الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شهد قطاع الضيافة في المملكة العربية السعودية نموًا سريعًا في عام 2024, و كانت أهم العوامل المؤدية إلى هذا النمو هي السياسات الحكومية، وارتفاع أعداد السياح، والاستثمارات الضخمة. حيث بلغت قيمة قطاع الضيافة في المملكة العربية السعودية حوالي 182.25مليار ريال في عام 2024, ومن المتوقع أن ينمو إلى نحو 411 مليار ريال بحلول عام 2033 بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ حوالي 9.5%. ويأتي سبب نمو القطاع بشكل رئيسي إلى زيادة عدد السياح ,والتي هي أحد أهم ركائز خطط وزارة السياحة ورؤية المملكة 2030, التي تُركز على توسيع الاقتصاد وتحسين البنية التحتية السياحية.
المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة السياحة لديها خطط ضخمة لبناء فنادق جديدة. ويتماشى هذا مع هدف المملكة المتمثل في جذب 70 مليون زائر دولي سنويًا بحلول عام 2030.
ومن المتوقع أن يشهد سوق الفنادق في المملكة العربية السعودية نموًا سريعًا، حيث سيرتفع من 57.75 مليار ريال في عام 2024إلى 102.23 مليار ريال بحلول عام 2033. ومن المتوقع أن يتوسع بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.55% من عام 2025 إلى عام 2033 ، مدعومًا ببناء المزيد من الفنادق وتسهيل قواعد التأشيرة للزوار الأجانب.
شهدت معدلات الإشغال في سوق العقارات بالمملكة نموًا ملحوظًا. فقد ارتفع متوسط الإشغال بنسبة 0.9% خلال منتصف عام 2024. وارتفع متوسط السعر اليومي بنسبة 6.7% في النصف الأول من عام 2024. كما ارتفع عائد الغرفة المتاحة بنسبة7.7% خلال الفترة نفسها. وتجاوزت نسبة الإشغال في بعض الفنادق 90% خلال العطل الدراسية في العام ذاته.
يستفيد قطاع الضيافة في المملكة العربية السعودية بشكل كبير من رؤية 2030 ، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن دخل النفط. كما تسعى وزارة السياحة جاهدة لجذب المزيد من الزوار الدوليين حيث تجاوزت الوزارة أهدافها الأولية بأكثر من 100 مليون زائر في عام 2024 ، وقد حددت الآن هدفًا جديدًا للوصول إلى 150 مليونًا بحلول عام 2030 . يساهم قطاع السياحة في المملكة بنسبة 11.5% في الناتج المحلي الإجمالي بشكل مباشر وغير مباشر مقارنة بـ 4% في عام 2019 بإرتفاع قدره 284% . ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 16% بحلول عام 2034 . لفت نظري خلال الأسبوع الماضي إعلان أحد أهم الشركات المتخصصة في الضيافة في المملكة العربية السعودية وهي شركة طيبة للاستثمار التابعة لصندوق الإستثمارات العامة، وسط نمو هذا القطاع، قدمت أداءً قويًا.
تُعدّ شركة طيبة للإستثمارات لاعباً رئيسياً في قطاع الضيافة السعودي. والتي حققت أداءً قوياً في عام 2024. فقد ساهم استحواذ الشركة على شركة دور للضيافة، إلى جانب ارتفاع حاد في حركة السفر العالمية إلى المملكة العربية السعودية، نمواً قوياً في الإيرادات والأرباح الصافية للشركة، متجاوزاً بذلك متوسطات القطاع ذاته. ووفقاً لإعلان الشركة خلال الأسبوع الماضي,ارتفعت إيرادات طيبة وصافي دخلها في عام 2024 بشكل ملحوظ مقارنةً بالعام السابق.
ارتفعت إيرادات طيبة التشغيلية بنسبة 159.2% في عام 2024، لتصل إلى426.9 مليون ريال سعودي، مقارنة بـ 164.7 مليون ريال في عام 2023 ومع ذلك، من المتوقع أن تنمو إيرادات قطاع الضيافة السعودي بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.5% من عام 2023 إلى عام 2028، ووفقًا لصحيفة عرب نيوز يبلغ معدل زيادة إيرادات طيبة التشغيلية حوالي ٢١ضعفًا من إيرادات قطاع الضيافة. وهذا يوضح الأداء الاستثنائي للشركة في عام 2024، متفوقًا بشكل كبير على متوسط معدل النمو في الصناعة. إلى جانب الدخل التشغيلي، ارتفع صافي دخل طيبة بنسبة 205.6% في عام 2024، ليصل إلى 333.7 مليون ريال ، مقارنةً بـ 109.2 مليون ريال سعودي في عام 2023. وبفضل هذه الربحية القوية للشركة ، ارتفع ربح السهم بنسبة 98% من 0.65 ريال سعودي في عام 2023إلى 1.28 ريال . كما ارتفعت معدلات الإشغال في فنادق التابعة للشركة ، مدفوعةً بارتفاع أعداد المعتمرين والزوار لكافة مناطق المملكة، بالإضافة إلى زيادة الطلب على الفعاليات والمؤتمرات في العاصمة الرياض تحديداً.
ساعدت أرباح طيبة القوية في دفع عوائد أفضل للمساهمين. قفز عائد الشركة على حقوق الملكية (ROE) للأشهر الاثني عشر الماضية إلى حوالي 3.92% اعتبارًا من مارس 2025 وفقًا لـ Yahoo Finance. بلغ عائدها على الأصول (ROA) حوالي ٪٣,٤ اعتبارًا من مارس 2025 وفقًا لـ Yahoo Finance. على الرغم من أن النسب المئوية قد لا تبدو ضخمة للوهلة الأولى، إلا أن طيبة تفوقت على متوسط الصناعة بهامش كبير. وهذا أمر مثير للإعجاب، لا سيما بالنظر إلى مدى ثقل رأس المال في قطاع الضيافة وحقيقة أنه لا يزال ينتعش. كان العديد من مشغلي الفنادق في المملكة العربية السعودية لا يزالون يكافحون من أجل تحقيق عائداً إيجابياً على حقوق الملكية، لكن طيبة لم تنجح في ذلك فحسب – بل قادت القطاع حتى الآن. بالإضافة إلى ذلك، وبعد استحواذها الكبير على دور للضيافة في عام 2030، نمت قاعدة حقوق الملكية في طيبة كثيرًا. لذا، فإن تحقيق عائد على حقوق الملكية بنسبة 3.92% على قاعدة رأس مال أكبر بكثير يُظهر أنهم يخلقون قيمة قوية حقًا في قطاع السياحة.
مع بدء ظهور فوائد الاندماج، من المرجح أن يرتفع عائد حقوق الملكية وعائد الأصول بشكل أكبر. خلاصة القول: تتفوق شركة طيبة على منافسيها في تحقيق عوائد قوية على رأس مالها، بفضل إدارتها الذكية والمرنة مستفيدةً من إنتعاش السياحة في المملكة العربية السعودية.
يتماشى نجاح طيبة مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030, والتي تسعى خطتها فيما يخص السياحة إلى نمو البنية التحتية السياحية، والقدرة على استيعاب الحجاج، ومشاركة القطاع الخاص. فقد دعمت طيبة هذه الأهداف من خلال عمليات الاستحواذ، والشراكات مع العلامات التجارية، والفنادق الجديدة، حيث استحوذت شركة طيبة على شركة دور للضيافة في أواخر عام 2030. وقد منحها هذا الاستحواذ تواجداً في 7 مناطق بالمملكة عبر 40 عقاراً، وأكثر من 7700 غرفة. تقع أغلبها في العاصمة الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وهما مفتاحان للسياحة الدينية تتمثلان بالحرمين. دخلت طيبة أيضاً في شراكة مع ماريوت الدولية وهيلتون العالمية. وأطلقوا فنادق جديدة في أنحاء المملكة. تجذب هذه الشراكات رواد الأعمال والسياح، مما يدعم هدف التنوع السياحي. كما تمتلك طيبة ثمانية عقارات أخرى قيد التطوير. وقد أرست جميع هذه العقارات أساسًا قويًا لنمو أعمال الشركة ورؤية المملكة بشكل خاص والقطاع ككل بشكل عام.
تستثمر طيبة في أولويات رؤية المملكة 2030، حيث تركز على السياحة الدينية والترفيهية وسياحة الأعمال. وتدعم فنادقها في مكة المكرمة والمدينة المنورة إقبال الحجاج والمعتمرين، بينما تدعم في الرياض المؤتمرات والفعاليات الترفيهية والصناعية وغيرها. شهدت طيبة إشغالاً أعلى في عام ٢٠٢٤من المعتمرين والحجاج وقطاع المعارض والمؤتمرات بما يتماشى مع التوجه الوطني لجعل المملكة العربية السعودية مركزاً سياحياً رئيسياً. وبهذه الطريقة، رسّخت طيبة مكانتها كمساهم رئيسي في المشهد السياحي المتطور في المملكة، مُساهمةً بهدوء وفعالية في تحقيق طموحات رؤية 2030 من خلال التركيز الاستراتيجي والحضور والتنفيذ في الوقت المناسب.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال