الصين تدفع بدمج الدول المشاركة في مبادرة “الحزام والطريق” في سلاسل الإمداد العالمية  

أدى تسارع العولمة إلى دفع عجلة التنمية الاقتصادية بسرعة، حيث استفادت الدول المختلفة من ميزاتها النسبية لتحقيق إنتاج متخصص، مما أدى إلى تكوين نظام دولي متكامل لسلاسل القيمة والصناعة والإمداد يعتمد على تقسيم العمل الدولي وتجارة المنتجات الوسيطة وازدهار تداول السلع. ومع تسارع وتيرة الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي وترقية الاستهلاك، ازداد تعمق ودقة تقسيم العمل الدولي، مما سرّع من إعادة تشكيل سلاسل الإمداد والصناعة العالمية.

في هذا السياق، تبرز الدورة الثانية من معرض الصين الدولي لسلاسل الإمداد، التي انعقدت في 26 نوفمبر في بكين، كمنصة تعكس جهود الصين لتعزيز الترابط بين سلاسل الإمداد وتمكين الدول المشاركة في مبادرة “الحزام والطريق”.  

أولا: التعاون المفتوح يجعل سلاسل الإمداد “سلاسل للفوز المشترك”

تمثل سلاسل الإمداد شريان الاقتصاد السوقي، واستقرارها أمر بالغ الأهمية لتنمية الصناعة واستمرارية الشركات. أقيمت الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي لسلاسل الإمداد تحت شعار “ربط العالم من أجل مصير مشترك”، حيث ركزت على التعاون الدولي في سلاسل الإمداد والصناعة. بمشاركة شركات من أكثر من 40 دولة متعاقدة في مبادرة “الحزام والطريق”.  

شهد حفل الافتتاح إصدار “مبادرة بكين للتعاون الدولي في سلاسل الصناعة والإمداد”، الذي تضمن عدة مبادرات، منها: تعزيز التعاون المفتوح في سلاسل الإمداد العالمية، تحسين الترابط الرقمي، دفع التنمية الخضراء منخفضة الكربون، وتحسين خدمات سلاسل الإمداد والصناعة، مع التركيز على تحقيق الربح المشترك.  

أبرزت الشركات العالمية المشاركة، مثل شركة آبل، أهمية الصين في هيكل سلاسل الإمداد العالمية. وقال تيم كوك، المدير التنفيذي للشركة: “أولي أهمية كبيرة لشركائنا الصينيين، وبدونهم لم تكن آبل لتصل إلى ما حققته اليوم”. وقد أشار جناح آبل في المعرض إلى أن أكثر من 80% من موردي الشركة الرئيسيين البالغ عددهم 200 يتواجدون في الصين.  

ثانيا: تعزيز الترابط لتحسين قدرة الدول المشاركة في مبادرة “الحزام والطريق” على الاندماج 

منذ إطلاق مبادرة “الحزام والطريق”، تعاونت الصين مع الدول المشاركة وفقا لمبدأ التشاور والتشارك والتقاسم، ما ساهم في بناء البنية التحتية وزيادة القدرات الإنتاجية. وقد عززت البنية التحتية الترابط المادي والرقمي للدول النامية، مما زاد من فرص العمل وساهم في نمو التجارة والصناعة في هذه الدول.  

بفضل نظامها الصناعي الشامل وقدراتها الابتكارية، لم تكتفِ الصين بدعم الدول المشاركة في تحقيق التنمية فحسب، بل عززت أيضا ثقة الشركات متعددة الجنسيات في استقرار سلاسل الإمداد. من خلال نقل الصناعات إلى الدول المشاركة في المبادرة، ساعدت الصين الاقتصادات النامية على الاندماج بشكل أعمق في إعادة تشكيل سلاسل القيمة العالمية، مما أدى إلى تعميق تقسيم العمل الدولي.

إلى جانب الترابط المادي، تعمل الصين على الاستفادة من نظامها الشامل لسلاسل الإمداد لتعزيز التنمية التعاونية على مستوى أعلى من حيث المعايير والإدارة والقواعد، مما يسهم في بناء سلاسل إمداد وصناعة مستقرة وآمنة.

ثالثا: الابتكار التكنولوجي يسرّع تحسين جودة سلاسل الإمداد  

في ظل موجة الثورة التكنولوجية الرابعة، أصبحت تقنيات مثل التصنيع الذكي والروبوتات دافعًا رئيسيًا لتعزيز التعاون التقني بين الصين والدول المشاركة في مبادرة “الحزام والطريق”. تعمل الصين باستمرار على دفع التحول الرقمي والذكي والأخضر لسلاسل الصناعة والإمداد، حيث تشهد تقنيات الطاقة تحولًا مستمرًا نحو الكربون المنخفض، والأنظمة الموزعة، والذكاء الاصطناعي. كما تشهد تقنيات النقل تطورًا مستمرًا نحو السرعات الفائقة، والذكاء، والاستدامة البيئية، والمشاركة. يتغلغل التحول الرقمي في جميع مراحل سلسلة القيمة في قطاعات التصنيع والخدمات، مما يسرّع من إعادة تشكيل تدفقات وهيكل سلاسل الصناعة والإمداد العالمية.

شهدت هذه الدورة من المعرض إضافة جناح جديد لسلاسل التصنيع المتقدمة، بهدف عرض العملية الكاملة للتصنيع المتقدم عالميا، بدءا من البحث والتطوير في المراحل الأولى، واستخدام المواد الجديدة، وتصنيع المكونات الرئيسية، وصولًا إلى التصنيع الذكي، كما تسلط هذه الدورة الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه التصنيع المتقدم في تعزيز ترقية الصناعات ورفع التنافسية الدولية ضمن إطار “القوى المنتجة الجديدة النوعية”. ومن خلال تحسين معايير التكنولوجيا الصناعية وتحقيق الابتكار المستمر في هذا المجال، يتم وضع أسس متينة لتعزيز سلسلة القيمة العالمية مستقبلا.

تسعى الصين من خلال منصة معرض الصين الدولي لسلاسل الإمداد إلى تعزيز اندماج الدول المشاركة في مبادرة “الحزام والطريق” في سلاسل الإمداد العالمية، مما يعكس التزامها بالتعاون المفتوح والمسؤولية المشتركة. في المستقبل، من خلال تعزيز الترابط والتعاون التكنولوجي، ستكتب الصين وشركاؤها فصولا جديدة من الازدهار في سلاسل الإمداد العالمية.