الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
“قطاع المعادن في السعودية نفط آخر غير مستغل٬ ومخطط له أن يمثل الركيزة الثالثة للصناعة السعودية إلى جانب النفط والغاز والبتروكيماويات٬ لتسهم في تحقيق مزيد من الرخاء. وتتماشى أهدافها بشكل كبير مع الاستراتيجية التنموية للمملكة٬ المتمثلة في تنويع مصادر الدخل وتوفير فرص العمل والتنمية الشاملة”
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز
أصبح منتدى مستقبل التعدين في الرياض أحد أبرز المؤتمرات العالمية في مجاله حيث يجمع نخبة من الحضور المتميزين ويسلط الضوء على أحدث التقنيات ويقدم استشراف لمستقبل القطاع ويربطه بأبرز القطاعات الاقتصادية وكافة جوانب الحياة. ولاشك أن تنظيم مؤتمر بهذا المستوى به آلاف الزوار من المملكة وخارجها يتطلب مجهودا كبيرا وشهد بالفعل تطورا ملحوظا في كل نسخة حتى وصلنا منذ أيام لنسخته الرابعة حيث شاركت 85 دولة في الاجتماع الوزاري و50 منظمة دولية و15 ألف زائر و250 متحدث٬ ليصبح من أهم الفعاليات في الرزنامة الاقتصادية للمملكة وأثقلها وزناً للقطاع عالمياً. ويُبرز هذا الحدث أهمية التعدين في دعم قطاع الطاقة، وتعزيز الابتكار والاستكشاف ومناقشة التحديات والحلول وعقد الشراكات مما يضع المملكة كلاعب رئيسي في القطاع على مستوى العالم.
وهنا نلخص بعض المحاور للنسخة الرابعة من المؤتمر في ثلاث جوانب رئيسية:
أولا: التعدين والطاقة
يُعتبر التعدين عنصراً لا غنى عنه لقطاع الطاقة، حيث يزوّده بالمواد الخام الضرورية لإنتاج الطاقة ونقلها وتخزينها. ولأن الاستدامة بكل جوانبها عنصرا رئيسيا في مشاريع الدولة و رؤية 2030 فإن معادن مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل تُعد مكونات أساسية للبطاريات المستخدمة في تقنيات الطاقة المتجددة. وللوصول الى مستهدف الحياد الصفري الكربوني (قيمة صفرية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون) فإن المملكة بحاجة الى 4 أضعاف مقدار الاحتياجات المعدنية لتقنيات الطاقة النظيفة و50 منجما لليثيوم و 60 منجما للنيكل و17 منجما للكوبالت. وقد ركز سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان من خلال كلمته المؤتمرعلى ذلك، فإن النحاس والعناصر الأرضية النادرة تُستخدم في بناء البنية التحتية للشبكات الذكية والمركبات الكهربائية، وهي عوامل أساسية لدعم التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة. وتأتي أهمية منتدى مستقبل التعدين هنا لتسليط الضوء على هذه الروابط، والتأكيد على دور التعدين في تحقيق أمن الطاقة ودعم التوجه العالمي للطاقة الخضراء.
ثانياً: التعدين والتقنية
شهد قطاع التعدين تحولاً جذرياً في عملياته وكفاءته بفضل دمج التقنيات المتقدمة، مما يعزز من سلامته واستدامته. فمثلاً تعمل الأتمتة مع الحواسيب الكمية والذكاء الاصطناعي ومنظومة البلوكشين على تطوير وتسريع اكتشاف الموارد واستخراجها ومعالجتها٬ مما يسهم في خفض التكاليف التشغيلية ويقلل من التأثيرات البيئية ويعزز الاستدامة.
ثالثاً: اقتصاديات التعدين
مع نمو الاقتصادات العالمية، يتزايد الطلب على المعادن كمورد اقتصادي أساسي٬ حيث أن المعادن عنصر حيوي في الصناعات التحويلية والبناء٬ من الهواتف الذكية وحتى البنية التحتية، يعتمد العالم الحديث بشكل كبير على توفر إمدادات موثوقة من المعادن المختلفة. وأبرز المنتدى الحاجة الملحة لتحقيق توازن بين هذا الطلب المتزايد والممارسات المسؤولة والمستدامة، مشدداً على أهمية السياسات والشراكات التي تضمن استدامة الموارد وحماية البيئة على المدى الطويل. ويهدف نظام الاستثمار التعديني الجديد لاستقطاب وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية حيث يسمح بتأسيس شركات أجنبية 100٪ مع فرص الحصول على تمويل من صندوق التنمية الصناعية واستفادة من فترة إعفاء للمناجم الجديدة تصل إلى 5 سنوات وخصم يصل إلى 90٪ على عائدات المعادن للبيع المحلي أو تطوير الصناعات التحويلية محلياً.
واتفق الجميع على أن المملكة العربية السعودية تقدمت في هذا الجانب بسرعة لتصبح لاعباً رئيسياً في منظومة التعدين العالمية، مستفيدة من مواردها المعدنية الهائلة واستراتيجيتها تحت رؤية 2030 ٬ حيث توجد حالياً 38 مبادرة لإرساء قواعد قطاع تعدين حيوي ومستدام. ويبرز منتدى مستقبل المعادن التزام المملكة بالتعدين المستدام، والابتكار التكنولوجي، والشراكات الدولية. ومن خلال جذب المستثمرين العالميين وتبادل الخبرات، تهدف المملكة إلى المساهمة بشكل كبير في سلاسل الإمداد العالمية مع تعزيز التنوع الاقتصادي والتنمية المستدامة. وهذا الربط تم بفضل تضافر الجهود بين الوزارات والهيئات وصناع القرار في وزارة الصناعة والطاقة والمالية والاستثمار والنقل وغيرها من الجهات التي رسمت توجهاً واضحاً تسير من خلاله نحو تحقيق الرؤية وجعل قطاع التعدين من أبرز ركائز الاقتصاد السعودي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال