الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا شك أن هناك ايام خالدة في ذاكرة السعوديين والسعوديات لعل أهمها يوم التأسيس واليوم الوطني فهما بمثابة ذاكرة جمعية عن ابتداء العهد السعودي وعن اعظم قصة توحيد في التاريخ الحديث وما نتج عنهما اليوم من إنجاز حضاري وتنمية مستدامة للإنسان والمكان، فالتأسيس كان بداية الملحمة والتوحيد كان بطولتها وما نعيشه اليوم هو نتاجهما، نتاج من عراقة الجذور، وقوة النبات ، وجمال الثمار.
المناسبات الوطنية الحقيقية بالنسبة للشعوب فرص لتأكيد الشخصية وابراز الذات المفاخرة والسعيدة بموقعها من التاريخ وماذا فعلت به لتصبح اليوم في موضع يتواصل معه الفخر والسعادة للأجيال التي تلي. نحن نغتنم مناسبة كذكرى يوم التأسيس، يوم بداية هذه الدولة المباركة لتأكيد تضامننا ووحدتنا مع قيادتنا، سليلة المؤسس الأول، والمؤسس الموحد، ثم مع بعضنا البعض تحديا منا لكل عوامل الفرقة والتباعد، وكل محاولات المساس بوطننا حتى لو بكلمة جارحة.
الاحتفاء بالأيام المرتبطة بالوطن وتأسيسه ووحدته هو نوع من تجديد التمسك بالقيم والمثل العليا التي أسس عليها الوطن وازدهر وحقق النماء والاستقرار والعدل ليشع الوطن بالازدهار وتشيع في انفس الناس محبته ورعاية مصالحه وتقديمها على المصلحة الخاصة، وهو ايضا نوع من الفرح الصادق بديمومة واستمرار الدولة وسيرها بالشعب نحو المزيد والمزيد من التقدم ومواكبة الدول القوية والمزدهرة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.
الاحتفال الشعبي والاحتفاء الشخصي بأيام وتواريخ وطنية فيه شيء من الذاتية واشياء من روح الجميع، فذاتيا هو بمثابة طاقة روحية وذهنية تستمد من الاحساس بالانتماء واحاسيس الوفاء وإيضاً الامتنان لرجال دولتك الذين أسسوا ووحدوا والذين واصلوا المسيرة نحو قمم جديدة من العز والرخاء.
اما روح الجميع فهي اضافة إلى احساس كل ذات فيها تشترك في احساس الاتحاد ضد اي خطر داخلي او خارجي يهدد منجز الدولة وما بناه شعبها امتثالا واقتداء بقيادة مخلصة وعادلة وحكيمة، وايضا هي تحتفي بوحدة دينها ولغتها وتاريخها كمجتمع متجانس يحترم كل فرد فيه المنجز، ويسعى لدور فيه ، ويعرف ان تحقيق آماله وطموحاته مقرونة بهذا الثبات والاستقرار لدولته ذات التاريخ الذي يحتفي الجميع به.
في كل مكان تعتبر المناسبات الوطنية من وسائل الشعوب في تربية النشء على حب الوطن، والارتباط بالأرض والإنسان الذين يشاركهم العيش مواطنا او مقيما كنوع من التربية الجماعية الهادفة للمحافظة على سمات المجتمع المرتبطة بسمات البلاد وقيادتها فتزيد جرعة المواطنة خصوصا عندما يكون هناك أسباب للسعادة ومسببات لجودة الحياة بكل ما تعنيه من جودة الأنظمة والبيئة والاقتصاد والتعليم والثقافة والرعاية الصحية وغيرها من متطلبات الحياة الأساسية وتلك المكملة للرفاه.
ايضا تقاس او تعرف قيمة واهمية المناسبة الوطنية بالأثر الذي تركته في تاريخ وحياة وحرية الشعب ففي المملكة يعتبر يوم التأسيس ومعه يوم التوحيد الأكثر تأثيرا في حياة السعوديين من غيرهما من المناسبات الوطنية لدى كثير من الشعوب والدول وشواهد ذلك وأدلته كثيرة ومعروفة ولا يصعب رصدها او قياسها. كل عام وكل يوم للوطن وذكرى لتأسيسه ونحن ارضاً وقيادة وشعبا بخير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال