الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يعد حصول المملكة العربية السعودية على المرتبة الأولى عربياً في #مؤشر_الأداء_الإحصائي (SPI) لعام 2023م بنسبة أداء (81.5%) إنجازاً مهماً يؤكد على الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة لتعزيز قدراتها الإحصائية وتعزيز إنتاج البيانات والمؤشرات الإحصائية الدقيقة الموثوقة عن جميع المجالات في المملكة ونشرها وإتاحتها بكل شفافية، وفي الواقع فإن ذلك يمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في القطاعات المختلفة، وبناء الاقتصاد الوطني السعودي بشكل علمي قائم على المعرفة الإحصائية والبيانات الدقيقة.
ويعكس هذا الإنجاز الإحصائي المهم ما يجده القطاع الإحصائي من رعاية كريمة من القيادة الرشيدة، ويؤكد التزام المملكة بتطوير هذا القطاع الحيوي نظرًا لدوره المحوري في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 ووضع الخطط التنموية في جميع المجالات، وتحسين جودة الحياة، وتعزيز الاستدامة البيئية، وبناء اقتصاد المعرفة على أسس علمية تتَّكئ على بيانات دقيقة ومؤشرات إحصائية شاملة.
ويجدر بنا هنا الإشادة بالجهود الكبيرة والدور المحوري الذي تقوم به الهيئة العامة للإحصاء للنهوض بالقطاع الإحصائي في مملكتنا الحبيبة سواء على المستوى المهني وإنتاج الكثير من المنتجات الإحصائية وفق أفضل المعايير العلمية الدولية المعمول بها عالمياً في أرقى وأعرق الأجهزة الإحصائية حول العالم، أو على مستوى رفع الوعي الإحصائي في المجتمع، ونشر الثقافة الإحصائية بطرق متنوعة بين مختلف الشرائح الاجتماعية؛ الأمر الذي سيكون له الصدى الواسع، وينعكس بشكل إيجابي للغاية في تحفيز الناس وتشجيعهم على التجاوب الفعَّال مع التعدادات السكانية والمسوح الميدانية المهمة التي تُجريها الهيئة العامة للإحصاء في مختلف المجالات مثل مسح دخل وإنفاق الأسرة، وهو ما سوف يسهم ولا شك في رفع جودة وموثوقية البيانات التي تجمعها الهيئة وتقوم بتحليلها ومعالجتها إحصائيا لإنتاج المؤشرات الإحصائية المختلفة، وفي مقدمتها بالطبع مؤشرات التنمية المستدامة، والحق أن القطاع الإحصائي قد شهد قفزةً نوعيةً كبيرة في السنوات القليلة الماضية بفضل العمل المهني الاحترافي المتميز الذي تقوم به الهيئة؛ مما ساعد في ترسيخ ثقافة الاهتمام بالبيانات والمؤشرات الإحصائية في مختلف مجالات العمل والإنتاج، وجعل المعرفة الإحصائية جزءاً أساسياً من منظومة اتخاذ القرار، ورسم السياسات، ووضع خطط التنمية المستدامة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
هذا وتعدُّ البيانات والمؤشرات الإحصائية الدقيقة والمحدثة أداةً حيويةً مهمة تساعد المختصين في إجراء ما يعرف بـ (تحليل سوات SWOT) لتوفير فهم أعمق للتحديات الاجتماعية والاقتصادية، ومعرفة نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، وبالتالي تحديد فرص التطوير والتحسين، وهذا بدوره يسهم في دعم وتمكين صناع القرار وراسمي السياسات ويساعدهم في وضع الخطط التنموية المبنية على حقائق وإحصاءات دقيقة، كما يسهم كذلك في دعم البحث العلمي من خلال توفير قاعدة بيانات دقيقة ومتاحة للمراكز البحثية والجامعات، ويمكِّن الباحثين من الوصول إلى بيانات دقيقة وشاملة تساعدهم في فهم الظواهر الاجتماعية والاقتصادية وتحليلها بدقة، مما يعزز البحث العلمي، ويرفع جودة الأبحاث، ويزيد من إسهام المملكة في إنتاج المعرفة العالمية، فضلًا عن كون هذا الأمر يساعد على تطوير الخدمات وتحسين جودة حياة المواطنين، من خلال تنفيذ الخطط والمبادرات الواقعية التي وُضِعت بناءً على رصد دقيق للمعطيات الميدانية الحقيقية الموجودة في أرض الواقع.
وعلى المستوى المحلي، يُعد هذا التصنيف دافعاً لمختلف القطاعات الحكومية والخاصة في السعودية للاعتماد بشكل أكبر على البيانات في تطوير خططها وتحقيق أهدافها بما يحقق تتبع ومراقبة مدى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما أن الاعتماد على البيانات الدقيقة يسهم في تعزيز الشفافية، وتحقيق كفاءة أكبر في استثمار الموارد والاستفادة منها وتقديم الخدمات، ويعزز ثقة المستثمرين في مكونات الاقتصاد الوطني السعودي، ويشجعهم على ضخ الأموال الوفيرة للاستثمار فيه قطاعاته الواعدة. كما يساعد توافر البيانات الضخمة وتحليلها على تشجيع الابتكار وإيجاد حلول تقنية متقدمة، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، حيث يمكن الاستفادة من التحليلات التنبؤية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء.
أما على المستوى الدولي، فإن الحصول على تصنيف مرتفع في مؤشر الأداء الإحصائي يعزز من مكانة السعودية لكونها دولة رائدة في المنطقة، ومثال يحتذى به في التميز الإحصائي. وهذا يسهم في إيجاد مبادرات مشتركة، وتعميق سبل التعاون المشترك في المجال الإحصائي بين المملكة والكثير من المؤسسات الدولية المرموقة، مثل الأمم المتحدة، والبنك الدولي، بما يسهم في نقل الخبرات والمعرفة الإحصائية، وتحسين القدرات الإحصائية في البلدان النامية.
صفوة القول إن الإنجاز الذي تحقق مؤخرًا، وتصدر المملكة العربية السعودية لمؤشر الأداء الإحصائي على المستوى العربي هو إنجاز يُبرز حجم التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في مجال البيانات والمؤشرات الإحصائية، وهو خطوة بالغة الأهمية تسهم بقوة في تعزيز مكانة المملكة الإقليمية والدولية باعتبارها دولة متقدمة إحصائيًّا تعتمد على البيانات في بناء مستقبلها. وبمواصلة هذه الجهود، ستتمكن المملكة من تحقيق نتائج اقتصادية واجتماعية إيجابية مستدامة تعزز تطور البنية التحتية للبيانات، وتدفع بعجلة التنمية إلى الأمام، وتسهم في بناء اقتصاد قوي ومستدام قائم على المعرفة، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى تحسين جودة الحياة في المملكة، وتحقيق المزيد من الرخاء والرفاهية لجميع سكانها سواء كانوا، مواطنين، أو مقيمين، أو زوار، أو سياح.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال