الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
دفعت التحولات الكبيرة التي تشهدها المملكة العربية السعودية – ضمن رؤية 2030 – إلى تطوير كافة القطاعات لكي تقدم خدمات على أعلى مستوى، ومن هنا تبرز صورة منظومة الحراسات الأمنية في القطاع الخاص، التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من صورة المنشآت وجودة خدماتها، فأفراد الحراسات ليسوا مجرد موظفين، بل هم واجهة تعكس مستوى الاحترافية والتنظيم، ولذا فإن تحديث مظهرهم وأدائهم ضرورة تفرضها المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.
الزي الحالي الذي يرتديه معظم أفراد الحراسات في القطاع الخاص لا يعكس المهنية والاحترافية المطلوبة، فما زال التصميم بسيطًا ويكاد يكون نفسه منذ عقود ماضية، فهو لا يراعي احتياجات رجل الحراسات الذي يعمل لساعات طويلة في ظروف مختلفة، كما أنه لا يوفر ميزات عملية مثل دعم الأجهزة الأمنية الحديثة كالكاميرات المحمولة أو أجهزة الاتصال اللاسلكي، ومثل هذه الأمور تجعل من الصعب على رجل الحراسات أداء عمله بكفاءة، وتحدّ من الصورة العامة التي من المفترض أن يقدمها عن المنشأة.
إضافة إلى ذلك، يجب أن يحصل أفراد الحراسات على دورات تدريبية مكثفة في مجالات متعددة تشمل إدارة المواقف الطارئة، واستخدام الأجهزة الأمنية الحديثة، وتطوير مهارات التواصل مع العملاء والزوار والسياح، ومثل هذه التدريبات ليست فقط لتحسين أدائهم، بل لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وإيمانهم بأهميتهم كجزء من المنظومة الأمنية العامة.
في نظرة سريعة على التجارب العالمية في هذا المضمار، نجد أن العديد من الدول الأوروبية قد تبنّت أزياء حديثة لأفراد الحراسات تجمع ما بين التصميم الأنيق والمهنية اللائقة، ففي ألمانيا – على سبيل المثال – يتميز الزي بخطوط عاكسة لضمان السلامة في البيئات ذات الإضاءة الضعيفة، ومصنوع من خامات خفيفة ومريحة، وفي المملكة المتحدة لا يعكس زي أفراد الحراسات الاحترافية فقط، بل يضمن الراحة والمرونة، كما يشكل الزي في فرنسا جزءًا من الهوية البصرية للتجمعات والمتاجر والشركات، مما يعزز من ثقة العملاء ويترك لديهم انطباعًا إيجابيًا.
في هذه الدول المتقدمة، لا يقتصر الأمر على تحديث الزي فقط، ولكن اللياقة البدنية والمظهر الذي يوحي بالقدرة على التعامل مع المواقف الأمنية وهي مسألة محورية، ولذلك هناك برامج تدريبية للأفراد تشمل جوانب متعددة مثل التمارين الرياضية المنتظمة مع التغذية والرعاية الصحية، والتدريبات العملية التي تحاكي المواقف الأمنية المختلفة، فرجل الحراسات يجب أن يتمتع بمظهر رياضي يوحي بالقوة والجاهزية، وأن يكون ملمًا بأساسيات التعامل مع الحشود، وقراءة لغة الجسد، وحل النزاعات بطريقة احترافية.
القطاع الخاص بحاجة إلى المبادرة في تغيير الوضع الإبداعي الخامل لمنظومة الحراسات الأمنية المرتبطة به، فمبادرته هذه في تطويرها ينسجم تماما مع أهداف الرؤية، ومتواكبة مع ما يليق بمكانة الوطن، خاصة في ظل تطور قطاع السياحة واستضافة الأحداث العالمية في المملكة، والتغيير هنا لابد أن يكون مؤسسي ومنهجي بحيث – مع وجود التشريعات والنظم العملياتية والإدارية لهذا القطاع – يبدأ بتصميم زي حديث يجمع بين الأناقة والعملية، وإدخال برامج تدريبية رياضية ومهنية، تجعل من رجال ونساء الحراسات الأمنية في القطاع الخاص رمزًا للكفاءة والاحترافية.
تطوير الزي والمظهر والأداء (إضافة للوضع الوظيفي والمادي) لأفراد منظومة الحراسات الأمنية الخاصة هو استثمار استراتيجي للقطاع الخاص في صورة المملكة العربية السعودية، وابراز مساهماته ودوره في تحقيق تطلعات المملكة، على الأقل من باب مسؤوليته الاجتماعية التي مازالت غير إلزامية حتى الآن!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال