الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في آخر شهر من هذه السنة الميلادية 2024 قفزت أسعار البيتكوين إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث بلغت قيمتها مايقارب 106 ألف دولار. عادة أحد أهم الأسباب لارتفاع أسعار العملات الرقمية هو حدث التنصيف Halving للبيتكوين في أبريل 2024 والذي يعمل على تقليل مكافأة تعدين البيتكوين إلى النصف، مما يقلل من المعروض الجديد من العملة. تاريخيًا، يؤدي هذا الحدث إلى زيادة في الأسعار بسبب انخفاض العرض وزيادة الطلب. علاوة على ذلك الاعتماد المؤسسي وزيادة الشرعية حيث مثلت موافقة المؤسسات المالية الكبرى، مثل إدراج صناديق التداول الفوريةSpot ETFs للبيتكوين من شركات مثل BlackRock دفعة قوية لشرعية السوق وزيادة تدفقات الاستثمار المؤسسي.
يطرح البعض تساؤلات حول البيتكوين، هل هو مجرد خدعة استثمارية بسبب تقلب أسعاره الحادة أم أنه يمثل أصلًا حقيقيًا ذا قيمة؟ الإجابة تعتمد على فهم عميق لطبيعته كعملة رقمية تقوم على تقنية البلوكتشاين. لفهم جوهر العملات الرقمية والتكنولوجيا التي تقف خلفها، من الضروري استيعاب السياق التاريخي الذي أدى إلى ظهور تقنية البلوكتشين وابتكار ما يعرف اليوم بالعملات الرقمية.
لعلنا نستعين بأبرز الكتب التي تصدرت قوائم المبيعات لعام 2022 لفهم ذلك، ألا وهو كتاب “حرب الرقاقات: الصراع على التكنولوجيا الأكثر أهمية في العالم” للكاتب كريس ميلر. يستعرض الكتاب بدايات ثورة أشباه الموصلات، التي انطلقت في منتصف القرن العشرين مع اختراع الترانزستور في مختبرات بيل عام 1947. هذا الاختراع لم يكن مجرد إنجاز علمي، بل كان بداية لعصر جديد من التكنولوجيا الحديثة، حيث تم تطوير أولى الرقاقات الإلكترونية، مما مهد الطريق لتحولات جذرية في الاقتصاد العالمي. يوضح ميلر في كتابه أن السيطرة على تقنية أشباه الموصلات تعني التحكم في مستقبل الاقتصاد الرقمي، وهو ما يفسر الصراعات الجيوسياسية والتوترات الاقتصادية المحيطة بهذه التقنية. فعلى مدار الفترة بين عامي 1947 و1991، اشتعل سباق محموم بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في مجالي التكنولوجيا والتسلح، على سبيل المثال، حققت الولايات المتحدة قفزات نوعية باختراع الترانزستور (1947) والدائرة المتكاملة (1958)، مما منحها تفوقًا كبيرًا في مجالات الحوسبة وأنظمة الصواريخ. في المقابل، حاول الاتحاد السوفيتي جاهدًا اللحاق بهذا التطور من خلال التجسس الصناعي، إلا أن جهوده باءت بالفشل. مما أدى التفوق الأمريكي في مجال أشباه الموصلات إلى تعميق الهوة التقنية مع الاتحاد السوفيتي، وأسهم في انهياره عام 1991، حيث عجز عن مواكبة الثورة التكنولوجية التي غيرت وجه العالم.
في الوقت الراهن هنالك تنافس شديد بين الدول للهيمنة التكنولوجية، فمنذ مطلع عام 2022 وإلى الوقت الحاضر، تفاقمت الأزمة بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان، التي تُعد مقرًا لشركة TSMC أكبر مصنع عالمي للرقاقات المتقدمة. فقدان تايوان سيمنح الصين قوة احتكارية لإنتاج هذه الرقاقات، خاصة أن معظم الإنتاج العالمي يتركز في عدد محدود من الدول، مما يجعل سلاسل التوريد عرضة للمخاطر. أشباه الموصلات ليست مجرد تقنية صناعية، بل تمثل سلاحًا استراتيجيًا في الصراعات الاقتصادية والسياسية. من حقبة الحرب الباردة إلى الأزمات الراهنة بين الصين والولايات المتحدة، تظل السيطرة على صناعة الرقاقات عاملًا حاسمًا في تحديد القوى المهيمنة على الاقتصاد والتكنولوجيا عالميًا.
ويب 3.0 و تقنية البلوكتشاين: ما بين الاستثمار والصناعة
شبكات البلوكتشاين تعتمد على الخوارزميات المعقدة، مثل التشفير وإثبات العمل Proof of Work التي تحتاج إلى أجهزة قوية لإجراء الحسابات بمعدل سرعة عالية. هذه الأجهزة تعتمد على الرقاقات الإلكترونية المتطورة. كما هو الحال في أجهزة التعدين للعملات مثل Bitcoin والتي تتطلب وحدات معالجة رسومية GPUs ووحدات مخصصة مثل ASICs .
ناهيك عن ذلك، فإن شبكات البلوكتشاين تعتمد على مراكز بيانات ضخمة لإدارة سجلاتها اللامركزية، وهذه المراكز تستند في عملها إلى معالجات متقدمة تُصنع باستخدام أشباه الموصلات.
يمثل ويب 3.0 تطورًا للإنترنت يعتمد على مبادئ البلوكتشاين لتقديم اللامركزية والتملك الفردي للبيانات حيث أن هنالك اعتماد متبادل بين المفهومين وصلة تكنولوجية وعلاقة جوهرية تتمثل في الإشتراك في نفس البنية التحتية. يُشير مصطلح الجيل الثالث من تقنية الإنترنت إلى مفهوم “الويب 3.0”. في حين ركّز الويب 1.0 على القراءة والحصول على المعلومات، وتمحور الويب 2.0 حول التفاعل والإنشاء، إذ شهد انضمام المستخدمين إلى منصات التواصل الاجتماعي التي ازدادت شعبيتها بفضل المحتوى الذي أنشأه هؤلاء المستخدمون، يمثل الويب 3.0 المرحلة التالية في تطور شبكة الإنترنت العالمية.
استُخدم مصطلح “الويب 3.0” لأول مرة عام 2014 من قبل غافين وود، مؤسس شركة Parity Technologies المتخصصة في بنية البلوكتشاين التحتية، لوصف رؤيته المستقبلية لتطور الإنترنت. ورغم أن مفهوم الويب 3.0 لا يزال قيد التطوير والتعريف، فلم يتم التوصل إلى تعريف عالمي موحد حتى الآن، إلا أنه يتميز بعدد من الخصائص الأساسية التي تعكس طبيعته المبتكرة. أولى هذه الخصائص هي اللامركزية، حيث يعتمد الويب 3.0 على نظام غير مركزي يختلف عن هيمنة الحوكمة المركزية والتطبيقات التي كانت سائدة في الجيلين السابقين. تتيح هذه البنية الموزعة تشغيل التطبيقات والخدمات دون الحاجة إلى سلطة مركزية، مما يعزز الاستقلالية والمرونة. بالإضافة إلى ذلك، يبرز الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي كركيزة أساسية في هذا الجيل، حيث يعتمد الويب 3.0 بشكل متزايد على الأتمتة الذكية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، ما يسهم في تحسين الأداء والابتكار في معالجة البيانات والخدمات. تُعد تقنية البلوكتشاين حجر الأساس في الويب 3.0، حيث تمكّن من إنشاء تطبيقات وخدمات لامركزية عبر توزيع البيانات والاتصالات على شبكة موزعة بدلاً من الاعتماد على قاعدة بيانات مركزية. توفر البلوكتشاين قاعدة بيانات غير قابلة للتغيير تسجل المعاملات والأنشطة، مما يضمن أصالة البيانات وأمانها. أخيرًا، تظهر العملات المشفرة كأحد المكونات الرئيسية للويب 3.0، حيث تُستخدم لتمكين المعاملات اللامركزية عبر الإنترنت بفضل العقود الذكية. ومن بين الأمثلة البارزة لهذه العملات المشفرة: Chainlink و Filecoin و Theta والتي تساهم في تعزيز البنية التحتية الاقتصادية للويب 3.0.
تُعد الطريقة المباشرة للاستثمار في تقنية الويب 3.0 هي من خلال الحصول على رموز مشاريع الويب 3.0. حيث تعمل رموز كل مشروع بلوكتشاين بطريقة فريدة؛ تُعرف هذه الميزات عادةً باسم “اقتصاديات الرمز” Tokenomics والتي يمكن شراءها أو بيعها أو مبادلتها في البورصات. كما يمكن استخدامها للتأهل للتصويت على مقترحات أو للوصول إلى خدمات التطبيقات. يمكن استخدام بعض العملات الرقمية الخاصة بالويب 3.0 لتوليد دخل سلبي من خلال التخزين أو عن طريق الأنشطة الداعمة للشبكة.
في ظل هذا التطور التكنولوجي السريع، أصبح التعدين في مجال العملات الرقمية يشكل نقطة توتر عالمي. فبدايةً، يُعتبر الويب 3.0 وابتكاراته جزءًا أساسيًا من الثورة الرقمية التي تضم العملات المشفرة. ومع أنه يُنظر إلى جميع العملات الرقمية كرموز، إلا أن الاختلاف الجوهري بين العملة المشفرة والرمز يكمن في أن العملات المشفرة، مثل البيتكوين والإيثيريوم، تعتبر أصولًا أصلية لبلوكتشاين معين، بينما الرموز تُنشأ على شبكات بلوكتشاين موجودة مسبقًا باستخدام العقود الذكية.
هذه الديناميكية في قطاع العملات الرقمية تؤثر بشكل مباشر على صناعة التعدين، التي أصبحت بدورها مصدرًا للتوتر بين الدول. الصين كانت تسيطر على أكثر من 65% من التعدين العالمي للبيتكوين حتى عام 2021، مما دفع العديد من الدول إلى القلق. وبسبب ذلك، فرضت الصين حظرًا على التعدين، مما أدى إلى انتقال العمليات إلى دول أخرى مثل الولايات المتحدة وكازاخستان، بل استغلّت بعض الدول العملات الرقمية لتجاوز العقوبات الاقتصادية، مثلما حدث في حرب روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى إيران وفنزويلا. ومع هذا الحظر، أصبح هناك سباق عالمي للهيمنة على البنية التحتية للتعدين، وهو ما يبرز أهمية أشباه الموصلات في هذه الصناعة. إذ إن تقنيات البلوكتشاين والعملات الرقمية تعتمد بشكل رئيسي على البنية التحتية التكنولوجية، مثل مراكز البيانات وأجهزة التعدين، التي تحتاج إلى معالجات متقدمة تعتمد على الرقاقات الإلكترونية.
أي اضطراب في إمدادات هذه الرقاقات، كما حدث في أزمة نقص أشباه الموصلات عام 2020، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تكلفة تصنيع معدات التعدين ويعطل سير العمليات الرقمية على المستوى العالمي. بعض الشركات التقنية الكبرى تحاول السيطرة على سوق البلوكتشاين لتوسيع نفوذها. على سبيل المثال، تعمل شركات مثل Meta فيسبوك سابقًا على مشاريع مثل عملة ليبرا Diem لتأسيس نظام مالي خاص بها، لكن المشروع واجه مقاومة شديدة من الحكومات، خاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
يُعد الترابط بين أشباه الموصلات وتقنيات البلوكتشاين أمرًا أساسيًا في تطور هذا المجال. إذ تعتمد تقنيات البلوكتشاين والعملات الرقمية بشكل رئيسي على بنية تحتية تكنولوجية متقدمة، تشمل مراكز البيانات الضخمة وأجهزة التعدين المتخصصة. وهذه الأجهزة تحتاج إلى معالجات عالية الأداء، تعتمد على رقاقات إلكترونية متطورة لضمان كفاءتها التشغيلية. على سبيل المثال، تتطلب أجهزة التعدين المخصصة مثل أجهزة ASICs المستخدمة في تعدين البيتكوين رقاقات إلكترونية متقدمة لتحقيق الأداء الأمثل، مما يجعل صناعة أشباه الموصلات جزءًا لا يتجزأ من استمرارية نمو قطاع العملات الرقمية.
أما فيما يتعلق بالتأثير المتبادل، فإن أي اضطراب في إمدادات أشباه الموصلات قد ينعكس سلبًا على تقنيات البلوكتشاين. فقد شهدنا أزمة نقص الرقاقات التي بدأت في عام 2020، والتي أثرت بشكل كبير على تكاليف تصنيع معدات التعدين، مما أظهر مدى هشاشة التوازن بين هذه الصناعات التقنية الحديثة.
رقاقة ويلو Willow لشركة جوجل وإعادة تعريف الحوسبة
في سياق التطورات التكنولوجية الكبيرة السابق ذكرها، تبرز شريحة Willow من جوجل كخطوة محورية في عالم الحوسبة الكمية، مما يسلط الضوء على التحديات الأمنية التي قد تواجه العملات الرقمية وأنظمة البلوكتشاين التي تعتمد بشكل كبير على التشفير التقليدي. هذه التحديات تأتي في وقت حساس حيث تسعى الويب 3.0 لتعزيز لامركزية الإنترنت، بينما تستمر العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم في الاعتماد على تقنيات التعدين لحماية شبكة البلوكتشاين الخاصة بها. وإذا كانت الرقاقات مثل Willow توفر قدرات حوسبية غير مسبوقة، فإنها قد تمثل تهديدًا جديًا للأمان في هذه الأنظمة، مما يثير تساؤلات حول المستقبل في عصر الحوسبة الكمية.
فلطالما اعتُبرت الحوسبة الكمية مجالًا يقتصر على الخيال العلمي والطموحات التقنية المستقبلية. ولكن مع الابتكار الأخير من جوجل، شريحة Willow الكمية، أصبح المستقبل أقرب مما كنا نتوقع. تم الإعلان عن هذه الشريحة المثيرة للدهشة عبر مدونة جوجل، وهي ليست مجرد شريحة أخرى؛ بل تمثل نقلة نوعية في قوة الحوسبة. بفضل تصميمها الذي يعتمد على 70 كيوبت، تقدم Willow أداءً يفوق بكثير قدرات الحواسيب التقليدية المتطورة في معالجة المشكلات التي كانت تُعتبر مستحيلة الحل.
ورغم الإعجاب الكبير بالإمكانيات العلمية لهذه الشريحة، إلا أنها أثارت مخاوف جدية بشأن قدرتها على تعطيل الأنظمة الحالية، وخصوصًا في مجالات مثل تقنية البلوكتشاين والعملات الرقمية. قد تواجه البيتكوين، الرائدة في هذا المجال، تحديًا غير مسبوق. حيث إن البيتكوين والعملات الرقمية الأخرى تستند إلى خوارزميات تشفير قوية لتأمين المعاملات والمحافظ الرقمية. هذه الخوارزميات مصممة لتحمل تقنيات الاختراق التقليدية. ولكن مع الحوسبة الكمية الأمر مختلف تمامًا، إذ يٌعزى ذلك لكون أجهزة الحوسبة الكمية مثل Willow قادرة على كسر تشفير البيتكوين عن طريق حل المشكلات الرياضية المعقدة بشكل أسرع بكثير مما تستطيع الحواسيب التقليدية. قطعًا، فقد أثارت مخاوف بشأن قدرتها على اختراق تشفير البيتكوين، الذي يؤمن شبكة بلوكتشاين بقيمة 2 تريليون دولار فإبان إعلان جوجل لذلك، شهد سعر البيتكوين تراجعًا طفيفًا، لكنه سرعان ما تعافى. فظهور الحوسبة الكمية مثل Willow يُعد إنذارًا للمطورين ذلك لأنه يستطيع نظريًا كشف المفاتيح الخاصة لمحافظ البيتكوين، مما يجعل النظام بأكمله عرضة للخطر. فعلى الرغم من الجهود المبذولة لتطوير خوارزميات مقاومة للحوسبة الكمية، فإن التبني الواسع لهذه الحلول قد يستغرق سنوات. في الوقت نفسه، يجب على الصناعات الأخرى التي تعتمد على التشفير، مثل البنوك والدفاع، أن تعيد التفكير في استراتيجياتها.
أبرز كارلوس بيريز-ديلغادو، المحاضر في جامعة كنت، المخاطر الجسيمة التي قد تفرضها التطورات في الحوسبة الكمية، مثل شريحة Willow التي طورتها جوجل، على نظم التشفير الحالية. واعتبر أن حماية البيتكوين من هجوم كمي مستقبلي ستكون عملية شاقة ومكلفة للغاية. وأضاف محذرًا: “امتلاك حاسوب كمي متقدم اليوم يعني القدرة على السيطرة التامة على شبكة البيتكوين. ويرى خبراء الحوسبة أن البيتكوين، الذي وصل إلى قيمة قياسية تجاوزت 106000 دولار، قد يكون في مواجهة تهديد وجودي نتيجة لتطور الحوسبة الكمية، التي تملك القدرة على فك التشفير الأساسي للشبكة. وتشير دراسة أجرتها كلية الحوسبة في جامعة كنت بعنوان ” الفترة الزمنية المطلوبة لتحديث البيتكوين لمواجهة تهديدات الحوسبة الكمية ” إلى أن تحديث بروتوكولات البيتكوين لمواجهة هذا التهديد قد يستدعي إيقاف الشبكة بالكامل لمدة تصل إلى 76 يومًا، وهو سيناريو قد يكلف ما يقدر بنحو 912 مليون دولار. أما السيناريو الأكثر قابلية للتنفيذ، وفق الدراسة، فهو تخصيص 25% من خوادم الشبكة لإجراء التحديث، مع استمرار عمليات التعدين والتداول بوتيرة أبطأ. لكن في هذه الحالة، ستستغرق العملية قرابة 305 أيام، أي ما يعادل 10 أشهر، ما يشكل تحديًا كبيرًا للاقتصاد المرتبط بالبيتكوين. وأشار بيريز-ديلغادو إلى أن تكلفة هذا التوقف الكلي قد تكون “باهظة جدًا”، حيث تشير تقديرات مؤسسة Ponemon إلى أن ساعة واحدة من التوقف قد تكلف الشركات نحو 500,000 دولار. وأضاف أن هذه الأرقام تسلط الضوء على الأثر الاقتصادي الهائل لأي تحديث ضروري يهدف إلى تعزيز أمان الشبكة في وجه التطورات الكمية المتسارعة.
من ناحية أخرى، ورغم اعتراف مجتمع العملات الرقمية بالمخاطر النظرية للحوسبة الكمية، إلا أن الذعر لا يزال محدودًا. حيث يشير مطورون، مثل مؤسس الإيثيريوم فيتاليك بوتيرين، إلى إمكانية تحديث أنظمة البلوكتشاين لتكون مقاومة للتهديدات الكمية، على غرار تحديث Taproot الذي عزز أمان البيتكوين في عام 2021. حاليًا، يبدو أن التهديد بعيد المدى. ورغم أن إنجازات Willow مثيرة للإعجاب، إلا أنها تفتقر إلى التطبيقات التجارية الفورية. ويتفق الخبراء على أن صناعة العملات الرقمية لديها الوقت للتكيف قبل أن تشكل الحوسبة الكمية خطرًا حقيقيًا.
في المحصلة النهائية، قد لا تكون Willow قادرة على اختراق البيتكوين بعد، ولكنها وضعت الأساس لسباق بين الحوسبة الكمية وأنظمة الأمان التقليدية. بفضل قدرتها على إكمال عمليات حسابية في دقائق تستغرق الحواسيب الخارقة مليارات السنين لإتمامها. لا يمكننا بشكل قطعي التنبؤ ما إن كان بإمكان البيتكوين أن يتكيف بسرعة كافية لمواجهة تهديد الحوسبة الكمية، أم أن هذا التطور التكنولوجي سيغير موازين اللعبة بشكل لا رجعة فيه؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال