الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع انطلاق دورة الألعاب الآسيوية الشتوية التاسعة في 7 فبراير 2025 بمدينة هاربين الصينية، تتجه أنظار العالم مرة أخرى نحو التطور المزدهر لرياضات الجليد والثلج في الصين. وهذه هي المرة الثالثة التي تستضيف فيها الصين دورة الألعاب الآسيوية الشتوية بعد نسختي عام 1996 في هاربين وعام 2007 في تشانغتشون، كما أنها مسابقة دولية كبرى أخرى في رياضات الجليد والثلج تستضيفها الصين، بعد نجاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين.
باعتبارها أكبر حدث شامل للرياضات الشتوية في آسيا، فإن الألعاب الآسيوية الشتوية لا توفر منصة للرياضيين لإظهار مستواهم التنافسي فحسب، بل إنها تجلب أيضا فرصا هائلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول المضيفة. تقام دورة الألعاب الآسيوية الشتوية هذه المرة في مدينة هاربين، في فترة ذهبية من التطور السريع لصناعة الجليد والثلج في الصين.
في عام 2014، اقترح الرئيس الصيني شي جين بينغ لأول مرة الرؤية لـ”جذب 300 مليون شخص للمشاركة في رياضات الجليد والثلج”. وبفضل هذا الهدف، حققت رياضات الجليد والثلج في الصين تطورا غير مسبوق. وفقا لتقرير “دراسة سوق استهلاك الجليد والثلج (موسم 2023-2024)”، حجم استهلاك موسم الجليد والثلج 2023-2024 تجاوز 150 مليار يوان صيني، حيث أنفق 72.73% من المشاركين في رياضات الجليد والثلج أموالا على الأنشطة ذات الصلة. كما أظهرت البيانات أن عدد السياح واللعبة في موسم الجليد والثلج 2023-2024 بلغ 430 مليون، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 520 مليون في موسم 2024-2025.
اغتنمت هاربين فرصة الاستعداد لدورة الألعاب الآسيوية الشتوية التاسعة، وعملت جاهدة على تعزيز “قوتها الناعمة” وتعزيز التنمية المنسقة للعديد من الصناعات مثل بناء البنية التحتية والسياحة والمطاعم والإقامة. مثلا قرية تشينغشان ببلدة يابولي، هي أقرب قرية إلى منتجع يابولي للتزلج، وتُعرف باسم “القرية الأولى عند سفح منتجع التزلج”. وقال باي يو نائب سكرتير فرع الحزب في قرية تشينغشان “يبلغ متوسط الدخل السنوي لسكان القرية من 30 ألفا إلى 40 ألف يوان صيني، ويعتمد الناس بقرية كلها تقريبا على الجليد والثلج”. حيث يعمل أكثر من 180 أسرة من 280 أسرة في القرية في الصناعات المرتبطة بالسياحة الجليدية والثلجية، ويختار العديد من الشباب العمل كمدربين في منتجعات التزلج. “يتطلع الجميع إلى دورة الألعاب الآسيوية الشتوية التي تعيد شغف الجليد والثلج.”
خلال موسم الجليد والثلج 2024-2025، ستقيم هاربين 148 فعالية رياضية ضمن أربعة محاور رئيسية: “الحلم بالألعاب الآسيوية الشتوية”، “إشعال حماسة هاربين”، “مشاركة الجليد والثلج”، و”الرياضات في منظمة شانغهاي للتعاون”. هذا النموذج الذي يجمع بين “الرياضة والسياحة” لا يوفر للزوار تجربة غنية فحسب، بل يضيف أيضا زخما قويا لاقتصاد الجليد والثلج.
لا تقتصر فوائد اقتصاد الجليد والثلج على هاربين فقط، بل تمتد لتنعش الاقتصاد في شمال شرقي الصين ككل. تستفيد مقاطعات هيلونغجيانغ وجيلين ولياونينغ من موارد الجليد والثلج الغنية لبناء سلسلة صناعية متكاملة تشمل تطوير منتجعات التزلج، وتصنيع معدات الجليد والثلج، والسياحة الثقافية، والتدريب. ووفقا لتقرير “دراسة تطور صناعة الجليد والثلج في الصين لعام 2024″، شهدت صناعة الجليد والثلج في الصين نموا سريعا، ومن المتوقع أن يتجاوز حجمها تريليون يوان صيني بحلول عام 2025. كما أظهرت بيانات وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات أن عدد شركات تصنيع معدات الجليد والثلج ارتفع من حوالي 300 إلى نحو 900، وازدادت الإيرادات من أقل من 5 مليارات يوان إلى 22 مليار يوان.
الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تشارك لأول مرة في الألعاب الآسيوية الشتوية، وتكون أيضا الدولة المضيفة للدورة العاشرة في عام 2029. وبذلك تصبح السعودية أول دولة في غرب آسيا تستضيف الألعاب الآسيوية الشتوية، مما يشير إلى توسع رياضات الجليد في آسيا نحو آفاق جديدة. في العام الماضي، قام وفد من اللجنة الأولمبية السعودية بزيارة هاربين لتعرف أحوال بعض منشآت الألعاب الآسيوية الشتوية، وأشادوا بالمنشآت المميزة وأكدوا على رغبتهم في التعلم من تجربة هاربين للاستعداد بشكل جيد لاستضافة نسخة 2029.
كما أضافت مشاركة نجم التزلج الصيني سو يي مينغ في مسابقات بالسعودية لمسة خاصة للتبادل الرياضي بين البلدين. وقال سو بعد مشاركته في SNOWBLAST KSA: “لقد كان من المثير أن أجرب التزلج وأروج لرياضات الجليد والثلج في السعودية. أتطلع للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029 التي ستقام هناك في المستقبل.”
تتعمق الشراكة بين الصين والسعودية في مجال رياضات الجليد والثلج باستمرار. على سبيل المثال، دخلت شركة “BONSKI” الصينية في شراكة استراتيجية مع مجموعة تيجان السعودية لتطوير منتجعات التزلج الداخلية ومشاريع الترفيه. وفي المستقبل، سيكون لدى البلدين إمكانات غير محدودة للتعاون في بناء البنية التحتية للجليد والثلج، وتصنيع معدات الجليد والثلج، وتدريب المواهب، مما يجعل اقتصاد الجليد والثلج جسرا هاما يربط بين البلدين ويسهم في كتابة فصل جديد للرياضات الجليدية والثلجية الآسيوية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال