الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عالم يتزايد فيه الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية، تعتبر سلامة وأمان مراكز البيانات أمر حيوي، وذلك لأنه إذا هاجم أحد الهاكرز مراكز البيانات الكبرى على مستوى العالم، فإن العواقب قد تكون كارثية.
وفعليا، فإن حساب الاحتمالية الدقيقة لهجوم سيبراني على مراكز البيانات الكبرى عالميا هو أمر معقد ولا يمكن تحديده بسهولة بسبب عوامل متعددة، بما في ذلك الطبيعة المتطورة للتهديدات السيبرانية، وفعالية تدابير الأمان، والمنظومة التكنولوجية المتغيرة باستمرار.
وبشكل عام، فإن مراكز البيانات تحتوي على معلومات حيوية تسهل الخدمات التي يعتمد عليها الملايين من البشر يوميا. وعلى سبيل المثال، تدير شركة أمازون شبكة واسعة من مراكز البيانات كجزء من البنية التحتية لخدمات أمازون ويبAWS ، وتوجد مراكز البيانات في مناطق مختلفة حول العالم مثل امريكا الشمالية واوروبا واسيا والشرق الاوسط. وقد حدثت بالفعل العديد من الهجمات السيبرانية لبعض تلك المراكز في الاعوام 2017 و 2021 وغيرها من الأعوام، وتسببت في اضرار كبيرة حينها.
وتكررت ايضا مثل تلك الهجمات على مراكز البيانات الخاصة بالعديد من الشركات العالمية الكبرى الأخرى.
ولتصور مدى فداحة الخسائر الممكنة… سوف اسرد بعضها..
قد يؤدي مثل هذا الهجوم إلى تعطيل كل شيء من خدمات السحابة إلى المعاملات المالية، مما قد يسبب فوضى واسعة النطاق. وفي البداية، سيكون التأثير الفوري على توفر البيانات، لأن مع تعرض البيانات الحيوية للاختراق، قد تواجه الشركات فترة توقف كبيرة، مما يؤدي إلى خسائر فادحة في الإيرادات وثقة العملاء. كما ستكون الصناعات التي تعتمد بشكل كبير على البيانات في الوقت الفعلي، مثل المالية والرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية، عرضة للخطر بشكل خاص، وقد تشهد الأسواق المالية تقلبات شديدة حيث تتعطل منصات التداول، بينما قد تواجه المستشفيات صعوبة في الوصول إلى سجلات المرضى، مما يعرض الأرواح للخطر.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الهجوم إلى تأثير متسلسل على سلاسل الإمداد العالمية، وذلك لأن العديد من الشركات الكبرى تستخدم مراكز البيانات المركزية لإدارة المخزون واللوجستيات، ويمكن أن يؤدي انقطاع الخدمة إلى توقف خطوط الإنتاج، وتأخير الشحنات، وظهور نقص في السلع الأساسية. وبالتالي، قد تكون العواقب الاقتصادية عميقة، مما قد يؤدي إلى ركود بينما تكافح هذه الشركات تداعيات الهجوم.
وبالإضافة إلى الاضطرابات التشغيلية الفورية، قد تؤدي هجمات الفيروسات على مراكز البيانات إلى تغييرات طويلة الأمد في بروتوكولات الأمن السيبراني، ومن المحتمل أن تعيد الشركات تقييم مدى تعرضها لمثل هذه الهجمات، مما يؤدي إلى زيادة الاستثمارات في تدابير الأمن، وأنظمة النسخ الاحتياطي، وحلول تخزين البيانات الموزعة. وقد يدفع مثل تلك الاختراقات أيضا الحكومات إلى تنفيذ لوائح أكثر صرامة بشأن أمان البيانات وحماية البنية التحتية الحيوية.
واخيرا وليس اخرا، قد تتآكل ثقة الجمهور في التكنولوجيا، لأنه ومع زيادة وعي الأفراد بالمخاطر، قد يترددون في اعتماد التقنيات الناشئة، مما يعيق الابتكار والنمو. وبالتالي، يمكن أن يؤدي فيروس او هجمات تستهدف مراكز البيانات إلى اضطرابات واسعة النطاق، وتداعيات اقتصادية، وإعادة تقييم لممارسات الأمان الرقمي، مما يبرز الحاجة إلى دفاعات قوية مستدامة في عالمنا المترابط.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال