الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
منذ نشأت الجامعات عالمياً قبل مئات السنين وهي تقوم بأدوار ووظائف تتضح من خلالها فلسفتها وهويتها، وتواكب التطور في الأدوات والوسائل والتقنية دون أن تفقد هويتها وغايتها التي من أجلها نشأت، ومن تلك الأدوار المهمة للجامعة:
صناعة البحث وتحقيق التقدم العلمي.
تعليم وتدريب عالي التخصص.
تلبية حاجات المجتمع من القدرات البشرية.
أداء أدوار القيادات في الأنشطة الفكرية والإدارية.
تقديم خدمات إلى المنظمات والمجتمع المحيط بها.
القيام بآلية غربلة لدخول المهن.
العمل بوصفها مؤسسات للحراك الاجتماعي.
الحفاظ على التراث ونقل المعرفة.
العمل على مواكبة ونشر التقدم العلمي والتقني والمعلوماتي.
تمكين المتخرجين من القيام بدور فعال ونشط في اقتصاد المعرفة.
إنتاج سكان ماهرين في مجالات الأنشطة التخصصية الواسعة المدى.
وقد شهدت الجامعات في مختلف أنحاء العالم تغيرات ملحوظة وكبيرة من أجل تحقيق التميز والتفوق في مجال اقتصاد المعرفة، وإنه من المهم للجامعات تجاوز الدور التقليدي المعتاد.
فالجامعات تواجه أزمة هوية، خصوصاً أننا نعيش في عالم بالغ التعقيد، زاد من تحمل الجامعات لمجموعة جديدة من المسؤوليات، ومع هذ التوجه يجب أن تُعيد الجامعات تعريف نفسها والعمل بنجاح في مواجهة التحولات الحالية والمستقبلية.
إن تحقيق الجامعة لهويتها في التعليم العالي ليس طريقاً سهلاً، إذ يجب النظر إلى التحديات التي تقابل الجامعات والتي تتطلب التحرك السريع والمرن لمقابلة تلك التحديات التي تؤثر على هويتها وقد تغيرها، ومراعاة تشكيل هوية الجامعة في عالم متغير.
حيث تواجه الجامعات تحديات كبيرة تنعكس سلباً على هويتها من أبرزها وأهمها:
القيادات الجامعية التقليدية التي تطبق فقط القوانين الجاهزة والتعليمات والأنظمة التي حولت الجامعات إلى أماكن لا روح فيها ولا هوية لها.
سيادة الجو البيروقراطي بقوانينه وأنظمته ولوائحه ومجالسه وتحكمه في رسالة وهوية الجامعة تعليماً وبحثاً وخدمة.
افتقار التنوع وغياب التمايز وانتشار النمطية في الجامعات، مما يتطلب التنوع في بنية التعليم العالي، ومواكبة احتياجات اكتساب المعرفة ومتطلبات التنمية المتجددة.
الشكلية والافتراضية في البحوث الجامعية بعيداً عن إنتاج المعرفة المتجددة وتوظيفها.
ضعف قدرة الجامعات على مسايرة الجامعات للانفجار المعرفي.
جمود المناهج ونظم التقويم والتجزئة المفرطة في التخصصات وعدم الاهتمام بالدراسات البينية وغير التخصصية.
ضعف دور الأستاذ الجامعي في بعض الجامعات، وخاصة الاعتماد على طريقة واحدة في التدريس، والاعتماد على الطلاب على وجه الإجمال.
عدم وجود مشاريع استراتيجية شاملة مشتركة تستطيع الجامعات والصناعات التشارك فيها والعمل على تنفيذها.
وكل تلك التحديات تتطلب قيادة تغيير تدرك التحديات وتقابلها بالتفكير الاستراتيجي، وتمارس فعلاً قيادة التميز الأكاديمي وردم الهوة والفجوات بين المنتج ومتطلبات المجتمع واحتياجات مؤسساته، والعمل على:
الاستجابة للاحتياجات الفكرية والعلمية للاقتصاد العالمي الذي توجهه المعرفة إذ أصبح رأس المال البشري أكثر أهمية من رأس المال المادي.
الاهتمام باختيار القيادات الجامعية العليا وبناء معايير شاملة وواضحة لاختيارهم؛ بما يحقق في دعم جوانب التميز واستثمارها.
تطوير أنظمة الجامعة ولوائحها التنفيذية بحيث تستطيع كل جامعة التعمق في رسالتها وهويتها، وكيف تختلف عن غيرها.
التأسيس لبيئة حقيقية للبحث العلمي تنافس من خلالها في استقطاب العلماء البارزين، وتوفر لهم المناخ الصالح للبحث والتجريب والاستكشاف والتأمل بلا قيود مصطنعة، وإجراءات معقدة.
الإسهام في التحكم بقوى السوق من خلال سياسة تساعد الجامعة على الاحتفاظ بقيمها وهويتها.
إبراز دور الجامعة لتعكس قيم المجتمع واحتياجاته وشخصيته التي تخدمه.
تعزيز شراكة الجامعة مع المؤسسات والمنظمات المختلفة لتعزيز مهامها التعليمية والبحثية.
تصميم البرامج التعليمية والبحثية التي تتداخل فيها فروع المعرفة الكثيرة وإقامة علاقات قوية بين الأقسام الأكاديمية في الكليات المختلفة داخل كل جامعة، وبين الجامعة والجامعات والمؤسسات والمنظمات الدولية.
تفعيل دور الأقسام والكليات ودعمها تنظيماً ومالياً بما يمكنها من إبراز هويتها في أدوارها العلمية والبحثية والمجتمعية.
تطوير المهارات الشخصية والفكرية والعلمية والمهنية لطلاب الجامعة للارتقاء بخططهم والإسهام في الاقتصاد المحلي والوطني.
فالدور الاستراتيجي للجامعة يتطلب وضوح في رسالة وهوية الجامعة، ورؤية مستقبلية تقود الجامعة نحو التقدم والتطور.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال