الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نتقدم بالتهنئة ونبارك لوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – وللشعب السعودي الغالي، على الإنجاز العظيم باستضافة المملكة مونديال كأس العالم 2034.
استضافة المونديال لم تكن مجرد حلمٍ عابر، بل هي رؤية استشرافية غرستها قيادتنا الرشيدة في أرض الطموح وسقتها بعزيمة لا تعرف المستحيل تعززها همة طويق التي تعانق عنان السماء. إن إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن اختيار السعودية لتنظيم هذا الحدث العالمي الكبير هو محطة مشرقة في رحلة الوطن نحو التميز العالمي. ومع شعار “معًا ننمو”، انطلقت السعودية لترسم صورة جديدة للنمو والاستقرار والاستدامة في المحافل الرياضية، حيث يُعبر هذا الشعار عن إرادة السعودية لتحقيق أهداف وطنية تخدم العالم أجمع. ولعل التقييم التاريخي الذي حصل عليه ملف ترشيح السعودية، والذي بلغ 419.8 من أصل 500، يؤكد جدارة هذا الحلم السعودي.
على امتداد مساحات الوطن الشاسعة، تمتزج تفاصيل خطة الاستضافة مع عمق الجغرافيا وألوان الأرض والثقافة السعودية. عشر مدن ستشارك في دعم الحدث، ولن تقتصر مهمتها على الاستضافة الرياضية فحسب، بل ستكون نافذة تطل منها المنتخبات والجماهير على روعة الطبيعة السعودية وغناها الثقافي وشعبها الرائع. ستتحول هذه المدن إلى وجهات تقدم تجارب سياحية استثنائية، تمنح الزائرين ذكريات لا تُنسى عن هذه الأرض الخضراء.
وفي إطار الاستعدادات، وضعت السعودية خطة شاملة تستوعب جميع متطلبات الحدث، بدءًا من أكثر من 230 ألف غرفة فندقية مهيأة لاستقبال الوفود والجماهير، وصولًا إلى 132 موقعًا تدريبيًا مجهزًا بأحدث التقنيات. ولأول مرة في تاريخ البطولة، ستُتاح الفرصة لاستضافة 48 منتخبًا في دولة واحدة، وهو تحدٍّ كبير تتعامل معه السعودية بخطط دقيقة وبنية تحتية متميزة.
هذا الإنجاز لا يمكن فصله عن التحول الكبير الذي شهدته دولتنا في الأعوام الأخيرة. ففي عام 2023، قفزت السعودية إلى المرتبة 17 عالميًا في مؤشر التنافسية العالمية، بعد أن كانت في المركز 24 في العام السابق. كما حازت على المركز الثالث عالميًا في مؤشر نضج الحكومة الرقمية لعام 2022، مما يعكس تطورًا ملحوظًا في الأداء الحكومي والبنية التحتية الرقمية.
أما الملاعب التي ستحتضن الحدث، فهي ليست مجرد مساحات رياضية، بل هي إبداعات هندسية تمثل رؤية الدولة الطموحة. موزعة بين 8 ملاعب في الرياض، و4 في جدة، وواحد في كل من الخبر، أبها، ونيوم، وتلتزم هذه المنشآت بتوفير بيئة رياضية عالمية تراعي أعلى معايير المسؤولية الاجتماعية والاستدامة. كما يتضمن ملف الترشيح التزامًا واضحًا بحماية حقوق العمال، مكافحة العمل القسري وعمالة الأطفال، وضمان بيئة خالية من التمييز، بالإضافة إلى تسهيلات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
الاستدامة كانت وستظل حجر الزاوية في رؤية السعودية. من تحسين كفاءة الطاقة إلى اعتماد أساليب بناء مستدامة، ومن إطلاق مبادرات لإدارة النفايات إلى الاستفادة من البنية التحتية القائمة، وتسعى السعودية لتقديم نموذج جديد للتنظيم الرياضي يوازن بين النجاح البيئي والتميز الرياضي.
إن استضافة السعودية لمونديال 2034 ليست مجرد حدث رياضي، بل هي رسالة حضارية تبعثها دولتنا للعالم. إنها شهادة على أن الأحلام، حينما تتحد مع رؤية صادقة وجهود مستمرة، تتحول إلى واقع ينبض بالحياة. “معًا ننمو” هو أكثر من مجرد شعار، إنه وعد بمستقبل مشرق يزدهر فيه الجميع، ويُكتب فيه فصل جديد من تاريخ السعودية والعالم، معا ننمو ونصنع من المستحيل واقعا أخضر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال