الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يكبر الإنسان وتكبر معه أحلامه وطموحاته، ينتقل من مرحلة عمرية إلى أخرى جديدة، فتتجدد غاياته أو تتبدل لتواكب تغيراته وأولوياته. ففي زمننا هذا، زمن التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، شهد العالم تطورات هائلة تُسهم في تحسين العديد من المجالات وتغيير أساليب العمل التقليدية وجعلها أكثر سهولة لا تعقيد.
في مجال التعليم، أصبح المعلم والمدرب أكثر قربًا من طلابه! . على سبيل المثال، منصة “مدرستي” السعودية الأكثر استخدام وتميزًا في الوقت الحالي، المنصة التي تجمع بين التعليم التقليدي والتكنولوجي باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
أيضا في القطاع الصحي، جاءت منصة ” صحتي” لتسهيل حجز المواعيد واستشارة الأطباء عن بُعد، بالإضافة إلى تقديم العديد من الخدمات الصحية إلكترونيًا. فهكذا يكون تأثير التطور التكنولوجي على مختلف المجالات.
أما في مهنة المحاسبة، فقد تطورت هي أيضا بشكل جذري. حينما أدرك الإنسان منذ العصور الأولى حاجته إلى المحاسبة لتنظيم المعاملات المالية. ومع ذلك، فإن النقلة الحقيقية في هذا المجال بدأت مع العالم الإيطالي لوكا باتشولي Luca Pacioli، الذي يُعرف بـ” أبي المحاسبة”. ففي أواخر القرن الخامس عشر، كتب باتشولي كتابًا عن نظام القيد المزدوج، الذي لا يزال يشكّل الأساس لأي نظام محاسبي حتى اليوم.
بفضل مساهماته بعد الله، أصبحت المحاسبة مهنة معترفًا بها رسميًا مع تطور المؤسسات. ففي القرن التاسع عشر، تم تأسيس معهد المحاسبين القانونيين في إنجلترا وويلز، ليكون أول جهة رسمية تعتمد المحاسبة كمهنة.
السؤال هنا.. هل تُشكل التطورات الحديثة تحولات فارقة على دور المحاسب في سوق العمل؟
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70].
تشير هذه الآية الكريمة إلى تكريم الله سبحانه وتعالى للإنسان وتفضيله على سائر مخلوقاته. فهذا التفضيل يؤكد مدى أهمية وجود الإنسان ودوره المحوري، حتى في ظل التطورات الحديثة التي تشهدها شتىء المجالات.
لذا إن أي أسلوب حديث يُستخدم في مجال المحاسبة، مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة،يعد أداة مساعدة تهدف إلى تحسين حياة الإنسان وجعلها أكثر مرونة وكفاءة.
كأنظمة الذكاء الاصطناعي وبرامج التحليل المتقدمة مثل Power BI، التي تقوم بالعديد من المهام الروتينية التي تستهلك وقتًا وجهدًا.
على سبيل المثال، يمكن لهذه الأدوات أن تُسهم في إدخال البيانات المالية وتسجيلها، أو تسوية الفواتير، وحتى إعداد التقارير المالية بشكل دقيق وسريع. فهذا التطور لا أعتقد أنه يُلغي دور المحاسب، بل يعزز من أهميته، حيث يُتاح له التركيز على المهام الاستراتيجية التي تتطلب مهارات التفكير النقدي والإبداعي.
لذا، قد يجد المحاسب نفسه في مواجهة تحدٍ جديد يتمثل في ضرورة تطوير ذاته ومهاراته لمواكبة التغيرات السريعة، وذلك من خلال الحصول على الشهادات المهنية المعترف بها مثل: SOCPA أو الحضور والمشاركة في الفعاليات والمؤتمرات المهنية، إلى جانب العديد من الخيارات التي تساعده في أن يكون نموذجًا أفضل في كل زمانٍ ومكان.
وفي ظل استمرار التطورات التكنولوجية، استنادًا إلى التنبؤات المستقبلية والأبحاث المتخصصة، من المتوقع أن يُحدث التحول الرقمي نقلة نوعية في مهنة المحاسبة، خاصة مع تركيز المملكة العربية السعودية على تحقيق رؤية 2030، مما يعني أن التقنيات الحديثة ستُسهم في تعزيز كفاءة المحاسب، وتمكنه من متابعة العمليات المالية بدقة ومرونة أكبر. وهذا لا يعزز مكانته في السوق فحسب، بل يجعله عنصرًا أساسيًا في رسم الاستراتيجيات المالية واتخاذ القرارات المناسبة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال