الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما يُذكر يوم التأسيس لا يُروى مجرد تاريخ مضى، وإنما يُستعاد نَبْضُ اللحظة الأولى التي انطلقت منها المملكة، تلك اللحظة التي لم تكن مجرد إعلانٍ عن كيانٍ جديد، بقدر ما كانت بداية لمسيرة لم تتوقف.
، فهو ليس حجر الأساس فقط وإنما البناء الذي لا يزال يرتفع، والطريق الذي يزداد اتساعًا مع كل خطوة تُخطى نحو المستقبل.
في مثل هذه الأيام يلتفت البعض إلى الماضي بحثًا عن العِبَر، ويتطلع آخرون إلى الأمام استشرافًا لما هو آتٍ، أما المملكة فقد صنعت من ماضيها حاضرًا مزدهرًا، ومن حاضرها مستقبلًا يتقدّم بثبات؛ لا تحمل ذاكرتها عبء التاريخ، وإنما تستمد منه القوة والإلهام، ولا ترى في الغد سرابًا، بل تخطيطًا يُنجز، وإنجازًا يُرى.
دعونا نعود إلى الوراء فقبل ثلاثة قرون كانت الجزيرة العربية مفرقة، والصحراء مشرّعة الريح، والأمن فكرة حالمة لا واقع لها، فجاء التأسيس لا ليغيّر شكل الأرض فقط، وإنما ليغيّر شكل الوعي، صار هناك وطن، وأصبح هناك انتماء، وبات هناك مستقبل يُخطط له، ولا يُنتظر أن يأتي وحده.
منذ ذلك اليوم ومملكتنا الطموحة تتغير دون أن تتبدل، من قوافل التجارة إلى أبراج المدن، من الأسواق المفتوحة على الرمل إلى الاقتصاد المفتوح على العالم، من شظف العيش إلى مشروعات لا تعرف حدودًا، غير أن الفارق ليس في الشكل وحده وإنما في الروح: روح التأسيس التي جعلت المستحيل ممكنًا، والتي لا تزال تُطل كل عام في ذكرى التأسيس، لتؤكد أن الماضي ليس خلفنا، وإنما في كل خطوة نمضيها للأمام.
ما تحقق لم يكن سهلًا ولا سريعًا، لكنه كان ثابتًا، مثل الخط الذي رسمه الأجداد على الرمال، ثم تحوّل مع الوقت إلى حدودٍ تُحترم، ومدنٍ تُبنى، واقتصادٍ يُصنع. اليوم، حين يُقال إن المملكة تغيّرت، لا يكون السؤال عمّا ذهب، وإنما عمّا بقي: بقيت الرؤية، وبقي العزم، وبقي الدرس الذي تعلمناه منذ أول يوم: أن الأوطان لا تُوهب، وإنما تُبنى.
كل عام والمملكة أقوى، لأن يوم تأسيسها لم يكن مجرد بداية، وإنما وعدٌ مستمر، لا يزال يُنجز.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال