بين تقليص ونمو الناتج المحلي للدول: التغير المناخي يتحكم بالمعادلة

تؤثر التقلبات المناخية تأثيراً كبيراً على النظام المالي، والاقتصادي لجميع الدول حيث يسبب تغير المناخ حدوث أزمات اقتصادية ضخمة مما يدفع العديد من الدول إلى التعرض لخسائر فادحة في العديد من المجالات.

وتشكل التغيرات المناخية العديد من الضغوط التي يجب أن يستعد القادة في الحكومات والقطاع الخاص لمواجهتها لما لها من آثار سلبية على النواحي المالية.

 ذكر البنك الدولي في تقريره في 29 أغسطس 2024 أن اجمالي القروض التي يتم تخصيصها لأنشطة الاستثمارات الخاصة بالمناخ تقدر بحوالي 60% من البنوك في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية وهذا يشكل أقل من 5% من إجمالي محافظها الاستثمارية، بالإضافة إلى أن ربع هذه البنوك لا تقدم أي تمويل للأنشطة المناخية.

تظهر التغيرات المناخية بعدة طرق منها الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض مما يسبب ذوبان الجليد على الجبال وارتفاع منسوب المياه في البحار. وهذا يؤدي إلى حدوث الفيضانات التي تحدث خسائر اقتصادية كبيرة والتي تحدث دماراً هائلاً في البيوت وجميع مظاهر الأنشطة الاقتصادية. ومن مظاهر التغيرات المناخية أيضا الأعاصير، ومن أهمها إعصار ميلتون الذي ضرب ولاية فلوريدا الأمريكية في عام 2024. وقد أدى هذا الاعصار إلى خسائر تقدر بحوالي 50 مليار دولار، وأدى أيضا إلى انقطاع الكهرباء عن مئات المنازل ومقرات الشركات.

وتعتبر أيضا زيادة الانبعاثات الكربونية من إحدى الظواهر المناخية المدمرة على مستوى العالم والتي تظهر معظمها نتيجة لحرق النفط والفحم والغاز. وقد ذكر في تقرير ميزانية الكربون العالمية من خلال قمة المناخ “كوب 29” في أذربيجان أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ارتفعت في عام 2024 ووصلت إلى حوالي 41.6 مليار طن مقارنة بالعالم الماضي الذي سجلت فيه الانبعاثات الكربونية حوالي 40.6 مليار طن. ويؤدي هذا إلى زيادة نسبة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلى تلوث الهواء وأضراره على البشر حيث يصاب العديد من الأفراد بمرض السرطان الذي يشل حركة العديد من البشر مما يؤدي إلى تقلص الأنشطة الاقتصادية على مستوى العالم كله.

أخيراً، يجب أن تتعاون جميع دول العالم لمواجهة التغيرات المناخية التي يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على الحياة الاقتصادية بصفة خاصة والحياة على كوكب الأرض بصفة عامة. ويتم هذا من خلال عقد

 المؤتمرات التي يتم فيها تبادل الآراء حول ظاهرة تغير المناخ ومحاولة إيجاد حلول جذرية لها واستخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة لمواجهتها.