الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حين نعيد النظر في قطاع الترفيه، نجد أنه لم يعد مجرد مساحة للمتعة، بل تحول إلى محرك اقتصادي رئيسي يدعم الاستثمار، يخلق الوظائف، ويرتقي بجودة الحياة. ومع إطلاق برنامج جودة الحياة، أحد مرتكزات رؤية 2030، لم يعد الترفيه مجرد فعاليات موسمية، بل صناعة متكاملة تعزز مكانة المملكة عالميا، ليس فقط بالمنافسة على الاستضافة، بل بابتكار تجارب استثنائية تترك بصمتها وتعيد تشكيل مفهوم الترفيه.
الإنجازات التي حققتها الهيئة العامة للترفيه خلال السنوات الماضية، وفقا للبيانات الرسمية المنشورة على موقعها، تعكس حجم النمو الذي يشهده القطاع:
هذه الأرقام رغم قوتها لا يجب أن تُقرأ بمعزل عن معدل نمو القطاع، فالأهم من تحقيق أرقام قياسية هو معرفة مدى استدامة هذا النمو، وما إذا كان الترفيه يسير بخطى ثابتة ليصبح أحد المساهمين الكبار في الناتج المحلي الإجمالي من خلال قطاع السياحة. من وجهة نظري، الترفيه ليس فقط عاملا داعما للسياحة، بل قد يصبح قريبا أكبر مساهم في حصة السياحة من الناتج المحلي، متجاوزا القطاعات التقليدية الأخرى. فقد أصبح شبكة واسعة تمتد عبر مختلف مناطق المملكة، مما ساهم في جذب ملايين الزوار وتوفير آلاف الوظائف.
ومع استعداد المملكة لاستضافة كأس آسيا 2027، كأس العالم 2034، وإكسبو 2030، سيكون الترفيه عنصرا رئيسيا في تعظيم العوائد الاقتصادية لهذه الفعاليات. ولضمان استمرار هذا الزخم، لا بد من تبني أفكار مبتكرة تقدم تجارب استثنائية تجذب السياح، خاصة مع تزايد الطلب العالمي على الترفيه الفريد، ومن بين الأفكار:
وهنا يأتي السؤال: كيف يمكن إدارة الاستدامة في قطاع الترفيه؟
تكمن الإجابة في برنامج جودة الحياة، الذي لا يعد مجرد مبادرة ضمن رؤية 2030، بل قد يكون الاسم الأشمل لوحدة الاستدامة. فالمقصود بجودة الحياة للترفيه ليس فقط توفير أنشطة ترفيهية، بل ضمان استمراريتها بطريقة تحقق الفائدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ليكون جزءا أساسيا من اقتصاد مستدام ومتطور.
ختاما..
لم تعد المملكة تنافس على استضافة الفعاليات فقط، بل تصنع تجارب استثنائية تمزج بين الثقافة، التقنية، والاقتصاد عبر هيئة العامة للترفيه. لم يعد السؤال “ما الفعالية التي ستقام؟” بل “ما التجربة التي ستبتكرها السعودية لتترك بصمتها؟”، مما يجعل قطاع الترفيه حصانا أسودا في المشهد العالمي.
وربما.. لم نرَ سوى البداية بعد!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال