الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعاني العديد من الدول النامية من تحدي الانفجار السكاني حيث يزداد عدد المواليد وتقل معدلات الوفيات بشكل كبير ومما يؤدي إلى فجوة متزايدة بين عدد السكان والموارد المتاحة. هذا الواقع يفاقم مشكلات الفقر وينتج عنه أزمات اقتصادية واجتماعية كبيرة. وتساهم عوامل أخرى مثل انتشار الأوبئة والحروب وضعف النمو الاقتصادي في زيادة معدلات الفقر وعدم الاستقرار.
تعاني الميزانيات العامة في الدول النامية من ضغوط هائلة بسبب الحاجة لتلبية احتياجات السكان الأساسية بدلاً من التركيز على إقامة مشاريع اقتصادية وتنموية طويلة المدى. وهذا يؤدي إلى تقويض فرص تحسين بيئة الاستثمار والنهوض باقتصادات هذه الدول.
وبناء على تحليل حديث للبنك الدولي وهو أنه يمكن للبلدان الأشد فقراً أن تنتقل إلى تصنيف البلدان متوسطة الدخل في غضون 25 عاماً ولكن يتطلب هذا تحسين السياسات الاقتصادية وزيادة الدعم الخارجي. ويشير التقرير إلى أن نحو 40% من سكان العالم في البلدان الفقيرة ينفقون أقل من 2.15 دولار يومياً. ومن بين الدول منخفضة الدخل البالغ عددها 63 دولة، حققت 39 دولة، مثل الهند وإندونيسيا وبنغلاديش تقدماً ملحوظاً حيث تجاوز الدخل السنوي للفرد 1145 دولاراً في حين بقيت دول أخرى مثل جنوب السودان وسوريا دون تقدم يذكر بسبب الصراعات والأزمات الاقتصادية.
في المقابل تقدم رؤية السعودية 2030 نموذجاً يُحتذى به للدول النامية التي تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية. تهدف الرؤية إلى تحقيق تنويع اقتصادي شامل وتقليل الاعتماد على النفط من خلال الاستثمار في القطاعات غير النفطية مثل الصناعة والسياحة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة.
تتبنى السعودية نهجاً شاملاً للتنمية المستدامة حيث تركز على تحسين جودة الحياة للمواطنين وتعزيز كفاءة استخدام الموارد لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاحتياجات الاجتماعية. وتشجع الرؤية للاستثمارات الأجنبية والمحلية من خلال سياسات ضريبية محفزة ومبادرات اقتصادية مبتكرة.
يمكن للدول النامية الاستفادة من تجربة السعودية في تنويع مصادر الدخل ودعم القطاعات الواعدة. حيث تدرك رؤية 2030 أهمية تطوير الموارد البشرية من خلال التعليم والتدريب لتعزيز الإنتاجية. كما أن تحقيق التنمية المستدامة يتطلب تقليل الصراعات السياسية والاجتماعية وهو ما يمكن أن يساعد الدول النامية مثل السودان وسوريا على تحقيق استقرار اقتصادي.
أكد البنك الدولي أن السنوات القادمة تمثل فرصة ذهبية للبلدان النامية لتحقيق تقدم اقتصادي مشيراً إلى أهمية التعاون الدولي والمساعدات الخارجية لتحفيز النمو. وهذا يتماشى مع رؤية السعودية التي تولي أهمية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لدعم التنمية المستدامة.
أخيراً تواجه الدول النامية تحديات كبرى مثل الانفجار السكاني والفقر وهنا يمكنها الاستفادة من تجارب دول مثل السعودية التي نجحت في وضع رؤية استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة. رؤية السعودية 2030 تقدم خريطة طريق للدول النامية للتغلب على تحدياتها الاقتصادية والاجتماعية مع التركيز على الاستثمار في المستقبل وتحقيق التوازن بين متطلبات الحاضر واحتياجات الأجيال القادمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال