الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لقد أشعل التقدم السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) منافسةً شرسة بين الشركات لجذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، خصوصًا أولئك الذين يمتلكون المهارات الأكثر طلبًا مثل التعلم الآلي، التعلم العميق، معالجة اللغات الطبيعية، تحليل البيانات، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. ومن أبرز ما يعزز هذه المنافسة الشرسة: ندرة المرشحين المؤهلين وآثارها على الابتكار، الفجوات الجغرافية في توفر المواهب، وظهور العمل عن بُعد، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالاحتفاظ بالموظفين. ومما يزيد حدة المنافسة أيضا توقعات نمو سوق مواهب الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس القادمة، والتأثير المحتمل للتقنيات الناشئة على متطلبات المهارات.
من أبرز الأمثلة في هذه الحرب المستعرة ما تقوم شركة xAI التي أسسها إيلون ماسك في يونيو 2023، وتهدف إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. تتمثل الرؤية الأساسية لـ xAI في فهم الكون وتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي يمكنها التفاعل بأمان وفعالية معه. وقد أكد ماسك على أهمية ضمان توافق الذكاء الاصطناعي مع القيم والمصالح الإنسانية، خاصة في ظل المخاوف المتعلقة بسلامة وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. تسعى xAI إلى إنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي ليست قوية فحسب، بل متوافقة أيضًا مع رفاهية الإنسان، مما يعكس مخاوف ماسك بشأن المخاطر المحتملة المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي غير المنظم.
جذبت الشركة مواهب متعددة من عدة شركات تكنولوجيا رائدة ومؤسسات بحثية، بما في ذلك أفراداً ذوي خبرات واسعة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. في البداية كان لدى شركة xAI فريق صغير نسبيًا، حيث كان عدد الموظفين يتراوح عادة بين العشرات، لكنه قفز خلال عام 2024 من 114 موظفًا إلى 1440 موظفًا. ومن أهم الشخصيات الرئيسية المرتبطة بـ xAI إيلون ماسك، المؤسس والرئيس التنفيذي، المعروف برؤيته وقيادته في تطوير الذكاء الاصطناعي، وإيغور بابوشكين، الباحث البارز في هذا المجال. كما تضم الشركة باحثين ومهندسين آخرين في الذكاء الاصطناعي، ويتضمن الفريق خبراء في الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والمجالات ذات الصلة.
إيغور بابوشكين هو باحث معروف بعمله في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، فهو قبل انضمامه إلى xAI، كان قد عمل في OpenAI، مساهماً في مشاريع متعددة في هذا المجال. تشمل خبرته التعلم العميق والشبكات العصبية، ويؤدي الآن دورًا هامًا في تعزيز المبادرات الخاصة بالشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، مستفيدًا من خلفيته لتطوير حلول مبتكرة في مجاله . بدأ كباحث فيزيائي في المسرع العملاق في سيرن، ثم عمل لمدة أربع سنوات في DeepMind، الشركة التي استحوذت عليها جوجل، ثم انتقل إلى المنافس OpenAI التابعة لمايكروسوفت لمدة سنة ونصف، قبل أن يعود مرة أخرى إلى جوجل لمدة لا تتجاوز العام. ثم انتهى به المطاف مع ماسك ليؤسس معه شركة xAI قبل نحو عام ونصف.
تنافس آخر على المواهب بين الشركات الرائدة في الذكاء الاصطناعي كان بين xAI وOpenAI على الباحث كايل كوسيك، وكأننا نشهد تنافس أندية كرة القدم على موهوبيها . بعد أقل من عام من انضمامه إلى الفريق المؤسس لشركة xAI، عاد مهندس OpenAI كايل كوسيك إليها بعد انشقاق قصير إلى مشروع ماسك للذكاء الاصطناعي. فقد غادر كوسيك xAI قبل شهر من إعلان الشركة أنها جمعت 6 مليارات دولار من رأس المال الأولي لتمويل تحديها لـ OpenAI، والتي شارك في تأسيسها ماسك نفسه قبل ما يقرب من عقد من الزمان، قبل مغادرتها بعد بضع سنوات بسبب الاختلافات في الرؤية.
“حرب المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي هي أكثر حرب مواهب جنونًا رأيتها على الإطلاق!” هكذا علق ماسك على منصة X، (تويتر سابقًا). تأتي ملاحظة الرئيس التنفيذي لشركة تسلا مع استمرار المنافسة على توظيف الموهوبين في الذكاء الاصطناعي، وكان التعليق ردًا على مقال صحفي نشرته إحدى الصحف حول عالم التعلم الآلي السابق في تسلا، إيثان نايت، الذي ترك صانع السيارات الكهربائية تسلا للانضمام إلى شركة ماسك الناشئة xAI.
جاء في تقرير حديث أصدرته مجموعة بوسطن للاستشارات: “في الأشهر الاثني عشر الماضية، انتقل 2.4 مليون شخص من ذوي المهارات العالية دوليًا، ويمثل ذلك 1.2٪ من حوالي 194 مليون عامل من ذوي المهارات العالية بشكل عام. في الوقت نفسه، فإن المواهب التكنولوجية الأكثر تخصصًا كانت أكثر قدرة على الحركة: في الأشهر الاثني عشر الماضية، انتقل 613,000 (1.9٪) من خبراء العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، و31,000 (2.2٪) من خبراء الذكاء الاصطناعي عبر الحدود، مما جعل مواهب الذكاء الاصطناعي أكثر تنقلاً بمرتين تقريبًا من جميع العمال الآخرين ذوي المهارات العالية.”
هذا التنافس الشرس على المواهب لايزال في بدايته، خصوصا أن الموهوبين النادرين في الذكاء الاصطناعي قد يأتون من خلفيات أكاديمية مختلفة قد لا تكون بسب دراسات جامعية، بل نتاج تطوير مهارات ذاتية، مما يصنع درجات متفاوتة في الموهبة بينهم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال