الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
موافقة مجلس الوزراء السعودي الموقر على السياسة الوطنية للقضاء على العمل الجبري الاسبوع الماضي، والتي تأتي ضمن جهود المملكة المستمرة لحماية حقوق القوى العاملة وتوفير بيئة عمل آمنة وعادلة لجميع العاملين، مما يعزز من كفاءة وإنتاجية القوى العاملة وبالتالي ينعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني، جاءت متزامنة مع الاجواء الباردة الشديدة التي تمر على المملكة خاصة المناطق الشمالية، والتي اعادت بي الذاكرة لمرحلة الدراسة الابتدائية في إحدى قرى منطقة الجوف- النبك ابو قصر.
كانت درجة الحرارة تلامس الصفر او ادنى، حتى أننا لا نستطيع أن نكتب بسبب تصلب (تيبس) أصابعنا من شدة الصقيع حتى الى الحصة الثالثة. لدرجة أن أستاذنا الفلسطيني القدير من الخليل – جزاه الله عنا خيرا – يرأف بحالنا ويخرجنا لنتشمس للحصول على بعض الدفء، كما كان مدير المدرسة آنذاك، أستاذنا القدوة مقبل الموينع – رحمه الله – يغض النظر عن هذه الممارسة الإنسانية التي كانت تهدف إلى تخفيف معاناة الطلاب من البرد الشديد.
كانت تلك الأيام مليئة بالتحديات، ولكن أيضًا بالذكريات الجميلة. كنا ندرس في فصول بسيطة، ولكن كان هناك دفء إنساني كبير بين الطلاب والمعلمين. كانوا أساتذتنا مثالاً على التفاني والإخلاص، حيث كانوا يرأفوا بحالنا ويهتموا بنا ويحاول تخفيف معاناتنا من البرد القارس.
هذه الذكريات ليست فقط عن الصعوبات التي واجهناها، بل أيضًا عن اللحظات الجميلة التي عشناها معًا. كانت هناك لحظات من الفرح والضحك، رغم الظروف القاسية. هذه الذكريات تبقى محفورة في قلوبنا، وتذكرنا بأهمية التعليم وقيمة المعلمين الذين يبذلون جهدهم لتجاوز كل العقبات من أجل تعليمنا.
وفي نفس الوقت نستشعر بحاجة ملحة لوضع ضوابط لحماية العاملين الذين يعملون في الصباح الباكر في الأجواء الباردة الشديدة، أسوة بما تم عند درجات الحرارة العالية في فصل الصيف. لعل السياسة الوطنية للقضاء على العمل الجبري تعالج العمل في الظروف الشتوية القاسية كتحديد حد أدنى لدرجة الحرارة المئوية الذي يحظر العمل فيه، أو حظر العمل لفترة معينة خلال اليوم عندما تكون درجات الحرارة متدنية جدا، مما يعزز هذه السياسة ويساهم في الحفاظ على صحة العاملين وسلامتهم وزيادة إنتاجيتهم.، والله من وراء القصد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال