نظرة للمستقبل.. هل تتبنى المملكة تقنية “الذكاء العضوي” لمستقبل حوسبة مستدام..؟

بداية، ما هو مفهوم الذكاء الاصطناعي العضوي أو ما يُعرف بمصطلح Organic AI؟  الجواب هو أن الذكاء الاصطناعي العضوي هو أجهزة الكمبيوتر المستقبلية والتي يتنبأ البعض بأنها سوف تعمل باستخدام مواد عضوية، مما يشجع على الاستدامة على المدى البعيد.

وتختلف هذه الأجهزة الذكية عن الأجهزة التقنية التقليدية من خلال استخدام مواد عضوية مثل البروتين والحمض النووي لتنفيذ مهام الحوسبة، بشكل مقارب للعمليات التي توجد في الكائنات الحية، ويقدم الذكاء الاصطناعي العضوي حينها ميزة فريدة تجمع بين الفعالية والاستدامة.

وعلى سبيل المثال، تقوم عملية التمثيل الضوئي في النباتات بالتقاط ضوء الشمس وتحويله إلى طاقة بكفاءة تتجاوز بكثير تقنيات الطاقة الشمسية الحالية.  ومن خلال تقليد مثل هذه العمليات الطبيعية بمواد عضوية داخل الأجهزة، يمكن أن تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي العضوي على تحسين استخدام الطاقة، مما يقلل من بصمتها الكربونية المرتبطة عادة بأجهزة الكمبيوتر الإلكترونية.

ومن خلال نفس هذا المثال، نجد أن من أهم ميزات الذكاء العضوي هو القدرة على العمل دون احتياج إلى كميات طائلة من الطاقة، وبالتالي، يمكن أن تقوم أجهزة الذكاء العضوي بتطوير الطاقة بطريقة أكثر فعالية وأقل تكلفة.

وحيث أن الذكاء الاصطناعي العضوي يعتمد على محاكاة العمليات الطبيعية والنماذج البيولوجية، لذلك فإن فهم كيفية عمل الكائنات الحية يمكن أن يوفر إطار عمل لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي عضوي أكثر كفاءة.

وتتيح المواد العضوية ايضا القدرة على التكيف والتعافي، كما تفعل الكائنات الحية التي تقوم بترميم وتجديد أنسجتها. ويمكن أن تتكيف أجهزة الذكاء العضوي وتتخلص من المشكلات والبيئات المتغيرة دون تدخل كبير من البشر.

ويوفر هذا التكيف طرق جديدة ايضا للمعالجة الفورية للبيانات وتحليلها، خاصة في مجالات حيوية مثل الطب ورصد البيئة، حيث أن التكنولوجيا الحيوية تنتج كميات ضخمة من البيانات البيولوجية، مثل الجينومات والبروفايلات البيولوجية، ويمكن استخدام هذه البيانات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي العضوي لفهم الأنماط والتفاعلات البيولوجية.

 ولذلك، يجب جمع خبرات من مجالات متعددة لبناء الذكاء الاصطناعي العضوي، مثل خبرات الحوسبة وتعلم الآلة، والبيولوجيا، والهندسة.  وسيمكن التعاون بين هذه التخصصات من خلق فهم شامل للتحديات والفرص في تطوير الذكاء الاصطناعي العضوي.

وأخيرا وليس أخرا، أرى أن استثمار المملكة في مشاريع البحث والتطوير للذكاء الاصطناعي العضوي، والتي تركز على محاكاة الأنظمة البيولوجية، وفهم ديناميات الحياة، وتطوير نماذج قريبة من الواقع، جميعها من خطوات النجاح في بناء وتبني هذه التقنية المستقبلية.