الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لعل النجوم والكواكب سترتاح قليلا من الزخم الاخباري الذي يتوالى عليها من كوكب الأرض الذي يريد بعض سكانه السيطرة عليها لا لشيء الا لكي لا يسيطر عليها الآخر، وفكرة السيطرة على الشيء حتى لا يسيطر عليه غيرك هي محرك الحروب اجمالا والحروب الاقتصادية بشكل خاص حيث يعتقد كل طرف ان “استيلاءه ” على الموارد حتى لو كانت لغيره هو ما سيحقق له الأمان والرفاه.
سترتاح النجوم قليلا في انتظار ما ستسفر عنه “حرب الرسوم” حيث يحاول البعض “الانكفاء” على ذاته وهو حق مشروع له اذا كان يعامل الآخرين كما يحب ان يعاملوه واذا كان قراره ليس من ” طبائع الاستبداد” ويؤيده شعبه وأصحاب المصلحة في بلاده على ذلك.
الملاحظة الجديرة بالاهتمام والدراسة وربما الاتعاظ هو ان كثيرا من الدول والتكتلات لم تنفتح على التجارة وتسهيلها الا بعد ان بنت منظومتها التنموية الصناعية والإنتاجية والعمرانية، وبعد ذلك مارست الانفتاح وظلت تمارسه طالما انه كان في مصلحتها، ومصلحتها ببساطة انها تصدر اكثر مما تستورد، أي تبيع اكثر مما تشتري، فلنسمي هذه المجموعة الدول رقم واحد، وبعد ان بنت دول وتكتلات أخرى – الدول رقم اثنين – كانت متخلفة عن الركب نفسها بناء على هذا الانفتاح او ما يسمى التجارة الحرة وأصبحت تنافس بقوة عادت الدول رقم واحد للحمائية والانغلاق وفرض الرسوم لأنها دائما تريد كعكة التجارة العالمية لها وحدها، وعلى الآخرين ان يرضوا بالفتات.
انه مشهد متوقع، والتاريخ الاقتصادي والسياسي لمن يقرأ يجعل مما يحدث اليوم مجرد إعادة تدوير لأفكار ونماذج و”فنون حرب” مارستها الدول مرارا وتكرارا، وستظل تمارسها بشكل او بآخر، بأسلحة او بأخرى.
المشكلة ستؤثر على المجموعتين واحد واثنين بلا شك، فالمعروف انه لا رابح في الحروب التجارية، او حرب الرسوم، خاصة عندما يتجاوز استخدامها هدف “الحماية” او فلنسمه الدفاع، الى اهداف الهجوم ومحاولة الاضرار الآخرين لإخضاعهم.
هناك درس مهم على دول خارج المجموعتين فلنسمهم – المجموعة رقم ثلاثة – وهي التي اخفق بعضها في بناء صناعات متطورة وقادرة على المنافسة الدولية، وظلت رغم سياسات الحمائية التجارية التي انتهجتها بعيدة عن النمو والتنمية الاقتصادية، بل أوجدت حالة من التراجع نتيجة اما الفساد او الانغلاق المبني على أفكار وأيدولوجيات عتيقة او بالية.
في المجموعة رقم ثلاثة بعض آخر نجح ويواصل النجاح في بناء منظومته الاقتصادية المستدامة ووضع برامج تحوله الى اقتصاد منتج ومزدهر متكئا على الابتكار والتقنية والاستفادة من دروس الماضي واخطاء الآخرين ومنفتحا على التجارب الجريئة في استثمار امكانياته ومزاياه النسبية ومقبلا على قطاعات لم يكن يفكر فيها من قبل.
هذا الجزء من المجموعة الثالثة الذي يعمل وفق خطط واضحة وبدون ايدلوجيا تحاول الاضرار بالآخرين، وببراغماتية مفهومة ومعقولة تجعل مصلحته أولا لكنها لا تبخس الناس مصالحهم هو الذي سيعطي مثالا لما يجب ان تكون عليه التجارة العالمية، وتبادل المصالح، والسعي الى السلام ورفاه الانسان وحماية الكوكب، وهو ومن سيحذو حذوه ويسير في ركبه ويستلهم تجربته من سيقودون الفكر الاقتصادي والتنموي يوما ما خاصة اذا نجح معاصرو التجربة ومنفذيها في ان يخرج من بين ظهرانيهم ” آدم سميث” جديد من آسيا او افريقيا او حتى أمريكا اللاتينية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال