كيف يغير دمج التوأم الرقمي والذكاء الاصطناعي مستقبل الصناعة؟

تعتبر تقنية التوأم الرقمي أو ما يُعرف بمفهوم Digital Twin  واحدة من الابتكارات الحديثة التي تساهم في تحسين العمليات والإنتاجية في مجموعة واسعة من القطاعات.  وتعتمد هذه التقنية على إنشاء نموذج رقمي يعكس بدقة اجسام مادية أو نظم بفعالية، ويتم تحديثه ببيانات حقيقية من أجهزة الاستشعار IoT  (إنترنت الأشياء)، مما يمكن المستخدمين من محاكاة وتحليل الأداء والعمليات في الوقت الفعلي.

ويمكن أن تكون هذه النماذج عبارة عن منتجات، أو عمليات صناعية، أو حتى مدن بأكملها.  ويتم استخدام التوأم الرقمي في مجالات متعددة، مثل التصنيع والتطوير الهندسي والرعاية الصحية والنقل والطاقة والتسويق وغيرها من المجالات الأخرى.

وتتوسع تطبيقات تقنية التوأم الرقمي بسرعة كبيرة، حيث انه وفي مجال التصنيع، يمكن استخدام التوائم الرقمية للتحكم في خطوط الإنتاج وتحسين الجودة. وفي الرعاية الصحية، يمكن أن تساعد في تصميم خطط علاجية مخصصة. وفي النقل، يمكن استخدامها لتحسين حركة المرور وتخطيط المدن الذكية، وغير ذلك من الأمثلة.

وعند دمج تقنية التوأم الرقمي مع الذكاء الاصطناعي، تتضاعف الفوائد لتزيد من قدرة هذه الأنظمة على التحليل، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة كميات ضخمة من البيانات المُجمعة من خلال تقنية التوأم الرقمي لتقدم رؤى دقيقة، مما يساعد في اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتحسين الأداء.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكّن الذكاء الاصطناعي التوائم الرقمية من التعلم من البيانات وتحسين نماذجها بمرور الوقت. وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام خوارزميات التعلم العميق لتحليل البيانات التي يجمعها التوأم الرقمي والتنبؤ بالاعطال المحتملة للمعدات أو النظم، مما يقلل من فترات التوقف غير المخطط لها ويوفر تكاليف الصيانة الباهظة بعد الأعطال من خلال تنفيذ الصيانة الوقائية. وهذا بدوره يدعم تحسين الجودة والتفاعل الفوري مع المشكلات، خاصة في القطاعات الحساسة، مثل صناعة الطائرات والمركبات الفضائية، وفي مرحلة مبكرة اثناء التشغيل والتصنيع.

ويوفر دمج الذكاء الاصطناعي بالتوأم الرقمي كذلك تجربة مستخدم محسنة، حيث يمكن للعملاء والشركات مراقبة المنتجات والخدمات بشكل آلي. ويتيح هذا التكامل تطوير نماذج محاكاة متقدمة لتجربة المنتجات قبل التصنيع، مما يعزز الابتكار ويقلل من المخاطر، ويدعم التغييرات الجذرية في كيفية تصميم وإدارة العمليات الصناعية.

وفي الختام، دمج تقنية التوأم الرقمي مع الذكاء الاصطناعي يمهد الطريق لعصر جديد من الابتكار والكفاءة، مما يجعلها أداة قوية للعديد من الصناعات في المستقبل، حيث يتيح دمج التوأم الرقمي مع الذكاء الاصطناعي الاستفادة من البيانات والتنبؤات المتقدمة لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف. وتمتلك هذه التقنية القدرة على تحويل كيفية عمل المؤسسات وتقديم القيمة المضافة في ظل المنافسة المتزايدة في السوق.