عشر سنوات استعداداً لكأس العالم

كرة القدم هي أكثر من مجرد رياضة، فهي نشاط اقتصادي عالمي الأهمية، إذ تمثل اكثر من 50 بالمائة من مساهمة الرياضة في الاقتصاد العالمي، التي تقدرها بعض المصادر بأكثر من 2 ترليون دولار (مساهمة مباشرة وغير مباشرة ومستحثة).

يتحقق الأثر الاقتصادي لاستضافة مناسبة عالمية من هذا الوزن قبل وأثناء وبعد انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم في العام 2034؛ قبل عبر  الانفاق الرأسمالي والتشغيلي للتهيؤ لاستضافة البطولة، لتشييد والتي أبرز عناصر الاستادات الرياضة، ويلحق ذلك سلسلة لا تكاد تنتهي من المتطلبات لإقامة وتنقل وتدرب الفرق واستيعاب المشجعين من أنحاء العالم كافة، وهناك سياحة متخصصة جداً هي سياحة كرة القدم، ممارسوها يرتحلون لتشجيع انديتهم ومنتخباتهم حيثما لعيبوا، وثمة نطاق اوسع سياحة البطولات الرئيسة مثل بطولة كؤوس اوربا أو آسيا وبالتأكيد كأس العالم. وتحديداً ارتفع عدد سواح قطر بنسبة 150 بالمائة إلى 2.5 مليون شخص بسبب استضافتها لكأس العالم العام 2022، والأثر الاقتصادي وصل إلى 1بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي، فيما جلب تنظيم روسيا لكأس العالم العام 2018 زيادة في عدد السواح الدوليين بأكثر من 2 مليون سائح.

على رغم الأهمية البالغة للفعالية، فهي أكثر من مجرد استضافة لكأس العالم لكرة القدم التي تضم أعتى الفرق، فثمة بُعد آخر، وهو: “حالة الانفتاح والحوار الحضاري السعودي مع العالم، والذي يبرز الهوية ‎السعودية بكافة مقوماتها، وفي الوقت ذاته يَمد يديه للعالم بكل رحابة صدر، وتناغم حضاري وثقافي ومعرفي.

وعلى وجه التحديد فالتنظيم كأس العالم ثلاث منافع مباشرة رئيسة:

1.تنشيط السياحة، والسياحة الرياضية على وجه الخصوص، بما يساهم في تحقيق مستهدف 130 مليون سائح في العام 2034.

2.زيادة السعة الاقتصادية عبر تطوير البنية التحتية وشبكات المواصلات والاتصالات والخدمات اللوجستية، في المدن الخمس التي ستساهم في استضافة البطولة (الرياض-جدة-الخبر-ابها-نيوم)  ويساهم في تحسين بيئة الاستثمار في تلك المدن على الخصوص والمملكة عموماً.

3.تعزيز الانطباعات الايجابية عن المملكة وتمتين قوتها الناعمة وعلامتها الوطنية، والترويج عالمياً لحالة الانفتاح والتواصل الحضاري عالمياً.