الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعزز الحوكمة بدورها الأداء الفعال للمنظمات، وقد ظهرت العديد من النظريات للحوكمة، التي تشكل الأساس الذي تستند إليه المبادئ والآليات الحوكمية التي تهدف إلى تحقيق الشفافية، المسؤولية، الرقابة، والمساءلة في إدارة المنظمات.
فتعتبر الحوكمة إطار تنظيمي شامل يهدف إلى تحسين إدارة الموارد وضمان التوازن بين حقوق الأطراف المختلفة، فهي لا تسعى فقط لتحقيق مصالح الملاك والمساهمين، بل تمتد لتشمل حماية حقوق أصحاب المصالح الآخرين مثل الموظفين، العملاء، الموردين، وحتى المجتمع المحيط.
وغالبا ما يشغل تفكير الملاك والمستثمرين وأصحاب المصالح الأخرين، تسيير الأعمال بكل شفافية ومسؤولية وموثوقية، ومن هذا المنطلق جاءت الحوكمة ونظرياتها، فمن هذه النظريات المهمة نظريتي الوكالة والرعاية، حيث تعبران عن رؤيتين مختلفتين لكيفية إدارة العلاقات بين الأطراف المختلفة للمنظمات.
فنظرية الوكالة Agency theory استخدمت لتحليل العلاقة بين الأصيل (الملاك، المساهمين) والوكيل(مجلس الإدارة، المديرين)، على أساس أنها قائمة على عقد، وبناء على هذا العقد يعطي الأصيل الصلاحيات للوكيل لإدارة وتسيير أعماله نيابة عنه، وعليه يحدث الفصل بين الملكية والإدارة، وتفترض هذه النظرية أن الوكيل إنسان بطبيعة الحال سعيه الأول تحقيق مكاسب شخصية إن سمحت الفرصة، مما يجعل هذا الافتراض مبرر جيد لاحتمال وجود تضارب مصالح بين الأصيل والوكيل.
ويتمثل دور الحوكمة في معالجة نظرية الوكالة بواسطة تقليص فجوة تضارب المصالح بين الأصيل والوكيل من خلال وضع أنظمة وقوانين تضمن بأن تكون قرارات الإدارة متوافقة مع مصالح الملاك والأطراف الأخرى، فبالتالي فإن نظرية الوكالة أساس جوهري لفهم أهمية الحوكمة في تحقيق الشفافية والمسؤولية داخل المنظمات.
بينما نظرية الرعاية Stewardship theory تعمل بمبدأ أن المديرين أو المسؤولين التنفيذيين ليس بالضرورة وكلاء يعملون لمصلحتهم الشخصية على حساب أصحاب المصالح، إنما رعاة يكرسون جهدهم لتحقيق أهداف المنظمة ومصالح الأصليين ( المالكين، المساهمين)، وتفترض بأن المديرين ذوي مسؤولية وولاء تجاه الشركة وأصحاب المصالح ويعملون بدافع ذاتي يربط نجاح المنظمة بنجاحهم الشخصي.
وتقوم نظرية الرعاية على مبدأ الثقة بدلاً من الرقابة ومنح المديرين مزيد من الاستقلالية وتهيئة بيئة عمل تعزز الولاء والانتماء تجاه الشركة وأصحاب المصالح، مما قد وجه العديد من الانتقادات لها، والمتمثلة في المثالية الزائدة بمعنى أن (المديرين، المسيرين) يعملون بحسن نية دائما وهذا غير واقعي في جميع الحالات، كذلك قد يؤدي الاعتماد الكلي على الثقة إلى غياب آليات فعالة لاكتشاف سوء الإدارة أو الفساد، والتجاهل لتضارب المصالح المحتمل.
وعليه يمكن المقارنة بين نظرية الوكالة والرعاية على النحو التالي:
نظرية الوكالة | نظرية الرعاية | |
الافتراض الأساسي | تضارب المصالح بين الأصيل والوكيل. | تماسك المصالح بين المديرين والملاك. |
الرقابة | ضرورية. | غير ضرورية لأن المديرين يعملون بحسن نية. |
الدافع | مصلحة شخصية محتملة. | ولاء للشركة والهدف المشترك. |
الثقة | مقيدة. | غير مقيدة. |
بناء على ما سبق، نجد أن نظرية الرعاية نموذج يركز على تعزيز الثقة والولاء بين الملاك والمديرين، مع افتراض أن المديرين يعملون لصالح الشركة بدافع المسؤولية الذاتية، في المقابل، تعتمد نظرية الوكالة على وضع أنظمة وآليات رقابية لضمان توافق قرارات الإدارة مع مصالح الملاك والمستثمرين، وبذلك، تبرز كلا النظريتين اطار ووجهة نظر مختلفة لإدارة العلاقات للمنظمات.
“اختيار نظرية الحوكمة المناسبة يعتمد على طبيعة الشركة وبيئتها وأهدافها”
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال