الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر ريادة الأعمال من أهم محركات النمو الاقتصادي في العالم الحديث، فهي لا تقتصر على تأسيس المشاريع الجديدة فحسب، بل تشمل الابتكار، والقدرة على تحديد الفرص، وتحويل الأفكار إلى واقع ملموس، حيث تعتبرعملية إبداعية تتضمن البحث المستمر عن الفرص التجارية، وتقديم حلول غير تقليدية لمشاكل قد يواجهها السوق. لذلك، يتعين على رائد الأعمال أن يتحلى بقدرات ومهارات إدارية قوية، مثل التخطيط الاستراتيجي، وإدارة الموارد البشرية والمالية، والقدرة على اتخاذ قرارات استراتيجية في بيئة تتسم بالتغير المستمر، كل ذلك لايمكن أن يُطَبق من دون مهارة الـ “Know How” أي معرفة كيفية القيام بالأشياء. من خلال تطبيق هذه المهارة.
ويمكن لرائد الأعمال أن يحقق النجاح في اتخاذ قرارات مدروسة، وإدارة الموارد بشكل فعال، والابتكار المستمر في مواجهة التحديات، ولا تقتصر هذه المهارة على معرفة الجانب النظري للأمور فقط، بل على كيفية تطبيقها بشكل عملي لتحقيق نتائج ملموسة في المشروع، كما يمكن لرائد الأعمال تجاوز الكثير من التحديات التي تواجه مشروعه، ورائد الأعمال الناجح هو الذي يستطيع أن يتغلب على التحديات بشكل مستمر، وهنا يأتي دور الجهات الداعمة والمتخصصين في تخصيص الدعم المقدم لتعزيز هذه المهارات من خلال الدورات التدريبة والاستشارات وعيادات الأعمال.
مهارةالـ “Know How” أساسية لتحويل الأفكار الريادية إلى مشاريع قابلة للتنفيذ، فحتى إذا كانت لديك فكرة مبتكرة، تحتاج إلى معرفة كيفية تطبيقها في الواقع، من خلال فهم العمليات التشغيلية، والقدرة على تطوير المنتجات أو الخدمات، والتعامل مع المتطلبات القانونية والإدارية. كما تمكن مهارة “Know How” رائد الأعمال من اتخاذ القرارات بناءً على فهم عميق للسوق، والموارد المتاحة، والمخاطر المحتملة، سواء كان ذلك في تحديد نوع المنتج أو الخدمة، أو اختيار الشركاء والمستثمرين، أو حتى التوسع في أسواق جديدة، حيث يمكنها أن تعزز قدرة رائد الأعمال على اتخاذ قرارات قائمة على معرفة وتوقعات واقعية.
مهارة “Know How” تمكن رائد الأعمال من إيجاد حلول مبتكرة للمشاكل التي قد تظهر سواء كانت متعلقة بإنتاج منتج جديد، أو تحسين الخدمات، أو تجاوز عقبات إدارية أو مالية، فهذه المهارة تدعم الإبداع في إيجاد طرق جديدة لتحسين العمليات، واختبار الأفكار الجديدة، واختصار الوقت والتكاليف. كما أن مهارة “Know How” ليست مفيدة فقط على المستوى الفردي، بل أيضاً في نقل هذه المعرفة إلى الموظفين في المشروع، من خلال ذلك، يمكن للفريق أن يعمل بتناغم ويحقق أهداف المشروع بشكل أسرع وأكثر كفاءة بشكل يعزز من قدرة المشروع على النمو والتوسع. تتسم بيئة الأعمال بالتغيرات السريعة والمخاطرة المختلفة حسب مجال الأعمال، فالأسواق تتغير باستمرار ويظهر منافسون جدد، والتوسع والاستمرار يصبح هاجس لدى رائد الأعمال، فلابد من معرفة كيفية التكيف مع التغيرات والاستجابة بشكل فعال، وإدارة مخاطر مشروعه بفعالية واتخاذ التدابير، وإعداد الخطط البديلة والتصرف بسرعة وفعالية في حال حدوث الأزمات.
الجدير بالذكر أن مهارة الـ “Know How” عملية تنمو من خلال التجربة والتعلم المستمر، فالدورات التدريبية الفعالة والاستشارات الموجهة وعيادات الأعمال تسهم بشكل كبير في بناء هذه المهارة لدى رائد الأعمال إذا تم اختيارها وتنفيذها بما يلائم احتياجاتهم. فرواد الأعمال بحاجة لدورات تدريبية تركز على الجانب التطبيقي تعتمد على التعليم العملي مثل الورش والمحاكاة أو المشاريع العملية، حيث يتم تقديم أنشطة مثل حل المشكلات الواقعية، ودراسات الحالة وتطوير المشاريع، وتكون مصممة لاستهداف مجالات أو مهارات دقيقة يحتاجها رواد الأعمال.
الاستشارات والاستفادة من الخبراء والمستشارين المتمرسين للحصول على توجيه عملي مخصص حسب احتياج رائد الأعمال، أو التوجيه المباشر لكيفية مواجهة التحديات أو إيجاد حلول لمشروعه، أمر غاية في الأهمية لتعزيز مهارة معرفة الكيفية لدى الرواد وتعزيز التطوير المستمر لديهم. عيادات الأعمال تلعب دورًا حيويًا في تعزيز نجاح المشاريع ودعم التنمية الاقتصادية، فهي بمثابة حاضنة للخبرة والمشورة التي تسهم في تمكين الشركات ورواد الأعمال من تحقيق أهدافهم بفعالية وكفاءة، فمن خلال عيادات الأعمال يمكن تقديم خدمات استشارية وإرشادية لرواد الأعمال تساعدهم في جوانب عدة في مشاريعهم باختلاف المرحلة والتحدي الذي يواجههم، فمن خلالها يمكن تقديم التوجيه والاستشارة وتقديم الحلول التي تمكن رائد الأعمال من الاستمرار والنمو في السوق.
أخيراً، في ظل التطور الذي تشهده المملكة العربية السعودية، أصبحت ريادة الأعمال واحدة من الركائز الأساسية لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، ومع المبادرات الحكومية المتزايدة، تزايدت الفرص المتاحة لرواد الأعمال للبدء بالمشاريع الريادية، إلا أن هناك تحدي يواجههم في نمو واستمرار مشاريعهم الريادية في ظل التحديات التي يواجهونها في السوق. فعلى رائد الأعمال أن يواجه هذه التحديات من خلال تبني رؤية واضحة مدعومة بخطة استراتيجية واضحة، وأن يحافظ قدر الإمكان على الاستقرار المالي وإدارة الموارد المالية وضمان وجود احتياطي مالي لمواجهة الطوارئ في مشروعه.
كما لابد من الاستعداد للتكيف مع التغيرات المتسارعة في السوق من خلال تبني الابتكار والتقنية وتحسين المنتجات والخدمات المقدمة في مشروعه والاستمرار في ذلك، كما عليه أن يستفيد من الفعاليات والمؤتمرات المحلية والدولية لتوسيع شبكة علاقاته وفتح مجالات الاتفاقات والشراكات التي تعزز من التعاون مع مستثمرين أو شركاء محتملين تفيد مشروعه.
ومن الضروري أن يكون رائد الأعمال على دراية كاملة بالأنظمة والقوانين التي تحكم الأعمال في مجاله في المملكة والالتزام بذلك لتجنب العقوبات التي من الممكن أن تكون عائق أمام استمراره في السوق، والاستفادة من الدعم الحكومي والمبادرات المقدمة لدعم رواد الأعمال مثل برامج التمويل، والخدمات الاستشارية والتدريبية، وحاضانات ومسرعات الأعمال والمناقصات الحكومية والإعفاءات الضريبية لبعض القطاعات والمشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم. وهنا يأتي دور الجهات المعنية في تعزيز مهارة الـ Know How لدى رواد الأعمال لمواجهة تحديات النمو والاستمرار بالسوق من خلال تقديم دورات تدريبية واستشارات وعيادات أعمال تناسب احتياجهم، فمع زيادة معدلات التأسيس والتوجه لريادة الأعمال، تزيد الحاجة لتقديم المزيد من الدورات التدريبية والاستشارات وعيادات الأعمال وهي تمثل فرصة أيضاً أمام القطاع الخاص للاستفادة من هذه الاحتياج ومقابلته.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال