الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
*التعريف الشائع لاقتصاد صناعة المحتوى (Creator Economy) أو اقتصاد المبدعين، هو مصطلح يصف العملية المالية التي يكسب من خلالها صنّاع المحتوى وروّاد العمل الإلكتروني المال مقابل عرض إبداعاتهم اسفيريا.
*لن أبالغ إذ قلت إن رؤية السعودية 2030 في الأصل حالة إبداعية أكثر من كونها استشرافية تتعاطى مع المستقبل ومتغيراته، مجرد التفكير في الانعتاق من اقتصاد النفط إلى اقتصاد الواقع تديره الدولة برؤيتها الخاصة وليس ما تمليه مدارس الاقتصاد الأخرى، من هنا جاز لنا أن نصف هذا التحول بالإبداع ويا له من إبداع.
*صحيح إن اقتصاد المبدعين يؤثر بشكل ملموس على وسائل الإعلام التقليدية نظراً لحجم محتواه الضخم؛ والمحتوى الذي ينتجه المبدعون، نحن نتحدث هنا عن المحتوى الهادف الذي يعزز الوعي ويشجع على التفكير ويوفر قيمة مضافة للمستخدمين والشركات على حدٍ سواء، وبالتالي وفي بلد مبدع مثل المملكة نتوقع أن يجد هذا الضرب من الاقتصاد دعما كبيرا من الجهات المختصة، بالصورة التي تجعله يساهم جنبا إلى جنب في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 الهادفة لتنويع الاقتصاد.
*تحولات كبيرة يشهدها “اقتصاد المبدعين”، حيث يُتوقع أن تصل قيمته عالميا إلى 480 مليار دولار بحلول عام 2027، ويرجع ذلك لمنصات المحتوى الرقمي مثل “تيك توك” و “يوتيوب” في إحداث تغييرات ملحوظة في كيفية تفاعل الأفراد مع وسائل الإعلام، مما سمح للمبدعين بتقديم محتوى يعكس اهتماماتهم الشخصية وإنشاء مصادر دخل مستدامة.
*بفضل هذه التحولات يتوقع أن تواصل الاقتصادات الإبداعية ازدهارها بدعم التطورات التقنية مثل الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، مما سيؤدي إلى تغيير جذري في طريقة تقديم المحتوى (مقروء، صوتي، أو مشاهد).
*المتابع الآن يرى بوضوح التطور الملحوظ الذي تشهده صناعة البودكاست، مدفوعة بزيادة الطلب على المحتوى الصوتي، حيث نرى تحوّل الصوت إلى قوة دافعة في استهلاك وسائل الإعلام، وما يميز البودكاست مخاطبته لشرائح مختلفة من الفئات العمرية في المجتمعات.
*مما لا شك فيه أن البودكاست يساهم في إحداث أثر اجتماعي واقتصادي كونه يصل لكافة شرائح المجتمع وبالتالي هذا ما يجعل دوره عميق في تعزيز الحوار المجتمعي.
*مع زيادة شعبية البودكاست في مختلف دول العالم، تشير توقعات مؤشرات عالمية إلى نمو سوق “البودكاست” بأكثر من 20% سنويًا خلال السنوات القليلة المقبلة، وهذا ما تؤكده “ثورة البودكاست” التي نعايشها الآن.
*محليا وبحسب هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية أن 52.3% من مستخدمي الإنترنت في المملكة يقضون 7 ساعات فأكثر يوميًا في استخدامه، و 72% من هؤلاء يستخدمون الانترنت أثناء التنقل، وهنا تبرز أهمية “البودكاست” خاصة مع زحمة الطرق بالمدن الكبرى في المملكة، مما يُمكنه في الوصول لعدد مهول من المستخدمين.
*ثمة أشياء أسهمت في صناعة هذا الاقتصاد الجديد ولعل أبرزها البنية التحتية للمملكة في مجال الإنترنت لا سيما وأن المملكة ضمن أعلى 10 دول في سرعات الإنترنت المتنقل كل هذه الأمور أدت لنجاح هذا القطاع المهم.
*من أروع التجارب التي تابعتها على منصة اليوتيوب في العام 2016م “مال think tank البرنامج الاقتصادي المتخصص، والذي نجح في استضافة الوزراء ونخبة من خبراء الاقتصاد والمؤثرين في صناعة القرار بالإضافة للرؤساء التنفيذيين لشركات الاتصالات، نجاح هذه الفكرة أعقبتها أخرى أكثر نضجا وثراء تمثلت في برنامج “العازمون” والذي سلط الضوء على تجارب شباب وشابات سعوديين نجحوا في تأسيس شركات ومؤسسات خاصة بهم.
*الآن وبعد مرور نحو 10 أعوام من انطلاق “مال think tank” نهمس في أذن القائمين على أمره أن الوقت قد حان لإعادة ترمومتر نجاح البرنامج.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال