الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في كتاب التاريخ الكبير هناك دائمًا فصول لا يخطّها إلا أولئك الذين يشبهون المستقبل، وفي كل مرة يُفتح الباب تجد السعودية هذه البلاد الممتدة بين الطموح والصحراء تتقدم خطوة جديدة.
يقولون إن كرة القدم مجرد لعبة ولكنها في حقيقتها ملحمة إنسانية تتشابك فيها المواهب والأحلام، وترتفع فيها الأعلام وتهتز المدرجات بالهتاف، فكيف إذا اجتمع المونديال في موطنٍ علّم العالم كيف تُبنى الطموحات، وكيف يُمسك الحُلم بيدٍ ليصبح واقعًا؟
دعونا نقرأ هذا العنوان الذي يبدو بسيطًا للوهلة الأولى «كأس العالم 2034 في المملكة العربية السعودية» لكنه مفتاح لفهم التحولات العميقة التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة بفضل رؤيتها الطموحة 2030، فالبلاد التي كانت تُقرأ كصحراء رحبة وسماء واسعة أصبحت اليوم خريطة جديدة للرياضة والاقتصاد والثقافة والإبداع والإلهام.
كانت أعين العالم منذ سنوات ترقب القفزات السعودية، مشروعًا تلو الآخر، من رؤية 2030 إلى نهضة الرياضة التي جاءت بأسماء كبرى، لاعبون عالميون ومدربون عابرون للحدود، والآن كأس العالم، هذا المونديال الذي يحط رحاله في أرض تستقبل ضيوفها لا بالمدرجات وحدها، بل بكرم الحفاوة وأصالة التاريخ.
هل نستطيع اليوم أن نُجري مقارنة؟ بالتأكيد لا. ففي 1994 كان العالم يكتشف حدود كرة القدم في الولايات المتحدة، وفي 2022 شهدنا استثنائية قطر، أما في 2034 فالسعودية تُدخل التاريخ كأرض تجمع بين الأرقام القياسية والحضور الإنساني العريق.
وستغني كل من الرياض وجدة والدمام وكل مدن المملكة أغاني البطولة بأكثر من لغة، فهذا الوطن الغالي يشبه ملعبًا واسعًا، فيه الساحات المضيئة والنجوم الطامحة، وفيه طفل يركل الكرة الآن في أزقة مدينته الصغيرة ويحلم بأن يحمل كأس البطولة يومًا ما.
وبالطبع؛ ليس فوز المملكة بالاستضافة صدفة، إنه انعكاس لجهود متراكمة، وتتويج لرحلة عمرها سنوات من البناء والتخطيط، وإيمان ولي عهد شاب بأن الرياضة ليست مجرد ترفيه بل منصة طموح، إلى كل شاب وشابة يعملون خلف الستار ليُضيئوا صورة السعودية الجديدة.
ومما لا شك فيه سيكون كأس العالم 2034 مختلفًا لأن ضيافته هنا تعني أشياء كثيرة: أن التغيير ممكن، وأن الأحلام قابلة للتحقيق، وأن الرياضة ليست مجرد منافسة بل جسر بين الشعوب، وفرصة للقاء الثقافات، وحكاية مشتركة لا تنتهي بصافرة الحكم.
وستثبت المملكة خلاله وكعادتها أنها أكثر من بلاد، وحكاية تكتبها الأجيال، حيث ستُضيف إلى سجلها اليوم صفحة جديدة، صفحة تقول فيها للعالم: أهلًا بكم في وطن المستقبل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال