الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
سوق الأسهم السعودي اصبح كبير لا شك، وسيكبر اكثر الى ان يصل الى اكبر 3 اسواق، كما وتوسعت القطاعات، ما ادى الى عمق في السوق. استذكر قبل ١٩ سنة حين وقع الانهيار الكبير كان مختلفا تماما، سواء في نوعية الشركات المدرجة، او في جودة رقابة هيئة السوق المالية الحديثة انذاك. انا شخصيا اقرب للخمسين مني للاربعين، حين وقع الانهيار الكبير كنت في العشرينات. من كانو اطفال حينها في المرحلة الابتدائية الآن هم في سوق العمل، لديهم مدخرات ولديهم طموح، واجزم انهم اكثر وعي ودراية وقراءة واطلاع من جيلي حينها.
هيئة السوق المالية تقدمت الى درجة كبيرة اثق في انها تضاهي بل وتتفوق في كثير من المناحي على هيئات السوق المالية في الاسواق ال 5 الأكبر (وهذا رأيي). وقامت الهيئة بجهود توعوية كبيرة جدا من خلال القنوات المختلفة، وما تزال، وها نحن الآن نملك سوق نال ليس فقط ثقة المستثمرين المحليين بل وثقة المستثمرين الأجانب. يتضح ذلك جليا من خلال ملكية الأجانب لحوالي 10% من الاسهم الحرة (بإستثناء ارامكو)، وفي بعض الشركات تبلغ نسب ملكية الأجانب 20% و 15%.
لأسباب متعددة قامت هيئة السوق المالية بإجراءات لغرض الحماية ولتعزيز مستوى معين من الاستثمار المؤسساتي، احترم كل ما اتخذ سابقا، واجد كثيرا من القرارات كانت صحيحة حينها. ولكن اكرر مسألة تعاقب الاجيال الواردة في عنوان مقالي، فالجيل الشاب والطموح الحالي اكثر وعي ماليا وسمع كثيرا وقرأ عن المآسي السابقة ولا اتصور ابدا ان شباب وشابات الرؤية سيقومون بنفس الاخطاء.
اشيد بهيئة السوق المالية، وانني اذ اشيد بها فأنا اشيد بشباب وبنات المملكة. انني اذ اشيد بهيئة السوق المالية فإنني اشيد بمسؤوليها على مختلف مراتبهم، واشيد بسعة صدورهم في تقبل الاراء بل وحتى النقد، واشيد بإحساسهم العالي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، واشيد ايضا بمكافحتهم للاحتيال والفساد الذي هو آفة الله اعلم ان كان البشر سيتخلصون منها مستقبلا.
مستوى السيولة في السوق يلاحظ عليه الضعف مقارنة مع مستوى السيولة ابان الانهيار الكبير، وادعو (شباب وشابات الرؤية الى بحث هذا الامر والمقارنة وابداء الرأي)، حيث كان قبل 19 سنة يصل الى 20 و 30 وحتى اكثر. نعم ارتكبت اخطاء وخاصة من المتداولين، ولكن ليس من الانصاف في رأيي ان نفترض ان هذه الاخطاء سترتكب مره اخرى لأن الوعي تغير. انا مع الرأي ان الوعي المالي عملية تراكمية (لا يمكن محوها) وتنتقل من جيل الى آخر بما يؤدي لزيادتها وارى ايضا انه يستحيل محو الوعي المتراكم (في الظروف الطبيعية).
وعليه سأضع عدد من الاقتراحات التي غلب على فكري انها ستفيد في اي نقاش معني بزيادة سيولة السوق. وقبل ان ابدأ في طرح النقاط اود الاشارة الى انه لم يكن هناك شركات كابيتال قبل 19 سنة تقدم المشورة والنصح والارشاد في الاسهم والسندات. شركات الكابيتال تطورت عبر 19 سنة واتصور انها جزء مهم وفعال في نشر الوعي والفكر المالي وهم يبدون الرأي وينشرونه حيال مختلف القطاعات مشكورين.
اولى اقتراحاتي تتمحور حول اعادة الاكتتابات كما كانت قبل 19 سنة، واقصد ان تخصص للافراد، وبالإمكان ان تدخل الشركات في هيكل الملكية قبل الطرح في ترتيب يتم بواسطة شركات الكابيتال. ولكن اسهم الطرح اقترح ان يكون للافراد بنسبة 100% ويكون ممتدا لمدة لا تقل عن اسبوعين، وفي حالة لم يتم التغطية يسمح للشركات والمستثمرين المؤسساتيين التغطية ان رغبوا.
ثاني الاقتراحات ان يترك تحديد نسبة التداول بالهامش لشركات الكابيتال دون تدخل في تحديد النسب من هيئة السوق المالية مع الحق الكامل لهيئة السوق المالية في تفتيش الملفات الائتمانية والنظر في منطقيتها وخلاف ذلك، وعلى ان تقوم شركات الكابيتال بالتوضيح الصريح الواضح للمخاطر، توضيحا لا لبس فيه كائن ما كان. وعلى ان يشترط ان يكون هناك اداء تاريخي ايجابي ومنطقي للمحفظة الطالبة للتسهيلات، حينها اذا ارادت شركة الكابيتال بطلب من العميل ان يعطى تسهيلات تبلغ ٥٠٠% من قيمة المحفظة فليكن. وانني اعي جيدا الرأي الذي يرى في هذا تهور، ولكني مدفوع بقناعة تامة مفادها المستثمرين والقطاع الخاص عموما ادرى بمصالحهم وليسو بحاجة لوصاية، كل ما هم بحاجة له هو التشريع المحكم والرقابة على السوق من المحتالين والفسدة.
اقترح ايضا ان يكون ساعات عمل سوق الأسهم اكثر، واذهب خطوة للامام لأقول ما المانع ان يكون مفتوح 24 ساعة. اقترح هذا لأني ارى ان الاسواق لا ينبغي لها النوم، واذا اردنا ان ننافس الاسواق الكبرى فلا بد من ان نأتي بالجديد. لا ينبغي الخجل من الافكار مهما كانت، واكرر دعوتي للجيل القادم بقوة لإبداء الرأي حيال سوق الأسهم بأي طريقة قانونية يرونها.
سوقنا يكبر ويتعمق وعدد طروحاته في ازدياد، لن تتوقف عجلة النمو، ويوما بعد آخر نقترب لأن نكون من اكبر 3 اسواق.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال