هذا واجبنا . . هذه اخلاقنا 

في استدامة جديرة بالاحترام والتقدير حافظت  بعض المجموعات والشركات على استمرارها في تنفيذ برامج ومبادرات المسؤولية الاجتماعية رغم خفوت الأصوات الصحافية والشعبية التي تنتقد من لا يقوم بواجبه تجاه المجتمع، وكرست بعض الشركات اسمها مقرونا ببرامج كبيرة ومستدامة لإسكان العائلات الفقيرة، او تعليم الايتام، او الإثراء الثقافي، او تبني بعض الجمعيات المتخصصة طبيا او علميا، والامثلة كثير.

هذه الشركات انتقلت من مرحلة “الواجب” الى مرحلة ” الأخلاق” فهي وان كان بعضها في قطاعات يلزمها المشرع بتضمين تقرير المسؤولية الاجتماعية في تقاريرها السنوية، الا انها ادركت الفرق بين المسؤولية الاجتماعية الواجبة وتلك المتجاوزة الى تمثيل اخلاق ملاك او مدراء المنشأة المنبثقة من اخلاقنا الإسلامية واخلاق وثقافة المجتمع ولسان حالهم يقول ” هذا واجبنا وهذه أيضا اخلاقنا”.

رغم أهمية القيمة الاقتصادية او التجارية والربح والخسارة في تقييم أداء الشركات، الا ان هناك قيم أخرى تسهم في خدمة المجتمع والارتقاء بحياته، وتعزز القيم الثقافية والاجتماعية والإنسانية، وهي القيم التي تعتبر المسؤولية الاجتماعية من أهم العوامل المستخدمة لقياسها ضمن قياس أداء الشركات والمؤسسات. 

قيم الشركة او المنشأة هي مجموعة مبادئ استرشاديه تشكل هوية الشركة، وترتبط عادة بالمجتمع الذي تتواجد به أو البيئة المحيطة بها أو الأطراف الذي يطلق عليهم في لغة الاعمال “أصحاب المصلحة” وأحد المعاني المتعارف عليها لقيم الشركات هو أنها المعايير الأخلاقية للمديرين، حيث يعرف بعض المتخصصين قيم الشركات بأنها “النتيجة الحتمية لإدارة المالكين والمديرين والأطراف المعنية. والنتيجة ليست فقط ناتج الشخصية الأخلاقية لهؤلاء اللاعبين، ولكن أيضا طبيعة الحوكمة/ الإدارة الجيدة بينهم”، ومن يطبقون ذلك على ارض الواقع هم من اشرت اليهم أعلاه ويعرف المجتمع ومؤسساته ما يقومون به حتى لو لم يأخذوا حقهم الإعلامي المنصف او كان التقصير الإعلامي سببه ضعف الاتصال او تقليديته لديهم.

المسؤولية المجتمعية التزام وواجب أخلاقي يجب ان لا يشهد أي تراجع مثل الملاحظ اليوم في كثير من الشركات الريادية الجديدة، والتطبيقات والتجارة الالكترونية التي تديرها شركات أصبحت كبيرة الحجم وتحقق المليارات ولم نرى على ارض الواقع، او حتى نسمع إعلاميا واعلانيا منها ما يوحي بوجود إدارات مسؤولية اجتماعية لديهم تنفذ أي برامج او مبادرات تنفع المجتمع وتدعم الفئات الأقل حظا او تتبنى قضية معينة او مسارا محددا لتؤدي واجبها، وتعبر عن اخلاقها.