الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ESG هو رمز يختصر ثلاث كلمات: البيئة، والمجتمع، والحوكمة، والتي غالبًا ما تُذكر معاً في سياق قطاع الأعمال حيث أصبحت لهذه الجوانب أهمية كبيرة في مجال الحوكمة. فكما أن الحوكمة لا تُغفل الجوانب المالية والقانونية والتشغيلية، فلا ينبغي لها تجاهل اعتبارات .ESG
في العقدين الأخيرين، برز اتجاه متزايد نحو مراعاة الجوانب البيئية والاجتماعية عند الاستثمار في الشركات عبر عمليات الاستحواذ أو الاندماج. إذ يعتقد العديد من المستثمرين أن الحوكمة لا تكتمل إلا بدمج هذه الجوانب، ليس فقط لتخفيف المخاطر، بل أيضاً لتعزيز قيمة الشركة وضمان استدامتها على المدى الطويل. فالإدارة البيئية الفعّالة تقلل من الهدر المالي وتجنب غرامات عدم الامتثال البيئي، بما يعزز كفاءة استخدام الموارد. كما أن الاهتمام بالجوانب الاجتماعية يعزز إنتاجية الموظفين ويقلل من معدلات دورانهم، مما ينعكس إيجاباً على قيمة الشركة.
وبهذا ندرك أن إدارة المخاطر لم تعد مقتصرةً على الجوانب المالية أو التشغيلية أو القانونية، بل تشمل أيضاً تقييم المخاطر البيئية والاجتماعية، مثل: التلوث، واستنزاف الموارد، وتغير المناخ، والنزاعات العمالية، وحقوق الإنسان، والمشاركة المجتمعية، وسلاسل التوريد. فهذه العوامل يمكن أن تؤثر سلباً على سمعة الشركة، وقيمتها المالية، بما في ذلك علامتها التجارية. لذا، فالمحافظة على السمعة أمرٌ حيوي لجذب المستثمرين والعملاء، واستقطاب المواهب.
نتيجة لذلك، أصبحت معايير البيئة والاجتماعية والحوكمة (ESG) جزء لا يتجزأ من ممارسات الحوكمة. ذلك أن العملاء يميلون إلى التعامل مع الشركات التي تظهر التزاماً بالمسؤولية البيئية والاجتماعية، كما يفضل الموظفون العمل في مثل هذه الشركات. وهذا ما يجعل بعض المستثمرين يتجنبون الشركات التي لا تولي اهتماماً كافياً لهذه الجوانب.
في عمليات الاستحواذ والاندماج، ثمة دعوات لتضمين تقييم الجوانب البيئية والاجتماعية في عمليات العناية الواجبة (الفحص النافي للجهالة)، لتقييم مدى التزام الشركة المستهدفة بهذه المعايير؛ لأنها تسهم في الكشف عن القيمة المستدامة للشركة، وتحديد قيمة الصفقة بشكل أدق. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجرتها شركة ماكينزي أن الشركات ذات الأداء الاجتماعي القوي تميل إلى تحقيق إنتاجية أعلى للموظفين ومعدلات دوران أقل.
وفي هذا الصدد نأخذ حالة دراسة، وهي استحواذ شركة يونيليفر (Unilever) على شركة سفنث جِنريشن (Seventh Generation) عام 2016 حيث تُعد مثالاً واضحاً على أهمية الجوانب البيئية والمجتمعية. فشركة سفنث جِنريشن شكة ذات قيمة مستدامة نظراً لالتزامها بمنتجات العناية المنزلية والشخصية الصديقة للبيئة. وبهذا ندرك أن الأداء المالي لم يكن الدافع الرئيسي للاستحواذ، بل القيمة غير الملموسة المرتبطة بعلامتها التجارية القوية في مجال ESG، وموقعها في السوق، وولاء العملاء، مما أكسبها استدامة في القيمة.
هذا يسلط الضوء على أهمية تضمين تقييم الالتزام البيئي والاجتماعي في عمليات الفحص النافي للجهالة، فذلك يكشف عن القيمة المستدامة للشركة، والتي قد لا تظهر من خلال الفحص المالي التقليدي. وفي الوقت نفسه، يمكن للفحص القانوني أن يكشف مدى التزام الشركة بهذه المعايير.
أخيراً، جزء من هذا المقال مقتبس من بحث الباحث الهندي/ يوغانك ديفيد، الموسوم بـ “العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) في العناية الواجبة في عمليات الدمج والاستحواذ” (15 مايو 2024). خاصة ما يتعلق بحالة الدراسة David, Yugank, Environmental, Social, and Governance (ESG) Factors in M&A Due Diligence
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال