الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
على خلفية تباطؤ الانتعاش الاقتصادي العالمي وتصاعد الحمائية التجارية، أظهرت الصين مرة أخرى للعالم التزامها الراسخ بالانفتاح وثقتها في تقاسم الفرص والسعي لتحقيق التنمية المشتركة مع العالم من خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي بعيد المدى. واقترح المؤتمر “توسيع الانفتاح على مستوى عال على العالم الخارجي وضمان استقرار التجارة الخارجية والاستثمار الأجنبي”. وهذه ليست مجرد خطة للسياسة الاقتصادية الداخلية، ولكنها أيضا موقف استباقي لاحتضان العولمة.
الانفتاح عالي المستوى على الخارج بوتيرة أسرع
اقترح مؤتمر “العمل الاقتصادي المركزي” تعزيز الانفتاح المؤسسي بخطى متسقة واقترح لأول مرة توسيع الانفتاح الذاتي والانفتاح الأحادي الجانب. ولا يقتصر هذا النوع من الانفتاح على المجالات التقليدية للتجارة والاستثمار فحسب، بل يتعمق أيضا في القواعد والمستويات المؤسسية. ومن خلال المواءمة بشكل استباقي مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية عالية المستوى مثل الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة العابرة المحيط الهادئ (CPTPP) واتفاقية الشراكة الاقتصادية الرقمية (DEPA)، تعمل الصين على خلق بيئة أعمال شفافة ومستقرة ويمكن التنبؤ بها.
وأوضح المؤتمر أنه من الضروري دفع رفع نوعية وفعالية المناطق التجريبية للتجارة الحرة ومنح المزيد من الصلاحيات لمهام الإصلاح، وتسريع تنفيذ السياسات الرئيسية لميناء التجارة الحرّة في مقاطعة هاينان. وهذا يشير إلى أن المناطق الحرة ليست فقط منصات للانفتاح الخارجي، بل هي أيضا حقول تجريبية للإصلاحات، ومع منح المزيد من الصلاحيات، يمكن لهذه المناطق أن توسع عملية الإصلاح بوتيرة أسرع. ومع بدء جزيرة هاينان في الإغلاق الجمركي بحلول عام 2025، ستظهر المزيد من السياسات والنتائج الجديدة تدريجيا.
الانفتاح لقطاع الخدمات: مجال جديد لجذب الاستثمارات العالمية
يعدّ انفتاح قطاع الخدمات اتّجاها مهما للصين لتوسيع الانفتاح رفيع المستوى. وأكد المؤتمر على توسيع تجارب الانفتاح في الاتصالات والطب والتعليم وغيرها من المجالات. على سبيل المثال، يجري تنفيذ المشاريع التجريبية لفتح المجال الصحي بشكل تدريجي. تعمل الصين حاليا على تسهيل تسجيل الشركات في مجال التكنولوجيا الحيوية ضمن هذه المشاريع التجريبية، وأصدرت “خطة عمل لفتح المجال أمام المستشفيات ذات الملكية الكاملة للأجانب” للسماح للمستثمرين الأجانب بتأسيس مؤسسات طبية في مناطق محددة. ومع تسارع شيخوخة السكان، يتزايد الطلب في الصين على الخدمات الطبية عالية الجودة، ما يجعل هذا القطاع مجالا هاما لاستثمار رؤوس الأموال الأجنبية.
البناء المشترك عالي الجودة لـ “الحزام والطريق”: الحل الصيني للتنمية المشتركة
منذ اقتراح مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، عملت الصين مع شركاء عالميين لتعزيز الترابط والتعاون الصناعي والتنمية المستدامة من خلال إجراءات عملية وتصميم حازم. تُعد هذه المبادرة مساهمة كبيرة من الصين في العولمة، وأصبحت تدريجيا “الحل الصيني” لتحقيق التنمية المشتركة على مستوى العالم.
وفي الوقت الحالي، في مواجهة التعافي الاقتصادي العالمي البطيء وزيادة عدم اليقين الجيوسياسي، توفر مبادرة الحزام والطريق فرص تنمية جديدة من خلال تعاون أعمق وأعلى الجودة. خاصة مع صعود البنية التحتية الخضراء والرقمية، يتوسع التعاون في إطار “الحزام والطريق” من البنية التحتية التقليدية إلى مجالات ذات قيمة مضافة أعلى. على سبيل المثال، تعمل العديد من الدول المشاركة في المبادرة مع الصين على تطوير مشاريع الطاقة الخضراء، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. هذا التحول لا يتوافق فقط مع أهداف الحياد الكربوني العالمية، بل يضخ أيضا زخما قويا في التنمية المستدامة لمختلف البلدان.
إن الانفتاح الصيني عالي المستوى لا يمثل حاجة إلى تنميتها الاقتصادية فحسب، بل يمثل أيضا التزاما بالانتعاش الاقتصادي العالمي. وبينما يصدر مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي إشارة قوية لتوسيع الانفتاح عالي المستوى على العالم الخارجي، تواصل الصين في خطواتها الثابتة لدفع اقتصادها نحو الأفضل، وتعزز التنمية والرخاء العالميين من خلال التحديث على النمط الصيني، ما يعكس ثقتها الراسخة في مشاركة فرص التنمية مع دول العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال