الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الاثنين الماضي كان اليوم العالمي للنمر العربي الذي اعترف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) بأنه مهدد بالانقراض بشدة. وقد بدأ الاحتفال بهذا اليوم في عام 2022 من خلال الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتم الاعتراف به عالميًا في يونيو 2023 عندما صنفت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميًا يوم 10 فبراير على أنه اليوم العالمي للنمر العربي.
يؤكد هذا اليوم التزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا الجماعي بالحفاظ على تراثنا الطبيعي، وهي أسست صندوق النمر العربي كجزء من الإستراتيجية الشاملة التي تم تصميمها لدعم رؤية المملكة 2030 فيما يتعلق بتعزيز الاستدامة البيئية وتنمية قطاع الأعمال غير الربحي في المملكة، ولأن الحاجة إلى تأسيس هذا الصندوق أصبحت أكثر إلحاحاً بفعل الخطر المتزايد الذي يهدد النمر العربي، الذي يُعتقد أن عدده في البرية لا يتجاوز 200 نمر.
الصندوق اطلق حملته السنوية تزامنا مع هذا اليوم العالمي وستستمر الى يوم 26 فبراير والتي شملت في أولها مباراة كرة قدم ليوم النمر العربي، واطلاق المواد الإعلامية وتوقيع مذكرات تفاهم والمشاركة في حوارات المحافظة على الحياة البرية وتنظيم مسيرة خاصة بهذا اليوم في العلا، ثم تتواصل الحملة بأهم عنصر وهو التوعية المدرسية، ومن ثم اطلاق حملة تسمية “هراميس” النمر العربي أي المواليد الجدد ضمن نجاح خطط الاكثار المتواصلة.
أتمنى النجاح الباهر للحملة التي احسب ان الواجب على كل صاحب رأي او تأثير ان يدعمها لأنها تعزيز للفخر والشعور بالمسؤولية تجاه البيئة اجمالا وتجاه هذا الكائن المهدد بالانقراض، إضافة الى رمزية النمر العربي الثقافية والبيئية والجمالية في ذاكرة شبه الجزيرة العربية والتي وردت كثيرا في الادب العربي.
الحفاظ على البيئة يساعد في ضمان استدامة الموارد الطبيعية مثل المياه والتربة. هذه الموارد ضرورية لدعم الزراعة والنمو الاقتصادي المستدام، مما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
وفقا للمنصة الوطنية الموحدة يوجد في المملكة حوالي 86 نوعاً من الثدييات، و28 نوعاً من الخفافيش، و22 نوعاً من القوارض، و12 نوعاً من اللواحم، ونوع واحد من الرئيسيات (قرد الرباح) بالإضافة إلى 4 أنواع من الظلفيات منها المها العربي.
وتمثل الثدييات الكبيرة عناصر مهمة في النظم البيئية حيث تدل حالتها على مدى سلامة النظام البيئي الذي توجد فيه، وقد تعرضت الثدييات الكبيرة في المملكة خلال السنوات الأخيرة إلى ضغوط كبيرة، واختفى بعضها من مسرح الحياة، وصار البعض الآخر مهددا بالانقراض مثل النمر العربي، وبفضل جهود المملكة التي بذلتها في مجال الإكثار تحت الأسر وإعادة التوطين تم إعادة هذه الحيوانات لتعيش في البرية داخل بعض المناطق المحمية. كما نجحت المملكة بذلك في إكثار وإعادة توطين كثير من الكائنات المهددة بالانقراض.
اقتصاديا يساعد الحفاظ على البيئة في ضمان استدامة الموارد الطبيعية ، وتتفق كل المنظمات الدولية والسعودية المتخصصة ان هذه الموارد والبيئات البرية والبحرية اذا اديرت بشكل جيد فإنها “توفر الأساس اللازم لتحقيق النمو الشامل والمستدام، والأمن الغذائي، والحد من الفقر، وتعزيز رفاهة الإنسان”.
يتفق الجميع على ان المحافظة على الطبيعة هي قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويمكن للاستثمار في الطبيعة أن يسهم في تحسين الاقتصاد على المدى الطويل.
شكرا للهيئة الملكية لمحافظة العلا، ولصندوق النمر العربي وشكر خاص للمتطوعين بوقتهم وجهدهم في هذا الصندوق المهم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال