادي الاستدامة التطوعي وجمعية محترفي الاستدامة السعودية وغيرها من الجمعيات التخصصية في احدى مجالات الاستدامة. رابعاً تطوير المهارات التقنية من خلال اكتساب مهارات في تحليل البيانات، حيث تعد ضرورية في مجالات الاستدامة. خامساً الاستمرار في التعلم ومتابعة أحدث الاتجاهات والتطورات في مجال الاستدامة من خلال التعلم الذاتي والموارد المتاحة عبر الإنترنت.
في الختام، يمثل التدريب والتطوير في مجال الاستدامة استثمارًا استراتيجياً في المستقبل، حيث يسهم في بناء جيل واعٍ و مؤهل قادر على التصدي للتحديات البيئية والمجتمعية، وتحقيق تطلعات التنمية المستدامة للمجتمعات والشركات على حد سواء. من خلال تنوع التعلم والتطوير المهني، يمكن الشباب السعودي من حديثي التخرج المساهمة بشكل فعّال في بناء عالم مستدام وخلق فرص مهنية واعدة . التدريب والتطوير للشباب في مجال الاستدامة يعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث يساهم في تعزيز الوعي البيئي والاجتماعي يؤهلهم ليصبحوا قادة في دعم مستقبل مستدام.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال