الحاضنات الجامعية فرصة لاختبار الأفكار

يواجه رواد الأعمال والمبتكرين تحديات تبدأ من اختيار نقطة انطلاق مشاريهم والمكان المناسب والأسلوب الأمثل للذهاب الى السوق في ظل احتدام المنافسة بين الشركات الناشئة وصعوبة الحصول على التمويل المناسب للمشروع فضلا عن الدعم الغير المالي كالإرشاد والاستشارات والتلمذة.

حيث يصعب على مؤسسي الشركات الناشئة القائمة على الابتكار والتقنيات العميقة في ظل عدم اليقين بناء نموذج عمل مرن يحاكي احتياجات الفئة المستهدفة ويرتكز على الميز النسبية والتنافسية للبقاء على قيد الحياة والاستدامة المالية. وقد يحتاج رائد الأعمال الى معرفة معايير حفظ الفكرة وتصنيفها اما تكون ابتكارية ام تجارية كما هو شائع بالسوق كالتطبيقات الذكية.

ومع بروز تقنيات الذكاء الاصطناعي بشتى فروعها كالتعلم العميق وتعلم الآلة وغيرها من التطبيقات التي من المهم قبل البدء بدخول السوق محاكاه نموذج عمل قائم لدراسة جدوى الفكرة من الناحية التسويقية والمالية وإجراء المقارنات المعيارية. ومع تنوع منصات الدعم والتمكين للمشاريع الناشئة كحاضنات الأعمال والمسرعات واستديو الشركات الناشئة تأتي المؤسسات الأكاديمية والبحثية في طليعتها واتساقا مع وظيفتها الثالثة المتمثلة في نقل وتتجير المعرفة وتحويلها الى منتجات تلبي احتياجات المجتمع والقطاعات الإنتاجية. 

وفي رحلة التحول الوطني وبرامجها الاستراتيجية كبرنامج تنمية القدرات البشرية أصبحت الجامعات مكان خصب لاختبار الأفكار والاستفادة من خبراتها المتراكمة ليس فقط لمنسوبيها بل للمخترعين والمبتكرين كافة. فعلي سبيل المثال جامعة الملك سعود من خلال معهد ريادة الأعمال يعمل كمنظومة متكاملة تبدأ من وحدة الملكية الفكرية ومراكز الابتكار والتميز وبالاستفادة من خدمات الاحتضان ومسرعات الأعمال قد يكون هذا ما يحتاجه رائد الأعمال في بدايات مشروعه الدعم الغير المالي وضمان جدوى فكرة المشروع قبل الشروع في تنفيذ الفكرة. 

فلو نتأمل قليلا في الابتكارات التي غيرت حياة البشرية بدأت من الحاضنات الجامعية كحاضنة ستانفورد وغيرها واستفادت من الجامعة والمبتكر من مصادر الإيرادات التي تدرها هذه الابتكارات، واليوم نجد ثوره في عالم الابتكار وريادة الاعمال في شتى المجالات بالقطاعات الواعدة التي تحتاج دراسة متعمقة وبحث شامل عن مدى امكانيه حفظها وتتجيرها بالاستفادة من الإمكانات بالجامعات كالمعامل والمختبرات ،وكذلك أعضاء هيئة التدريس والباحثين وطلاب الدراسات العليا  والجمعيات العلمية وشركات أودية التقنية الجامعية كذراع استثماري للفكرة الابتكارية.