الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما يكون التطور واقعًا ملموسًا وليس مجرد وعود، تتعزز ثقة المجتمع في مؤسساته، وهذا ما تعيشه المملكة العربية السعودية اليوم. فمنذ انطلاق رؤية 2030، تحولت البلاد إلى نموذج فريد من التنمية المتسارعة، حيث مست التغييرات جميع القطاعات، من الاقتصاد إلى البنية التحتية، ومن التكنولوجيا إلى جودة الحياة.
لم يكن التطور في المملكة مجرد تحسينات شكلية، بل عملية إعادة بناء شاملة جعلت الأجهزة الحكومية أكثر كفاءة وابتكارًا، ما انعكس بشكل مباشر على حياة المواطنين والمقيمين. وبينما تعززت الخدمات العامة بالتحول الرقمي والحوكمة الفعالة، أصبحت الشفافية والمحاسبة ركيزتين أساسيتين، مما زاد من موثوقية المؤسسات في نظر المجتمع.
على الصعيد الاقتصادي، لم تقتصر الإصلاحات على تنويع مصادر الدخل، بل امتدت إلى سياسات اجتماعية تدعم الاستقرار والنمو. فالاقتصاد السعودي، الذي كان يعتمد على النفط، أصبح اليوم متنوعًا وقادرًا على مواكبة التغيرات العالمية. وهذا لم ينعكس فقط على المؤشرات المالية، بل أيضًا على الأمن الاقتصادي الذي يشعر به كل فرد في المجتمع.
أما على المستوى الاجتماعي، فقد خلقت هذه الإصلاحات مجتمعًا ديناميكيًا، حيث أصبح الشباب أكثر قدرة على الإبداع والابتكار، بدعم من سياسات تمكين متوازنة. وبفضل التحول في نمط الحياة والخدمات، ازداد التفاؤل بالمستقبل، حيث تُعد المملكة من أكثر دول العالم تفاؤلًا بالمستقبل بنسبة 69%، ما جعل المجتمع أكثر حيوية وثقة في مسار البلاد.
وعندما يتصدر اسم السعودية تقارير الثقة العالمية، فذلك ليس مجرد رقم في قائمة، بل تأكيد على أن هذه التحولات لم تكن عابرة، بل منهجية راسخة صنعت نموذجًا يحتذى به. فقد سجلت المملكة نسبة 87% في مؤشر الثقة بالحكومة وفقًا لتقرير إيدلمان لعام 2025، متفوقة على الولايات المتحدة التي سجلت 41%، والمملكة المتحدة بـ 37%، وألمانيا بـ 35%.
لم يكن لهذه الثقة المتزايدة أن تمر دون أثر على الاقتصاد والاستثمار، حيث أصبحت المملكة بيئة جاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية بفضل الاستقرار التشريعي والتسهيلات المقدمة للمستثمرين. فمع تحسن تصنيف السعودية في مؤشرات التنافسية العالمية، تضاعفت الاستثمارات المباشرة وازداد حضور الشركات العالمية في السوق المحلي، ما ساهم في تحفيز الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة تعزز من استدامة النمو.
ختاما..
هذه الثقة العالية التي تحظى بها السعودية لم تأتِ من فراغ، بل كانت ثمرة رؤية واضحة وإصلاحات جذرية مست كل جوانب الحياة، مما جعل المواطن والمقيم يشعران بالأمان والاستقرار، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، بل في جميع تفاصيل الحياة اليومية. ومع استمرار المملكة في تنفيذ مشاريعها الطموحة، يظل رهانها الأكبر على مستقبل أكثر ازدهارًا، حيث تبقى الثقة المتبادلة بين الحكومة والمجتمع أساسًا راسخًا لمسيرة التنمية والنجاح.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال