الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من المتوقع أن يصل عدد حالات الإفلاس للشركات في السويد خلال هذا العام إلى أكثر من 10 الاف حالة، وهو رقم غير مسبوق منذ الأزمة المالية في تسعينيات القرن الماضي. ووفقًا لما نقلته وكالة بلومبيرغ للأنباء، أوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة كريديت سيف، هنريك جاكوبسون، في بيان الاثنين الماضي، أن عدد الشركات المفلسة منذ بداية العام حتى الآن بلغ 9 الاف ونحو 200 حالة، بزيادة قدرها 24% عن الفترة نفسها من العام الماضي، و64% عن العام قبل الماضي.
وأشارت مؤسسة كريديت سيف آي سفريج السويدية للاستعلام الائتماني إلى أن انتهاء فترة سداد المستحقات الضريبية المؤجلة على الشركات كان السبب الرئيسي في ارتفاع عدد حالات الإفلاس، واصفة هذا الوضع بأنه “قنبلة موقوتة”. وأفادت كريديت سيف بأن شركات العقارات ووكالات السيارات ما زالت تعاني، بينما أظهرت شركات تجارة التجزئة ووكالات الاستشارات بعض التحسن.
هذا العدد من حالات الإفلاس يعكس زيادة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة نتيجة لارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، مما أدى إلى زيادة تكاليف التشغيل وتراجع الطلب على السلع والخدمات. وتشمل القطاعات الأكثر تأثرًا البناء والتجارة والفنادق والمطاعم، حيث تراجعت قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة على مواجهة الضغوط الاقتصادية.
تعكس هذه الأزمة تدهورًا عامًا في الاقتصاد السويدي، حيث أثرت التكاليف المرتفعة وتراجع الاستهلاك على قدرة الشركات على البقاء في السوق. ومن الجدير بالذكر أن إفلاس هذا العدد الكبير من الشركات في السويد لا يمثل فقط مشكلة محلية، بل يحمل في طياته تداعيات اقتصادية واسعة قد تؤثر على الشركات في مختلف الدول.
من المعلوم أن السويد جزء من سلاسل الإمداد العالمية، وإفلاس هذا العدد من الشركات سيؤدي إلى اضطراب في هذه السلاسل، مما سيؤثر على الشركات العالمية التي تعتمد على المنتجات أو الخدمات التي تقدمها هذه الشركات السويدية. على سبيل المثال، قد تواجه شركات السيارات في دول أخرى نقصًا في المكونات التي تُنتج في السويد، مما يؤدي إلى تأخيرات في الإنتاج وزيادة في التكاليف.
تعمل العديد من الشركات في الدول الأخرى بالشراكة مع الشركات السويدية أو تستثمر فيها. حالات الإفلاس هذه ستؤثر سلبًا على الشركات الشريكة والمستثمرين، حيث ستتكبد خسائر مالية نتيجة توقف العمليات التجارية أو عدم قدرة الشركات المفلسة على سداد ديونها. هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى تدهور ثقة المستثمرين في السوق السويدي والبحث عن أسواق أكثر استقرارًا.
التقارير عن ارتفاع حالات الإفلاس في السويد يمكن أن تؤدي إلى تأثير نفسي سلبي على الأسواق العالمية، حيث تزيد المخاوف من انتقال الأزمة الاقتصادية إلى دول أخرى. هذا قد يدفع الحكومات والبنوك المركزية إلى اتخاذ إجراءات استباقية للحيلولة دون انتقال العدوى الاقتصادية، مثل خفض أسعار الفائدة أو تقديم حزم تحفيزية لدعم الشركات المتعثرة.
ربما نشهد تسونامي انهيار شركات نتيجة التضخم والأزمات الاقتصادية في دول أخرى في أوروبا. الدول المرشحة لتشهد مثل هذا الإفلاس تشمل إيطاليا وإسبانيا واليونان، حيث تعاني اقتصادات هذه الدول من ضغوط مالية كبيرة بسبب الديون المرتفعة والسياسات التقشفية. هذه التداعيات قد تكون ناتجة عن نفس العوامل التي أثرت على الشركات السويدية، مثل ارتفاع تكاليف التشغيل وتراجع الطلب على السلع والخدمات.
إفلاس 10 الاف شركة في السويد ليس مجرد مشكلة محلية، قد تؤثر على سلاسل الإمداد العالمية إلى الشراكات والاستثمارات الدولية، يمكن لهذا الوضع أن يخلق تحديات جديدة للاقتصاد العالمي ويزيد من الضغوط على الشركات للتكيف مع الأوضاع المتغيرة. مع ذلك، يمكن أن تكون هذه الأزمة فرصة لإعادة تقييم السياسات الاقتصادية واتخاذ إجراءات لحماية الاقتصاد العالمي من الصدمات المستقبلية.
وفيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وتحديدًا الخليج، يمكن أن تتأثر الأسواق باضطرابات الاقتصاد العالمي. الأسواق الخليجية تعتمد بشكل كبير على الصادرات النفطية والاستثمارات الأجنبية. أي اضطراب في الاقتصاد العالمي يمكن أن يؤثر على الطلب على النفط والأسواق المالية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، الشركات الخليجية التي لديها استثمارات في أوروبا أو شراكات مع الشركات الأوروبية قد تتأثر بتداعيات الإفلاس وارتفاع تكاليف التشغيل. لذا، من الضروري أن تبقى دول الخليج على استعداد لمواجهة تأثيرات هذه التحديات العالمية من خلال تعزيز التنوع الاقتصادي وتطوير السياسات المالية المستدامة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال