الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
صناعة المحتوى تُعد من المجالات الحديثة والمتطورة، التي تتزايد أهميتها في ظل التحول الرقمي الكبير وزيادة الاعتماد على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعتمد هذه الصناعة على قدرة الأفراد أو المؤسسات على ترك أثر مستدام في مجتمعهم أو مجال عملهم، مما يجعلها مسارًا متميزًا للأشخاص الطموحين الذين يرغبون في تحقيق تأثير إيجابي ومستدام. لاشك أن صناعة المحتوى تجمع ما بين الشغف والقدرة على الإبداع والقيادة، ويمكن أن تكون قوة إيجابية لتغيير وتطوير المجتمع والاقتصاد نحو الأفضل إذا تم استخدام منصاتهم بمسؤولية. صناع المحتوى أصبحوا جزء لا يتجزأ من المشهد الإعلامي والاجتماعي، ويمكن أن يكون لهم تأثيرات عميقة ومتنوعة على المجتمع والاقتصاد، ويعتمد هذا النوع من الأثر على كيفية استخدامهم لمنصاتهم وقوة وصولهم للجمهور. في المقابل، من الممكن أن يكون لهم تأثير سلبي إذا لم يتم تنظيم هذا المجال والتعامل معه كسائر المسارات المهنية، وهنا يأتي دور الأطراف المعنية في تحقيق التوازن الذي يضمن تعظيم الفوائد وتقليل الأضرار من خلال العمل تحت مظلة واضحة لصناع المحتوى.
التوظيف الذاتي من خلال إنشاء محتوى مؤثر وجيد يخدم المجتمع والاقتصاد على منصات التواصل الاجتماعي من الممكن أن يساهم في تحقيق دخل ثابت أو متزايد لصانع المحتوى من خلال الشراكات التجارية والإعلانات والتسويق، أيضاً يمكن الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي التي تتيح فرصة تقاسم الأرباح مع صانع المحتوى مع ضرورة الالتزام باللوائح المتعلقة بالمحتوى الرقمي والإعلانات لضمان عدم التعرض لمخالفات. مع التحول الرقمي، تزايد الطلب على المحتوى في قطاعات مختلفة مثل التعليم، التسويق، والترفيه، كما يمكنه بناء هوية خاص به، مما قد يفتح أبواباً للاستفادة التجارية من خلال إطلاق مشاريع، أو منتجات خاصة. في المقابل هناك عدد من المساوئ في هذا المجال مثل انتشار المحتوى الغير هادف أو الضار، والتأثير السلبي على الأفراد، مثل التوقعات غير الواقعية عن الحياة المثالية أو النجاح، والترويج للاستهلاك المفرط، والاعتماد على أساليب دون قيمة حقيقية لتحقيق الانتشار.
لاشك أن المملكة لديها تشريعات واضحة وآليات رقابية ومتابعة واضحة للمحتوى الرقمي وما يتم تقديمه من قبل صناع المحتوى لمكافحة المحتوى الضار والمسيئ للمجتمع والاقتصاد، ولتطوير هذا الجانب وتحقيق الفائدة المرجوة منه من تعزيز القيم الإيجابية، وخلق فرص جديدة وزيادة دخل الأفراد والشركات، وتسليط الضوء على التراث والثقافة السعودية، هناك حاجة لتقديم برامج تدريبية متخصصة بالتعاون مع المعاهد والجامعات والمؤسسات الإعلامية لتطوير مهارات الإنتاج والتحرير والتسويق الرقمي، وتقديم ورش تدريبية تركز على إنتاج محتوى عالي الجودة، واحترام حقوق الملكية الفكرية، وتعزيز أخلاقيات صناعة المحتوى، مع ضرورة تشجيع التخصيص في مجالات محددة مثل التعليم والتقنية والصحة وريادة الأعمال لرفع جودة المحتوى. تشجيع التعاون مع الشركات والمؤسسات لتوفير فرص تسويقية لصناع المحتوى مع تحقيق فوائد اقتصادية متبادلة، وإنشاء حاضنات ومسرعات أعمال لدعم الأفكار الإبداعية في مجال صناعة المحتوى مع تشجيع المحتوى ذي الفائدة الاقتصادية.
التوظيف الذاتي من خلال صناعة المحتوى فرصة واعدة للراغبين في استثمار مواهبهم وشغفهم في بناء عمل مستقل مثل منشئوا المحتوى عبر اليوتيوب، والمدونون والبودكاست، ومع التخطيط الجيد والالتزام بتطوير المهارات، يمكن أن يكون هذا المسار المهني مصدرًا مستدامًا للدخل ويوفر لصاحبه حرية العمل والإبداع. للقيام بذلك لابد من الراغب في الاستفادة اقتصادياً من هذا المجال، تحديد مجال التخصص الذي يلبي شغفه ومهم بالنسبة للجمهور، بمعنى هناك احتياج أو طلب على هذا النوع من المحتوى المقدم، إنشاء خطة عمل واضحة بدءً من الأهداف، وتحليل الجمهور، واختيار المنصة المناسبة لنوع المحتوى، واستثمار الأدوات والتقنيات، والتي قد يحتاج لدورات أو شهادات مهنية فيها مثل شهادات في التسويق الرقمي وإدارة المحتوى، البعض منها مقدم من قبل بعض المنصات، وشهادات في التصميم وتحرير الوسائط، وفي الكتابة وصناعة المحتوى الإبداعي، وذلك لإنشاء محتوى ذو قيمة بالتركيز على جودة المحتوى وقيمته للجمهور، مع المحافظة على التفاعل والاستمرارية في نشر المحتوى. أخيراً، التوظيف الذاتي في مجال صناعة المحتوى أصبح من أكثر الأنماط شيوعًا، حيث يتيح للأفراد فرصة إنشاء مصادر دخل مستقلة دون الحاجة إلى الالتزام بوظيفة تقليدية، وذلك من خلال استثمار المهارات الشخصية والتقنيات الحديثة، يمكن لصناع المحتوى تحويل شغفهم إلى عمل مربح ومستدام.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال