الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ممارسة الأيذاء والترهيب المعنوي أو المادي من خلال التخويف أو تشويه السمعة وإلحاق الأذى النفسي بالأخرين هو مايعرفة بالتنمر، وهو مصطلح يعود أصله لغوياً الى “النمر” الحيوان المفترس عندما يتصرف بعدوانية، أما “التنمر الالكتروني” Cyberbullying فيتمثل في الإعتداء اللفظي عبر الانترنت من خلال استخدام القنوات الرقمية كوسائل التواصل الاجتماعي أو رسائل الجوال أو منصات الألعاب الإلكترونية في تعمُد إيذاء شخص بالغ او طفل بشكل متكرر وعدائي عبر نشر الأكاذيب والاشاعات حوله ونشر صورا محرجة له، وانتحال شخصيته أو إرسال رسائل مسيئة للآخرين بإسمه، أو حتى الابتزاز وانتهاك خصوصيته.
على الرغم من أن فضاء الإنترنت يعد مصدرًا غنيًا بالمحتوى المفيد، إلا أن سوء استخدامه بالشكل غير الصحيح والآمن قد يحوله إلى بيئة خطيرة، خاصة مع انتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني، التي تسبب أضرار نفسية وصحية ومشكلات في الشخصية، وقد تصل أعراضها الى إنخفاض مستوى التحصيل الدراسي أو الأداء الوظيفي للمجني عليه، أيضا فقدان الاهتمام بالهوايات والأنشطة المفضلة التي كان يحبها ويمارسها، وتجنب حضور المناسبات الاجتماعية بالإضافة الى أعراض صحية أخرى كالشعور بالتعب والأرق وفقدان شهية الأكل والمغص والصداع، كذلك زيادة أو نقص كبير مفاجئ في استخدام الأجهزة وملاحظة إخفاء شاشتها بشكل متكرر، وإغلاق الحسابات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعية أو إنشاء حسابات جديدة دون مبرر، وقد يتفاقم الامر أكثر سوءاً ويؤدي لا قدر الله الى الانتحار. أما بالنسبة للجاني الذي قام بعملية التنمر فقد يُصبح الإيذاء نمطًا سلوكيًا دائمًا في شخصيته، مما يجعله معاديًا للمجتمع ويدفعه إلى ارتكاب جرائم وممارسة العنف ضد أسرته أو أقرانه.
أفضل طريقة عند التعرض لعميلة التنمر هي عدم الرد أو التعامل مع الجاني لأنه سوف يزيد من نزعته العدوانية، وبدلًا من ذلك يجب الاحتفاظ بصور من التعليقات والتهديدات كأدلة لتقديمها للجهات المختصة، واتخاذ اجراء سريع ومناسب عبر التواصل مع المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية على الرقم (920033360) أو من خلال طلب استشارة نفسية عبر تطبيقهم “قريبون”، بالاضافة الى التبليغ عبر تطبيق «كلنا أمن» إذا احتاج الامر الى ذلك، أما بالنسبة للأطفال يمكنهم التواصل مع خط مساندة الطفل «116111» أو التحدث مع أحد الوالدين او المشرف الطلابي في المدرسة ليقدم النصح ويبلغه بالإجراء الصحيح.
الوقاية من التنمر أمر في غاية الاهمية، فبالنسبة للبالغين ينبغي الانتباه والتأكد من صحة وملاءمة أي محتوى قبل نشره في مواقع التواصل الاجتماعي لأن ذلك يظل موجوداً في الإنترنت إلى الأبد، أيضا عدم إعطاء أي تفاصيل شخصية كالعنوان أو رقم الهاتف لأي جهة او شخص غير موثوق، والتأكد من إعدادات الخصوصية لتطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، وتوخى الحذر عند المشاركة في أي عروض ترويجية او جوائز، بالاضافة الى إنشاء كلمة مرور قوية، وتفعيل خاصية التحقق الثنائي للدخول لحسابات التواصل الاجتماعي، واستخدام برامج الحماية من الاختراقات وعدم الدخول لمواقع مشبوهة أو النقر على روابط من اشخاص او جهات غير معروفة.
أما بالنسبة للأطفال فعملية الوقاية تبدأ من الوالدين، حيث ينبغي تخصيص أوقات كافية خلال اليوم للجلوس مع أبنائهم ومناقشة تجاربهم على الإنترنت، وأن يمتنعوا عن نشر مقاطع او صور محرجة لهم ولأبنائهم، وعدم السماح للأطفال بتصوير أنفسهم وعائلاتهم وعرضها على منصات التواصل الاجتماعي، كما ينبغي مراقبة استخدام الأطفال للإنترنت وأن يكون تحت اشراف أحد الوالدين مع الحرص على ضبط اعدادات العمر والمحتوى الملائم، بالإضافة الى الدور المهم للمدرسة في توجيه الضحايا نحو المعالجة النفسية السلوكية وضرورة إطلاق حملات توعوية حول كيفية التعامل مع التنمر والإبلاغ عنه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال