الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تُعتبر شركة تويوتا رائدة في تطبيق أساليب الإدارة الحديثة في التصنيع، وخاصة نظام الإنتاج المعروف باسم “نظام تويوتا للإنتاج“. يقوم هذا النظام على مبادئ عامة أبرزها التحسين المستمر، والتركيز على الجودة، وحسن إدارة المخزون، ومبدأ الطلب أو السحب خلال سلسلة القيمة بدلاً من الدفع، والعمل الجماعي، والتدريب، والتفكير طويل الأجل. تجمع هذه الأساليب بين ثلاثة أسس رئيسة هي التحسين المستمر، والجودة، والكفاءة، مما جعل تويوتا قادرة على أن تصبح واحدة من أنجح الشركات في صناعة السيارات في العالم.
تشترك تويوتا، مثلها مثل الشركات اليابانية الكبرى، في ثقافة إدارتها التي تنبع من أساليب اليابانيين في العيش والحياة المتوارثة منذ آلاف السنين، ممزوجةً بأفكار الإدارة الحديثة مثل طرق ديمينغ التي ساهمت في تحسين الجودة في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
ديمينغ (W. Edwards Deming) هو عالم أمريكي في مجال الإحصاء وإدارة الجودة، ويُعتبر واحدًا من أبرز الشخصيات التي ساهمت في تحسين جودة الإنتاج في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية. في اليابان، تم تبني أفكاره بشكل واسع في الستينيات، حيث ساعدت في تشكيل فلسفة الجودة والتطوير المستمر، وكان له دور كبير في تأسيس مفهوم الجودة الشاملة الذي يركز على تحسين الجودة في جميع جوانب المنظمة.
ألهبت تدريباته ومحاضراته خيال العديد من الشركات اليابانية، بما في ذلك تويوتا، التي اعتمدت مبادئه في نظام الإنتاج الخاص بها. يُعتبر ديمينغ أيضًا أحد أعمدة النجاح الصناعي الياباني في فترة ما بعد الحرب، وقد نُسب إليه الفضل في تحويل العديد من الشركات اليابانية إلى قادة في الجودة والإنتاجية.
في علوم إدارة الإنتاج، وبعد أفكار ديمينغ ، خرج للعلن مصطلح (Lean Management)، والذي يهتم بفرع من علوم إدارة الإنتاج يشمل القيمة والكمال وتعميم المعايير، وخفض التكاليف، وتمكين الموظفين، واستمرار تدفق المواد من خلال سلاسل القيمة بناءً على سحب وطلب العملاء، ويشمل أيضًا التحسين المستمر. يجمع هذا الأسلوب في الإدارة معظم الأساليب اليابانية في إدارة الإنتاج التي تعتمدها الشركات الكبرى مثل تويوتا.
نحن أمام مصطلح يجمع بين مفهوم الرشاقة والقوة والكمال والاستدامة والولاء، والتحمل والسرعة والقدرة على التكيف، وكأنه يصف جوادًا عربيًا أصيلاً!. يتمتع الجواد العربي بالذكاء وجمال المنظر، ولديه القدرة على التحمل لمسافات طويلة جدًا، وقدرة فائقة على التكيف، ويمتاز بطبيعة وجودة وثقة بالنفس، بالإضافة إلى كونه سلالة من أجود السلالات في نقل الصفات الجيدة إلى نسلها.
تجاوزًا، سنطلق على هذا المصطلح “إدارة الجواد ” مع تخيل كامل لمواصفات الجواد العربي الأصيل، ليكون مرجعًا ذهنيًا لنظام إداري كامل من حيث الرشاقة والقوة والتحمل والجودة والثقة.
التنفيذيون الصناعيون الذين يسعون إلى جعل منظماتهم جياد رهان كاسبة من خلال تطبيق فلسفة الإدارة الرشيقة عليهم أن يعتنوا بهذه المفاهيم التالية الأساسية للإدارة بطريقة الجواد ، كما يعتني صاحب الجواد الأصيل بجواده :
فإذا نجح المدراء التنفيذيون في السير على هذ المباديء ، وأصبحت تشكل ثقافة المنظمة وفكرها وروحها ، فسوف ينكرون بعدها أي طرق لا تصب في هذه المسار الرشيق القوي المرن ذي الكفاءة العالية.
وقفة للمتنبي :
ومَنْ رَكِبَ الثَّوْرَ بَعْدَ الجَوَاد أَنْكَرَ أَظْلافَهُ والغَبَب
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال