الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نحن في بداية عام جديد عام 2025م، وفي بيئة تتشكل، ونتفاعل فيها ونؤثر ونتأثر، وفي عصر تتسارع فيه وتيرة المعلومات وتتداخل فيه الوسائل الإعلامية بشكل متزايد وبشكل متشابك يصبح من الضروري أن نكون واعين للمسؤوليات المترتبة على استخدام هذه الوسائل، حيث أصبح الإعلام يلعب دورًا محوريًا في تشكيل الوعي العام وتوجيه الآراء. لقد انتقل الإعلام من كونه مجرد وسيلة لنقل الأخبار والمعلومات إلى كيان مؤثر قادر على تشكيل الحقائق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، حيث هذا التحول والتأثير لم يكن عفويًا او بمحض الصدفة كما يعتقد البعض، بل جاء نتيجة للتطور التكنولوجي والرقمي الكبير الذي أتاح للأفراد الوصول إلى المعلومات بسهولة وسرعة فائقة.
اليوم، نجد أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت منصة لنشر الأفكار والتوجهات، وأحيانًا تساهم في تشكيل الرأي العام بطرق غير مسبوقة. لذا، فإن فهم كيفية تأثير الإعلام في المجتمع أصبح أمرًا ضروريًا، ونود نشير في مقالنا هذا وبشكل مبسط إلى رحلة الإعلام من التحول إلى التأثير في المملكة العربية السعودية، ومن خلال عدة محاور رئيسية:
المحور الأول: شهدت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تحولاً كبيراً في مشهد الإعلام وفي ظل رؤية 2030 الطموحة، ومع دخول وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الأفراد قادرين على نشر المعلومات والأخبار بشكل فوري في ظل حراك غير مسبوق في كافة المجالات، مما أتاح لهم المشاركة الفعالة في الحوار العام، حيث هذه المنصات لم تقتصر فقط على نقل الأخبار، بل أصبحت أدوات للتعبير عن الآراء والمشاركة في القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
المحور الثاني: هناك عوامل متعددة ساهمت في هذا التحول، منها الانفتاح الاقتصادي والثقافي الذي تشاهده بلادنا المباركة، والذي يعكس رؤية 2030، وهذه الرؤية تهدف إلى تعزيز التنوع والشمولية في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الإعلام. كما أن زيادة الوصول إلى الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة قد ساهمت مساهمة كبيرة في تعزيز الوعي الإعلامي والاجتماعي بين الشباب، حيث الشباب يشكلون نسبة كبيرة من ناحية ديموغرافية، مما أدى إلى زيادة تأثيرهم في تشكيل الرأي العام.
المحور الثالث: من المهم أن نكون واعين لتأثيرات الإعلام في حياتنا اليومية المتسارعة، حيث يتطلب ذلك تطوير مهارات التفكير النقدي والقدرة على تحليل المعلومات بشكل موضوعي، ويجب على الأفراد اليوم أن يكونوا حذرين كل الحذر من الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة، والشائعات المقرضة، وأن يسعوا إلى مصادر موثوقة وهي كثيرة ولله الحمد والشكر، ومن خلال تعزيز الوعي الإعلامي، يمكننا الاستفادة من الإعلام كأداة للتغيير الإيجابي والمشاركة الفعالة في مجتمعنا الذي له حق علينا.
كما ان الإعلام يلعب دورًا حاسمًا ومحوريًا في تشكيل الأفكار والمعتقدات، حيث يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي من خلال تقديم معلومات موثوقة من مصادرها، وتعزيز القيم الإيجابية، أو بشكل سلبي من خلال نشر معلومات مضللة أو تعزيز الصور النمطية السلبية. للتفاعل مع هذا التأثير بوعي، يجب على الأفراد تطوير مهارات التفكير النقدي، مما يسمح لهم بتقييم المعلومات بشكل أفضل والتمييز بين المصادر الموثوقة وغير الموثوقة. كما يمكن تعزيز المسؤولية من خلال المشاركة في مناقشات بناءة ومشاركة المعلومات الإيجابية مع الآخرين، مما يساهم في خلق بيئة إعلامية صحية.
ونود في مقالنا هذا ان نطرح بعض التوصيات، حيث نوصي بتعزيز التعليم الإعلامي في كافة مساراته الحيوية، وعلينا إدخال برامج تعليمية في المدارس والجامعات لتعزيز الوعي الإعلامي وتمكين الأفراد من تحليل المحتوى الإعلامي بشكل نقدي. كما نوصي بالاستمرار في تشجيع المسؤولية الاجتماعية، حيث يجب على وسائل الإعلام اليوم أن تتحمل مسؤولياتها في تقديم معلومات دقيقة وغير مضللة، مع الالتزام بأخلاقيات المهنة. ايضا، نوصي بتنمية مهارات التفكير النقدي، وعلى الأفراد ممارسة التفكير النقدي عند استهلاك المحتوى الإعلامي، من خلال التحقق من المصادر وفهم السياقات. كما نوصي بدعم الإعلام المستقل، وتشجيع ودعم وسائل الإعلام المستقلة التي تسعى لتقديم محتوى موضوعي وغير متحيز. أخير نوصي بالمشاركة الفعالة، ويجب على الأفراد المشاركة في النقاشات العامة ومشاركة المعلومات المفيدة لتعزيز الوعي الجماعي، كذلك نأمل من جميع الجهات الإعلامية العمل المشترك الجماعي لصناعة إثر ملموس.
ونؤكد، في ظل التحول إلى إعلام مؤثر يجب علينا التركيز على الإعلام المواطن، ويعتبر الإعلام المواطن أداة قوية لتعزيز المشاركة المجتمعية وتمكين الأفراد من التعبير عن آرائهم ومشاركة تجاربهم، حيث يمكن أن يساهم مساهمة كبيرة في نشر الوعي حول القضايا المحلية ويعزز من الشفافية والمساءلة.
وبناءً على ما ذكر أعلاه، يتضح أن للإعلام قدرة كبيرة على تشكيل الأفكار والمعتقدات والتأثير، مما يستدعي منا كأفراد أن نتفاعل بوعي ومسؤولية مع هذا التأثير. من خلال تعزيز التعليم الإعلامي، ودعم المسؤولية الاجتماعية، والعمل التطوعي، وتنمية مهارات التفكير النقدي، يمكننا اليوم أن نساهم في خلق بيئة إعلامية أكثر إيجابية وفاعلية. ونؤكد في مقالنا هذا إن الوعي والإدراك هما المفتاحان لتوجيه تأثير الإعلام نحو الخير، مما يساعد في بناء مجتمع أكثر وعيًا وتفهمًا مع القضايا الاجتماعية المتسارعة والمتجددة في عالم مؤثر وفي نفس الوقت يتشكل ويتطور بشكل متسارع.
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال