الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وهي المسألة من قبل ومن بعد، كمية التحديات التي يواجهها كوكوبنا منذ أن أمتلك الإنسان الأداة التي طوعت له الطبيعة، لكن تجاوزه لتحدي البقاء إلى تحدي (التملك) دفعت إلى تهورات عنيفه تجاه البيئة، تهورات جعلت الأجيال المقبلة أمام تحديات قد تعود بهم إلى فكرة (البقاء). هذه مسألة.
لكن المسألة المهمة بدرجة عالية، أن تستحضر الرياض هذا التحدي، علاقة الإنسان بالبيئة، وتجعل مؤتمر (كوب 16) جرس إنذار من جهة، وعصف ذهني من جهة ثانية لغرض وصول العالم إلى حلول مستدامة تضمن عدم عودتهم إلى خيار (البقاء).
في البدء المعلومات التي تطرح في مداولات (كوب الرياض) ليست مقلقة فحسب، بل موترة جدا. مثلا: ارتفعت معدلات الجفاف، التي تفاقمت بسبب تغير المناخ والممارسات غير المستدامة في استخدام الأراضي، بنحو 30%!!!
تقارير صادرة من الأمم المتحدة تقول إن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 2.6 تريليون دولار من الاستثمارات الإجمالية بحلول 2030 لاستعادة أكثر من مليار هكتار من الأراضي المتدهورة وبناء القدرة على الصمود في مواجهة الجفاف.
الأمم المتحدة تقول إن 40%من الأراضي الخصبة تدهورت، والنتائج وخيمة حيث تزايد التفاوت، وجوع الناس، ونزوح الناس. وتهديد سبل العيش والأعمال التجارية، وتدمير البيئات، واهتزاز أسس السلام والاستقرار والأمن.
وفق ذلك فأنه بحلول عام 2050، سيتأثر ثلاثة من كل أربعة أشخاص بالجفاف في جميع أنحاء العالم. ولكنكم في الرياض لتغيير هذا المسار. (معلومات كوب 16).
ما تشهده الرياض حاليا في منطقة (البوليفارد)، حقا ليس (كوب للتصحر) فحسب، بل أنه استحضار لكل تحديات الكوكب الثالث، من أجيال قادمة ليس عليها أن تدفع ضريبة الإنسان الحالي وشهوته نحو التملك والسيطرة وممارسة كل قدراته في سبيل ذلك، مما يهدد الأجيال القادمة بالعودة إلى هاجس (البقاء) وليس تحسين معيشتها.
في العاصمة وتحت مظلة (كوب 16) قمة للمياه، ومناقشات للتصحر وطروحات لأهداف مبادرة (السعودية الخضراء) وأرقام عن العطش والجوع والكربون والتنمية والاستدامة..
الرياض تستحضر ذلك بالواقع والأرقام، وتهيئ للبشر سبل مواجهة تحدياتهم المستقبلية.. هل هي رؤيا أم رؤية 2030.
هل نحن أمام مصب جديد لرؤية المملكة 2030؟ أم أنها رؤية كان محورها الإنسان منذ رأت النور؟ رأيي دائما: الإنسان كان محورها.
يتفق متحدثون هنا في الرياض الآن، إنه لم يعد هناك شك بأن كوكب الأرض يواجه تحديا، ولم يعد لديهم أدنى شك في الحاجة إلى حكمة تتمثل في شخص أو مؤسسة أو عاصمة أو رؤية، ليس لتعلق الجرس بل لتتيح حوارا يقدم حلولا ملزمة للإنسان والمكان.
نختم برأي نقلا عن (مال): أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة يقول إن مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض، يمثل
أكثر من مجرد حدث مهم – فهو يمثل لحظة انطلاق نحو رفع الطموح العالمي وتسريع العمل على مقاومة الأراضي والجفاف من خلال نهج يركز على الإنسان.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال