الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لقد أثار صعود الذكاء الاصطناعي القلق في مجتمع الأعمال وفي جميع أنحاء القوى العاملة العالمية، وخارج سياق التدرج الزمني الطبيعي تضاعفت إمكانيات الذكاء الاصطناعي اللامحدودة بكيفية أذهلت المجتمعات المهنية في قدرته على إعادة تشكيل مهام العمل من أتمتة المهام الروتينية إلى تعزيز الإبداع كما إن الذكاء الاصطناعي في تطور مهيب وفي طريقه لإعادة تشكيل الصناعات بوتيرة غير مسبوقة.
ومع التزايد الملحوظ لقدرة الآلة على اتقان تنفيذ المهام البشرية بدقة عالية يلوح سؤال في الأفق: هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على الوظائف الروتينية وعدد من الوظائف المهنية؟ وكيف يمكن التعامل والتكيف وكذلك الاستفادة مع القدرات اللامحدودة للذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال؟
تكمن القيمة المضافة للذكاء الاصطناعي في قدرته على أتمتة المهام التي كان يُعتقد ذات يوم أنها من اختصاص البشر فقط! حيث أثبتت الآلات قدرتها على التعامل مع العمل المعقد الذي يتطلب معرفة مكثفة ووفقاً لدراسة أجراها المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2023 فإن 44% من المهام الحالية في أماكن العمل يمكن أتمتة عملها بحلول عام 2035، ولكن التاريخ يُظهِر أن الأتمتة لا تقضي على الوظائف فحسب، بل إنها تخلق وظائف جديدة نوعية وذات قيمة مضافة.
وتعيدنا انطلاقة الذكاء الاصطناعي إلى الثورة الصناعية حيث تم استبدال العديد من الوظائف اليدوية التقليدية، ولكنها أدت أيضاً إلى ظهور وظائف لصناعات جديدة تماماً أحدثتها رياح الثورة، ومع صعود الذكاء الاصطناعي كأداة مهمة للتقادم في مجال الأعمال يضعنا أيضاً أمام دعوة عامة لإعادة تصور الفرص التي سيجلبها وكيفية الاستعداد لها وتطويعها في استراتيجيات النمو.
مع تولي الذكاء الاصطناعي للمهام الروتينية سيتطلب مستقبل العمل مهارات لا يمكن للذكاء الاصطناعي تبنيها في مجال الأعمال ويمكن تلخيصها إلى نوعين رئيسيين من المهارات:
الذكاء العاطفي والتواصل بين الأشخاص سمات إنسانية فريدة لأنها تتطلب فهمًا دقيقًا وتواصلًا إنسانيًا لا تستطيع الآلات محاكاته.
ستظل الوظائف القائمة على الإبداع سواء في التصميم أو الاستراتيجية أو ريادة الأعمال تتطلب بشرًا يمكنهم رؤية الأشياء في ضوء مختلف والتوصل إلى أفكار جديدة مبنية على فهم أكثر عمقاً لا يمكن للآلة الوصول إليه!
التكامل بين المهارات التي تحمل السمات البشرية وبين قدرات الذكاء الاصطناعي في قراءة البيانات وتحليلها وإيجاد حلول دقيقة للمسائل المعقدة هي كل ما تتطلبه هذه المرحلة المتقدمة جداً في تعزيز قدرات مجتمع الأعمال والمجتمعات المهنية.
يستطيع الذكاء الاصطناعي تعزيز قدراتنا على التعامل مع المهام المتكررة حتى نتمكن من التركيز على العمل ذو القيمة الأعلى، وبدلاً من النظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره تهديدًا يتعين علينا أن نحتضنه باعتباره شريكًا في رحلة النمو للكيانات وكذلك للأفراد الراغبين في تعزيز حصيلتهم المعرفية وصقل مهاراتهم بشكل مستمر.
في الوقت الذي يتوقع فيه العديد من المحللين بطء التقدم في قطاعات محددة تزداد رغبة الشركات أكثر من أي وقت مضى في تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي في وقت مبكر من عام 2025 وهي لا تتكيف مع التغيرات التي أحدثتها الآلة فحسب؛ بل إنها تضع معايير جديدة وعلى نحو مماثل كما أنها تدفع الإمكانات غير المستغلة للأسواق الناشئة في تقديم فرصا لأولئك الراغبين في الابتكار والمجازفة.
سيكون شعار عام 2025 هو “الذكاء الاصطناعي حليفك القوي للتقادم في مجال الأعمال” لكن تكامله يتطلب الثقة والتخطيط المدروس والتركيز على تقديم قيمة ملموسة مع إعطاء الأولوية لبناء العلاقات وتعزيز الابتكار ومعالجة التحديات في العالم الحقيقي، هذا النهج سيقود الطريق إلى عصر جديد من تطويع التكنولوجيا لتحقيق النمو.
قاومت العديد من الشركات والمجتمعات المهنية تقنيات عديدة في العقود الماضية مدفوعة بالنظرة النمطية في تقييم المخاطر والتحديات المحتملة دون النظر للفرص الواعدة التي تنشأ من تطويع التقنيات كأداة لتحفيز التطوير والابتكار لمواصلة رحلة النمو وخلق الآفاق للتقادم في مجال الأعمال.
في نهاية المطاف سينتصر أولئك الذين هم على استعداد لاحتضان التغيير ومواجهة المجهول بالفضول والمرونة الذين يرون في الذكاء الاصطناعي بأن لديه القدرة على تحريرهم من المهام الروتينية اليومية وفتح الآفاق للإبداع وإعادة تعريف مفهوم العمل على أنه التزاماً جماعياً يبدأ بضمان خدمة التكنولوجيا للبشرية وليس العكس.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال