الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الماء مورد طبيعي وداعم كبير لنمو ونجاح الحياة الاقتصادية. فكثير من اقتصاديات وحضارات الدول قامت بسبب وجودها بالقرب من موارد المياه وأيضا أنعشت قنوات المياه التبادل التجاري بين الدول. فالماء ثروة ويعتبر مورد طبيعي جالب للمنافع الاقتصادية لكثير من الدول لذلك تسعى الدول لتنمية هذا المورد الطبيعي والاستثمار فيه لتعظيم منافعه الاقتصادية. ويعتبر الماء عامل حيوي أساسي في النمو الاقتصادي وتوفره يعزز نمو أغلب القطاعات الاقتصادية وان تناقص إمدادات المياه يؤدي إلى نمو اقتصادي أبطأ وتراجع الناتج القومي. ومن المتوقع أن تشهد بعض المناطق في العالم انخفاضا في معدلات نموها بنسبة تصل إلى 6 % من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2050 نتيجة للخسائر المرتبطة بالمياه سواء كانت هذه الخسائر في الزراعة والصحة والصناعة والطاقة أو الإنتاج وغيرها من القطاعات الاقتصادية والتنموية المختلفة. (حسب البنك الدولي)
ولما أن للماء أهمية وداعم في تنمية الدول سعت سنغافورة ان تكون نموذج ناجح بتحويل ندرة المياه العذبة الى قصة ابتكار ونجاح ونمو اقتصادي، حيث قامت قلب اسيا التجاري النابض بإعداد استراتيجية لحل مشكلة ندرة المياه العذبة في البلاد التي كانت تعاني منها وقامت بابتكار نظام متقدم يدعىNEWater الذي أحدث ثورة كبيرة في تقنيات المياه العذبة، ومن خلال ابتكار NEWater قامت بتحويل ندرة المياه العذبة الى قصة نجاح في تاريخها.
حاليا تعتمد سنغافورة على أربعة مصادر لإمدادات المياه وهي من تجمعات أمطار المياه المحلية، والمياه المستوردة من الدول المجاورة والمياه المحلاة وبالإضافة الى النظام المستحدث الدقيق المعروف باسم NEWater. ويعتبر ابتكار نظام NEWater متقدم في إدارة المياه وذو جوده عالية وبأسعار معقولة الذي بطرحه أذهل العالم وحصلت مؤسسة المرافق العامة للمياه والصرف الصحي السنغافورية على جائزة صناعة ستوكهولم للمياه بسبب هذا الابتكار الذي نقل جودة المياه في سنغافورة الى حدث عالمي.
ومن الجميل استحضار تجربة المياه في مملكتنا حيث قطعت شوطا كبيرا ومذهلا في توفير المياه العذبة وتعد السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم. أيضا تسعى مملكتنا بأن تكون رائدة في مجال الاستدامة البيئية العالمية. ولأهمية دور المياه في حياة الفرد والدورة الاقتصادية وضعت المملكة استدامة المياه العذبة من خلال الحلول المبتكرة بأسعار مناسبة هدف من الأهداف الاستراتيجية لمملكتنا في رؤيتها 2030.
ومع التوسع الاقتصادي والتطور الحاصل بمملكتنا في مختلف القطاعات والنمو السكاني فمن الطبيعي ان يؤدي ذلك الى ارتفاع استهلاك المياه العذبة و تسعى مملكتنا الى مبادة السعودية الخضراء والى زراعة 600 مليون شجرة بحلول عام 2030 وهو أيضا يرفع من معدلات استهلاك المياه وبالمقابل لا ننفي بأن المبادرة ايجابية لجودة الحياة في مملكتنا. ومن الجيد اقتراح مبادرات أو حلول تساهم في دفع العجلة الاقتصادية مع ارتفاع مستوى استهلاك المياه الحاصل والمتوقع ارتفاعه مع السنوات المقبلة خصوصا ان مملكتنا مقبلة على خطط نمو وتوسع اقتصادي كبير في مختلف المجالات كالقطاع الرياضي ومنها تنظيم كأس العالم لعام 2034 والتوسع في القطاع العمراني والقطاع الترفيهي والقطاع الصناعي وغيرها من القطاعات الاستراتيجية في رؤية مملكتنا الحبيبة.
اليكم بعض الحلول المقترحة التي تساعد في منع انقطاع المياه التكرر في بعض احياء عاصمة مملكتنا الاقتصادية الرياض وجميع مدنها الجميلة وتحقيق تجربة عالمية تجعل مملكتنا رائدة في مجال المياه:
-استحداث تقنية مبتكره وأن يكون الابتكار قائد لحل مشكلة انقطاع المياه والاستفادة من تكنولوجيا المياه لتدوير المياه العذبة ومعالجتها لإعادة استخدامها بسعر مناسب وإلزام المزارع والمصانع وبعض القطاعات باستخدام المياه المعالجة في اعمالها. كما فعلت كثير من الدول باستخدام المياه المعالجة للشرب وغيرها من الاستخدامات الاستهلاكية الذي ساهم باستخدام المياه العذبة بكفاءة. ونستطرق أهمية التفعيل الأكثر لمركز الابتكار السعودي لتقنية المياه بإطلاق وطرح مشاريع مبتكره للمواطن تساهم في زيادة كفاءة استخدام المياه العذبة ومعالجتها بمختلف التقنيات الحديثة والاستفادة من التجارب العالمية بهذا الخصوص لارتفاع كفاءة أمن المياه العذبة في مدينة الرياض وجميع مدن مملكتنا.
-دعوة المستثمرين وفتح الفرص التمويلية للمساهمة بالابتكار في المجال المائي لرفع السعة الإنتاجية للمياه العذبة وكفاءة توزيعها وتدويرها لمناطق المملكة وحماية البيئة والمياه العذبة واستدامتها للمستهلك.
-التوعية والتثقيف في استخدام الماء وتحديد الاحتياج اليومي والأسبوعي للاستخدام واصدار اشعارات تنبيهيه على التطبيق في حال تجاوز الحد المخصص للاستخدام الشخصي ليراجع المستهلك استخدامه للماء ويوازن مستوى استهلاك المياه في المرات القادمة مما يحفز خلق سلوكيات جديدة لاستهلاك المياه مدعومة بالتثقيف والترشيد في استخدامه.
-حماية مصادر المياه العذبة الموجودة بالبلاد ووضع إجراءات صارمة لحمايتها من التلوث والاستخدام الغير مرخص من الأشخاص، كتجمعات مياه الأمطار والمياه الجوفية السطحية والعميقة وتعزيز البنية التحتية للمياه الطبيعية.
-استحداث تقنيات ري جديدة مع طرق صيانه متقدمة تساهم باستخدام المياه بطريقة أكثر كفاءة يقلل الهدر في استخدام المياه المستخدمة بالزراعة بكميات كبيرة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال