الليثيوم في المملكة: هل هو إمكانية لعصر جديد في صناعة التكنولوجيا محليا..؟

مع توجه العالم اليوم نحو الطاقة المتجددة، أصبح الليثيوم مورد حيوي، خاصة في سلاسل التوريد العالمية لبطاريات الليثيوم أيون، والتي تعد ضرورية لمجموعة متنوعة من التقنيات الحديثة، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والسيارات الكهربائية.

ويُعتبر الليثيوم أخف معدن، مما يجعله مثاليا للاستخدام في التطبيقات التي تتطلب وزن منخفض، ويتم استخراجه من المناجم ومن مياه البحر.  وتعتبر دول الأرجنتين، وشيلي، وأستراليا من أكبر المنتجين عالميا لهذا المعدن.

وفي الإنتاج، يُفضل استخدام بطاريات الليثيوم أيون بسبب كثافتها العالية من الطاقة، ووطول عمرها. وبالتالي، يتم استخدامها في البطاريات وكذلك لتخزين الطاقة المتجددة من مصادرها كالطاقة الشمسية والرياح.

ومؤخرا، تم اكتشاف معدن الليثيوم في المملكة، من خلال استخراج الليثيوم من المياه المالحة في حقولها النفطية. وما زال هذا الاكتشاف حاليا تحت التجربة وعالي التكلفة ويتم الاستخراج ايضا بكميات محدودة غير تجارية.  ولكن، القدرة مستقبلا على توفير الليثيوم محليا بكميات كبيرة وكافية تجاريا، وبطرق استخراج معقولة التكلفة، قد يخفف من تحديات سلاسل التوريد ويقلل من الاعتماد على الموردين الأجانب.  وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يتمكن المصنعون حينها من الحصول على الليثيوم بتكلفة أقل، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار المنتجات النهائية، ويجعل صناعة البطاريات في المملكة ممكنا وأكثر وصولا محليا.  وهذا بدوره خطوة مهمة باتجاه تحقيق التنافسية وتلبية متطلب توطين التقنيات في المملكة.

ومن جهة أخرى، فإن تعزيز مرونة وأمان سلسلة التوريد من خلال إنتاج الليثيوم محليا قد يقلل كذلك من المخاطر المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية والنزاعات التجارية. وسوف يصبح لدى المصنعين المزيد من الخيارات للحصول على هذا المعدن، مما يؤدي إلى سلسلة توريد أكثر استقرارا.

ومع زيادة وسهولة الوصول إلى الليثيوم، بكميات تجارية، قد تستثمر الشركات المصنعة في المزيد في البحث والتطوير. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ابتكار تقنيات جديدة للبطاريات، تعمل بأداء أفضل وأمان أعلى، وهذا قد يجذب شركات التكنولوجيا العالمية لإقامة مصانع تصنيع في المملكة، مما يعزز من الابتكار والريادة.

ولذلك، من الضروري وجود إطار تنظيمي قوي لضمان أن يتم استخراج الليثيوم بشكل مسؤول ومستدام وبتكلفة معقولة، بما في ذلك الأخذ بالاعتبار التقييمات البيئية والتنقل بعناية عبر متطلبات وديناميكيات السوق لضمان الجدوى الطويلة الأجل لصناعة الليثيوم.  ومن المهم كذلك وجود خبراء في مجال التصنيع المحلي لمعدن الليثيوم، مما يعزز من مكانة الوطن كمساهم رئيسي في مستقبل تصنيع التكنولوجيا.